الجمعة، يوليو 19، 2013

في مسابح النساء: ضرب "بالأراكيل" و"سعد" و"نصرالله" يتقاتلان!

مسابح النسوان عالم عجيب غريب. فالنساء هناك، خاصة في المسابح الشعبية، يتفلّتنَ، فيخرجن من رتابة حياتهن وصرامة ملابسهن إلى استرخاء يذكّر بما كانت عليه الحمامات التركية أو الحمامات العمومية في المدن الإسلامية المحافظة أوائل القرن وما قبله.

تدخلين مسابح النسوان، فتجدين نفسك ضيفة على حفلات رقص بالمايوه، على وقع التصفيق الجماعي واستعراض «عضلات» الغواية والأنوثة. وقد تبادرك إحداهن بسؤالك عن أحوالك الاجتماعية لتكتشفين أنها تبحث عن عروس، فالمكان مثالي للاطمئنان إلى جمال المنقّبة أو المحجبة وخلوّها من العيوب. كل هذا، مع الاستمتاع بالبحر والشمس وتزجية الوقت بتدخين الأراكيل، وهذا شيء، في رايي، جميل. فمن الجيد أن تكون هناك فسحات للمقموعات اجتماعياً أو دينياً،أو حتى للملولات من ثقافة استعراض الاجساد 

على المسابح المختلطة، دنيا لهنَّ وحدهن يفلتن فيها من رقابة العيون الذكورية، فيسترخين فعلاً ويستمتعن باسترخائهن ذاك.
  

لكن التوتر الاجتماعي المتزايد سنة بعد سنة في المنطقة، والآتي من توتر اقتصادي وأمني ومذهبي، انتقل بالطبع إلى هناك.

  

هكذا، أخبرتني إحدى الصديقات التي تواظب على السباحة في تلك المسابح نظراً لالتزامها الديني، بحادثتين شهدتهما أخيراً: الأولى بين قريبتين من الطائفة السنية، إحداهما متزوجة من شيعي والأخرى من سني. تقول الصديقة إن السيدتين جاءتا إلى المسبح مع أولادهما. «الشيعية»، التي تقول الصديقة إنها سمّت ابنها اسماً شيعياً «مسيّساً»، كانت تناديه وهي تنغّم على ما يبدو، ما استفز قريبتها «السنية أيضاً سياسياً».. فما كان منها إلا أن أخذت تناديه بدورها، لزكزكتها، باسم... سعد، تقصد سعد الحريري. هكذا، استنفرت السيدتان على الشاطئ الرملي.. «وكلمة منك كلمة مني»، بدأ الصوت يعلو وأخذت «المسبّات» تتطاير بعد أن علا عيارها شيئاً فشيئاً، ودخلت عائلة كل واحدة منهن على الخط لتساندها.. وإذا بالأمر يتطوّر، فتسحب السيدتان على بعضهما.. الأراكيل. نعم، حديدة الأركيلة صالحة للضرب والنربيش أيضاً.. لكن، وعلى طريقة خناقات البارات، استلّت الثانية زجاجة الأركيلة فكسرتها على الطاولة وهجمت على الثانية بها و.. طعنتها!
  

وإذ بالصراخ يعلو والدماء تختلط بالرمال، ووسط كل ذلك يصل صاحب المسبح وهو يصرخ: تستّروا تستّروا بدي جيب الدرك!
  

بالطبع انتهى الموضوع بواحدة في السجن بتهمة محاولة قتل، والثانية في المستشفى.
  

أما القصة الثانية فعن صديقتين حميميتين، كانتا تسترخيان على الشاطئ في مسبح النساء. تذهب إحداهما إلى الحمام، فيخطر في بال الثانية أن تتصل بزوجها لتقول له أن يمرّ ليأخذها. لكن بطارية هاتفها كان قد انتهى شحنها. و«بالمونة»، أخذت هاتف صديقتها واتصلت.. وإذ بالرقم يظهر مسجلاً على هاتف الصديقة الصدوقة تحت اسم... حبيبي!
 «يا لهوي!»، جنّ جنون الزوجة المخدوعة مرتين، من زوجها ومن صديقتها.. وأخذت تفتش عن هذه الأخيرة كالمجنونة، إلى أن لحقت بها إلى الحمام وهناك «دار حلش الشعر»، ولم ينفع تدخل السابحات.. وهربت الصديقة الخائنة فلحقت بها الزوجة المخدوعة مواصلة رشقها بما وقع تحت يدها من «شيزلونغ»، أو دلاء ألعاب الأولاد حتى هربت منها إلى الخارج.. ووجدت السيدتان انفسهما على الطريق العام وبالمايوهات والدماء تسيل منهن. ولم يستطع الحؤول بينهما إلا عمال المسبح.
  

لا أعرف ما الذي حصل بعد ذلك، لكن الأكيد أن هذا النوع من الغضب الذي لا يهدأ قبل أن يرى الدماء تسيل، لم يعد ذكورياً فقط. ف «المجتمع شوب»، واسترخاءالنسوان في بحرهن، لا يعني أنهن لسن "أخوات الرجال"، بمعنى السماح للنفس باللجوءالى العنف. عنف يقتبسنه عن الذكور مع إنهن أولى ضحاياه.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية