ومن الممكن أن يعقد قرار الجمهورية الايرانية إجراء أنشطة نووية حساسة في موقع تحت الأرض الجهود الدبلوماسية الرامية لحل سلمي للأزمة المستمرة منذ زمن طويل.
وتقول إيران منذ شهور إنها تستعد لنقل أنشطة تخصيب اليورانيوم من منشأة نطنز النووية الرئيسية إلى فوردو وهو موقع داخل جبل قرب مدينة قم المقدسة بوسط إيران.
وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها إن إيران تحاول صنع قنابل لكن طهران تصر على أن برنامجها النووي لا يهدف إلا إلى توليد الكهرباء.
وقال فريدون عباسي دواني رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية "محطة فوردو النووية للتخصيب ستعمل في المستقبل القريب".
وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة كيهان الأحد إن اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء 3.5 في المئة وأيضا 20 في المئة من الممكن أن يجري إنتاجه في الموقع.
وذكر مسؤول غربي أنه مع بدء تشغيل فوردو تبعث إيران برسالة سياسية تظهر أنها لن تذعن للمطالب الدولية بتعليق تخصيب اليورانيوم وهو النشاط الذي من الممكن أن تكون له استخدامات مدنية وعسكرية.
ويفرض الغرب عقوبات اقتصادية تزداد إحكاما على طهران بسبب برنامجها النووي وبلغت أوجها بقانون جديد وقعه الرئيس الأميركي باراك أوباما عشية رأس السنة بهدف منع المشترين من دفع مقابل النفط الإيراني.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "أرى أنها خطوة أخرى تصعيدية من الجانب الإيراني".
ومع تزايد الضغوط على إيران دعت إلى محادثات جديدة حول برنامجها النووي مع الأعضاء الدائمين في مجلس الامن والمانيا (خمسة زائد واحد) وهي محادثات متعثرة منذ عام.
وأوضحت القوى الغربية مرارا أنها مستعدة أيضا كي تسلك مجددا القنوات الدبلوماسية لكنها تؤكد أن على إيران من جهة اخرى أن تبدي استعدادها للمشاركة في مباحثات مجدية وبدء تبديد المخاوف الدولية المتزايدة بشأن نشاطها.
وقال المسؤول الغربي متحدثا قبل أحدث إعلان لإيران الخاص بافتتاح منشأة فوردو "عليهم أن يظهروا أن لديهم النية لأن يكونوا جادين".
وقال دبلوماسيون في فيينا مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الجمعة إنه يعتقد أن إيران بدأت تغذية أجهزة الطرد المركزي في فوردو بغاز سادس فلوريد اليورانيوم في أواخر ديسمبر/كانون الأول في إطار أولى الاستعدادات لاستخدام هذه الأجهزة في عمليات التخصيب.
وتم تركيب أجهزة الطرد المركزي وغيرها من الأجهزة اللازمة لبدء عملية التخصيب في فوردو في 2011.
وتخصب إيران بالفعل اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 في المئة في موقع آخر فوق الارض وهي نسبة تزيد كثيرا عن المستوى المطلوب عادة لتشغيل محطات الطاقة النووية وهي 3.5 في المئة.
وقالت طهران في 2011 إنها ستنقل التخصيب لمستوى أعلى إلى فوردو الخاضع لعمليات تفتيش منتظمة من وكالة الطاقة الذرية شأنه شأن المواقع الأخرى كما أنها تعتزم تعزيز قدرتها الإنتاجية بشدة.
ولم تستبعد الولايات المتحدة واسرائيل العدوان اللدودان لإيران شن ضربات على الجمهورية الإسلامية في حالة فشل الجهود الدبلوماسية في حل النزاع.
ولم تكشف إيران عن موقع وجود فوردو للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلا في سبتمبر أيلول 2009 بعد أن علمت أن أجهزة مخابرات غربية اكتشفت وجوده.
وتقول إيران إنها ستستخدم اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء 20 في المئة لتحويله إلى وقود لتشغيل مفاعل أبحاث ينتج نظائر لعلاج مرضى السرطان لكن مسؤولين غربيين يقولون إنهم يشكون في ان لدى البلاد الإمكانيات الفنية لاتمام ذلك.
بالإضافة إلى ذلك فإنهم يقولون إن القدرة الإنتاجية في فوردو والتي لا تزيد عن ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي محدودة للغاية لدرجة لا تسمح لها بإنتاج الوقود اللازم لمحطات الطاقة النووية لكنها مثالية لإنتاج كميات أصغر من الوقود الذي يستخدم عادة في برنامج للأسلحة النووية.
وتدور أجهزة الطرد المركزي بسرعات تفوق سرعة الصوت والتي تخصب اليورانيوم من خلال زيادة تركيز النظائر الانشطارية.
ويتطلب صنع القنابل النووية اليورانيوم المخصب إلى درجة 90 في المئة لكن قوى غربية تقول إن قدرا كبيرا من الجهد المطلوب للوصول إلى تلك المرحلة تحقق بالفعل بمجرد الوصول إلى درجة نقاء 20 في المئة مما يقلل من الوقت اللازم لصنع أي سلاح نووي.
وتقدم القوى الغربية تقديرات مختلفة لمدى السرعة التي يمكن لإيران أن تصنع بها سلاحا نوويا إذا قررت ذلك بما يتراوح بين ستة أشهر وسنة أو اكثر.
0 comments:
إرسال تعليق