السبت، يونيو 01، 2013

الأب باولو:جنيف 2 رهن صمود مقاتلينا في القصير والغوطةالشرقية


بطريقته البسيطة لطرح أفكاره شرح الأب الايطالي باولو دالوليو للجمهور الفرنسي في مكتبة كليبر في مدينة ستراسبورغ يوم الثلاثاء 28 أيار/مايو 2013، علاقته بالثورة السورية التي لازالت برأيه تعيب على العالم صمته عن القتل وتؤكد صدقيتها وصبرها، كما عبر عن مخاوفه تجاه مستقبل سوريا مع تطور ردود فعل النظام واستخدامه مختلف أنواع الأسلحة في تصديه لهذه الثورة، وفند دالوليو الذي وقع كتابه الفرنسي (La Rage et la lumiére un prêtre dans la révolution syrienne) (الغضب والنور، راهب في الثورة السورية)، مخاوف العالم الغربي من وصول الإسلاميين للحكم في سوريا وأكد أن "الوقوف ضد الإسلام لأسباب غير واضحة سيخلق التطرف الإسلامي حتماً"، وتحدث مطولا عن مدنية الثورة السورية مستشهدا بالمظاهرات التي خرجت تطالب بالحرية والدولة المدنية على معظم التراب السوري من شماله لجنوبه وحتى في القرى النائية.
ولم ينفِ دالوليو الخوف من تنفيذ مشروع تقسيم سوريا، ولكنه أكد على أمله بالسوريين القادرين على اتخاذ القرار السليم بالوقت المناسب، ويأتي كتابه ليصور "إرادة هذا الشعب وشوقه للحرية وهو محاولة لتأكيد الأمل داخل الثورة السورية"، فالأمل بحسب قوله "فضيلة".

وفي دردشة مع الأب باولو على هامش المناسبة، تحدث عن نيته العودة إلى المناطق المحررة في سوريا قريباً برفقة فريق قناة أورينت، للعمل على بناء سورية الجديدة المهددة اليوم بمعارك واسعة وانتقامات شديدة القسوة، ولكنه عاد ليؤكد "أن السوريين لا يذهبون بعيدا في الخيارات الأصولية أو المتطرفة فالشعب السوري قادر على معالجة هذه الحالة الغريبة عن ثقافته".
أما عن مؤتمر جنيف الثاني فأكد الأب باولو بأن "القرار في هذا المؤتمر مرهون بالواقع والأرض فإذا، وهذا ما يتوقعه، صمد رجال الجيش السوري الحر في القصير والغوطة الشرقية وصدوا هجوم حزب الله والجيش السوري النظامي فإن المعادلة السياسية تفرض على الروس النظر بموضوعية أكثر"، وبطريقته السورية تابع "فإذا بيطلعلهون يهربوا بالأسد ورجالاته إلى اللاذقية بيكون منيح"، وبعدها وفق رؤيته "تتحرر دمشق ونبدأ عمليات بناء سورية الجديد".
وبشأن التدخل الخارجي في سوريا تحدث عن "وجوبه لحماية العلويين المدنيين مخافة الانتقام خاصة أن غالبية السوريين السنة كانوا ولازالوا يذبحون بأيدي كثير من أبناء هذه الأقلية" وهنا أشار إلى "لزام المحاسبة القانونية لا الانتقام من الطائفة العلوية وثقافة العدالة ليست بغريبة عن السوريين"، وتابع مؤكداً أنه "لا يمكن وقف المعارك المستمرة منذ عامين تقريبا بسهولة ولذا يتوجب علينا التحلي بالواقعية أيضا، فالمسألة صعبة ولا يمكن أن تكون هناك غير هدنة فقط ولن نستسلم للأسد" ولكنه عاد ليؤكد بأنه "لا ذنب للأطفال العلويين كما لا ذنب لأطفالنا السنة الذين قتلوا وشردوا، وخوفا من ذهاب بعض المقاتلين باتجاه الثأر يتوجب علينا العمل منذ اليوم للمصالحة ولا يمكن الحديث عن المثاليات ولكن يتوجب العمل للوصول إلى سد الفجوة وهذا يتطلب بناء سوريا اتحادية وتطوعية لا سورية موحدة بقوة العسكر"، وهنا يتوجب التأكيد بحسب حديثه على ضرورة حصول الشعب السوري على "حرية القرار وبعدها يبني وطنه بحسب إرادته".

ويذكر أن دالوليو غادر سوريا بعد زهاء ثلاثة عقود أمضاها هناك، رمم خلالها دير مار موسى في جبال القلمون على بعد 80 كيلومترا من العاصمة دمشق، وأسس رهبانة الخليل القائمة على مبدأ الضيافة إضافة للنذور الرهبانية المعتادة، ما جعل من دير مارموسى الحبشي محجا لغالبية سياح سوريا خلال السنوات الأخيرة قبل الثورة، وأصبح الدير خلال فترة عيشه في سوريا مركزا لمؤتمرات حوار الأديان والمناقشات الجادة في مستقبل العلاقات بين الطوائف والأديان في الشرق عموما، وشهد الدير الكثير من النشاطات بهذا الشأن.

ومع اشتعال الثورة في سوريا أذار/مارس عام 2011 أعلن الأب باولو دالوليو موقفه الواضح من مطالب السوريين بالحرية والكرامة، ما دفع النظام السورية لإصدار قرار بطرده في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2011، ولكن القرار لم ينفذ خاصة أن قرار الطرد دفع الناس للوقوف مع الراهب الإيطالي وسمي يوم الأحد الذي تلى قرار الطرد بأحد "أبونا باولو"، ولزم دالوليو الصمت إلى منتصف العام 2012 حيث عاود العمل على مسألة المخطوفين في مدينة القصير بريف حمص، ووجه رسالة مفتوحة لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا كوفي عنان طالبه بتحمل المسؤولة ودفع النظام للحوار وصون دماء السوريين، فجاء القرار بطرده من سوريا في الشهر السابع من العام 2012 ونفذ على الفور دون أي تأخير، ولكن دالوليو عاد ليدخل سوريا بعد فترة وجيزة، وزار مجموعة من المناطق السورية المحررة وسجل فيها مع فريق تلفزيون الأورينت حلقات برنامج "إقامة مؤقتة"، ولقي في تلك المناطق الحفاوة والترحيب الكبيرين وأجرى حوارات ونقاشات مع قيادات الكتائب الإسلامية ومع قادة أحزاب كردية، وجمع كل ماسبق في كتابه الذي صدر مؤخرا بالفرنسية تحت عنوان (الغضب والنور، راهب في الثور السورية).

موقع اورينت

1 comments:

غير معرف يقول...

هذا القس اصدق من كثير من رجالات النظام الكذبة .. يستحق الجنسية السورية و بامتياز

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية