الأحد، يونيو 09، 2013
سوريا بين رحى ثلاث حروب
أجمع أساتذة من الجامعة الأميركية بالقاهرة في لقاء ما وراء الأحداث بعنوان "الصراع السوري: هل يجر المنطقة لنقطة الانفجار؟" على إن سوريا في مفترق الطرق.مؤكدين أن مشاكل المنطقة العربية ليست بالبسيطة ولايمكن أن تحل بجلسات أو وصفات، بل بالنظر على أنها تمثل تهديدا.
وأكد د.وليد قزيحة أستاذ العلوم السياسية أن الصراع السوري صراع وجود، وأنها تمر بحرب أهلية بين قوى مختلفة. وأضاف أنه منذ 1970، كانت سوريا معرضة للشد والجذب من قوى إقليمية، وأن ما يحدث الآن في سوريا ليس حربا واحدة بل ثلاث حروب على الأرض السورية، الأولى بين النظام والقوى المعارضة في مارس/ اذار 2011، وهي قوى تامل في التغيير، لحاقا بثورات الربيع العربي. والحرب الثانية المتمثلة في النزاع الإقليمي الممول، أما الحرب الثالثة فتكمن في النزاع بين القوى الدولية".
وروى قزيحة ما قاله بعض صحفيي وكالة أنباء الأسوشيتد برس له "أن في سوريا يوجد من يطلق عليهم "السائحين الجهاديين"، وهم من اتى من دول عربية للجهاد المسلح لمدة أسبوع أو اثنين ثم يعودون لبلادهم".
وأوضح أن سوريا تحت حكم الأسد كانت قوة إقليمية مع أنها كانت تحت حكم ديكتاتوري، مركزي وتدار عن طريق المخابرات، أما الأن فهي في طريقها للتفكك.
وخلص قزيحة إلى أن المستفيد الأساسي في بقاء النزاع على ما هو عليه هي إسرائيل، "إنه السيناريو الأمثل لها".
ونظر د.أشرف الشريف عضو هيئة التدريس بقسم العلوم السياسية بالجامعة نظرة مختلفة للصراع في سوريا، فهو يعتقد أن كثيرا من التحليلات إما تعبر عن حالة من الفزع أو الإحباط النابعة من عدم الفهم لحجم الأزمة التاريخية والسياسية التي كانت على وشك الإنفجار. "هنا تخوف من البعض من سايكس بيكو جديدة وكان يعني ذلك التمسك بالإتفاقية القديمة. إننا نعيش الأن في لحظة مشابهة لانهيار الإمبراطورية العثمانية، ولكن أتمنى أن نصل لنهاية مختلفة عن سايكس بيكو القديمة".
وأرجع الشريف الأزمة السورية للـ 100 عام الماضية ورأى أن الدولة السورية فشلت في تقديم أي إنجازات سياسية أو إقتصادية طوال هذة السنوات. "لقد فشلت الدولة السورية في أن تمتص السوريين مما أدى إلى فشل النظام، إذن لماذا يتباكى البعض عليها؟ في عهد الأسد، مارست الدولة العنف السلطوي والمادي المباشر والقمع السياسي. حتى السياسة الخارجية السورية لم تحقق إنجازاً ما للأمن السوري أو القضية الفلسطينية".
وأكد الشريف أنه بالرغم من حجم العنف إلا أنه متشكك من أن النظام السوري سيسمح بإنتخابات، ونظرا لطبيعة الحرب الدموية فإن الحسم غير ممكن.
وقال "إن التدخلات الخارجية حتى الأن تضخ الأسلحة والأموال. أما عن المستوى العسكري فهو غير قابل للحسم، فالمعارضة تعاني من التفكك وللنظام تفوق عسكري، من الممكن أن يحتل الجيش السوري النظامي مدينة، ولكن لا يعني ذلك بالضرورة السيطرة عليها".
وانتهى الشريف إلى أن النزاع سيستمر سياسيا وعسكريا، وسيكون قاسيا ودمويا و لكن لن يكون المستقبل أسوء من الماضي".
وتطرقت د.ريهام باهي، مدرس العلاقات الدولية إلى زاوية أخرى مؤكدة أن الأزمة السورية كاشفة لهيكل النظام الدولي. فبين الدول التي ترى بشار الأسد مسئولا عن العنف، مثل أميركا ودول الإتحاد الأوروبي، وبين دول ترى طرفي النزاع مسئولين مشتركين عن الأزمة مثل إيران، تثار أسئلة هامة.
وقالت "مرة أخرى تعود النزاعات الداخلية لتؤثر على الخارج بأبعاد إقليمية ودولية. ونرى إعادة إحياء لصراع الحرب الباردة، حيث أن الولايات المتحدة الأميركية ترى النزاع بشكل مختلف عن روسيا والصين، كما نرى إعادة إحياء للصراع العربي الفارسي".
وقالت د.شادن خلاف، عضو هيئة التدريس بمركز دراسات الهجرة واللاجئين وقسم القانون إنه مع تغيير النزاع السوري للنظام الدولي، تغيرت أيضا حياة مليون وستمائة ألف لاجئ طبقا لتقرير الأمم المتحدة، بخلاف استقبال مصر ما يزيد عن 72 الف لاجئ مسجل. وبالرغم من دراية البلاد العربية باللاجئين، لطبيعة المنطقة، إلا أنه لازالت هناك عقبات تواجه اللاجئين.
وأضافت "تعمل 100 منظمة، منها 70 منظمة غير أهلية، لمساعدة اللاجئين ويبقى العامل الإيحابي أن كثير من الدول فتحت أبوابها للاجئين واستقبلهم أهاليها بالترحاب".
وأشارت خلاف أن 64 بالمئة من اللاجئين تحت سن الـ 18، "هؤلاء هم مستقبل سوريا، الجيل الذي سيعيد بنائها والذي تعرض لصعوبات شديدة".
إن الكثير من البرامج تسعى إلى تمكين الأشخاص من العودة لحياتهم الطبيعية، ليساعدوا أنفسهم وعائلتهم، ولكن يثار دائما، طبقا لخلاف، مشكلة استيعاب اللاجئين بدولة تمر بصعوبات، "تظل دائما هناك فرصة لمساعدة اللاجئين وفي نفس الوقت خدمة المجتمع الذي يستقبلهم، وطبقا للأمم المتحدة، هناك ثلاث حلول لأزمة اللاجئين: العودة الطبيعية، أو الإندماج المحلي أو التوطين في دولة ثالثة، والذى توفر لـ 1 % فقط من اللاجئين حول العالم. "لابد أن يكون للمجتمع الدولي دوراً، و لا يجب أن ننظر لتواجد اللاجئين السوريين كعبء، لأنه يحمل لنا أيضا عوامل إيجابية".
0 comments:
إرسال تعليق