الجمعة، أبريل 25، 2014

٢٥٠٠ مقاتل في صفوف داعش من شيعة الولي الفقيه الأيراني

أضفت بريطانيا رسمياً أمس صدقية على التقارير التي تشير الى تعاون وتنسيق بين نظام بشار الأسد والجماعات الإرهابية مثل «داعش«. وذكرت وزارة الخارجية البريطانية بماضي الأسد المعروف المليء بدعم الجماعات والأنشطة الإرهابية في الشرق الأوسط. وما تزال عملية كشف العلاقة بين نظام الأسد وتنظيم "داعش" مستمرة ومتواصلة, فقد نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريراً خاصاً عن اختراق النظام لداعش تحت عنوان "من حقول نفط دير الزور إلى قوافل البوكمال" مرفقاً بوثائق مسربة من فرع أمن الدولة تسهل لمقاتلين شيعة يبلغ عددهم "2500" بالحصول على بطاقات شخصية سورية مزورة من أجل الانضمام لصفوف تنظيم "البغدادي". 

وتشير الويقة المسربة التي كتبها علي مملوك رئيس مكتب الأمن القومي وحملت توقيع حيدر حيدر رئيس اللجنة الأمنية في بلدة نبل الشيعية الواقعة في ريف حلب إلى أن نحو 2500 مقاتل شيعي سينضمون إلى داعش. 

يأتي هذا التعاون في وقت كُشف عن سماح نظام الأسد لقافلة عسكرية لتنظيم داعش بالمرور في مناطق خاضعة لسيطرة النظام وهي في طريقها لمقاتلة أحد كتائب الثوار قرب الحدود مع العراق من دون أن يتعرض لها إطلاقاً. 

وتابعت الصحيفة البريطانية في تقريرها الحديث عن الأسلوب «الميكيافيلي» الذي يتبعه بشار الأسد في الحرب الدائرة في سوريا من أجل إحداث انقسامات في صفوف المعارضة وفي الوقت عينه تحسين صورته أمام العالم كمكافح للإرهاب والجماعات المتطرفة. وأشار التقرير الى أن نظام الأسد يسهل دخول مئات المقاتلين من الشيعة العراقيين الى الأراضي السورية ويزودهم بأوراق ثبوتية مزورة لينضموا الى صفوف دولة الإسلام في العراق والشام (داعش) التي تعتبر التنظيم الأكثر تطرفاً وإرهاباً في الصراع الدائر. 

وبحسب التقرير ذاته فإن هدف النظام من وراء ذلك الدعم لداعش هوتقسيم المعارضة وتفتيتها وتعزيز موقفه وتصوير الثورة السورية على أنها جماعات إرهابية، ووضع الدول الغربية في موقف صعب، كي تتردد في دعم المعارضة عسكرياً.


يُذكر أن طائرات الأسد لا تستهدف مقرات داعش منذ بداية الثورة, خاصة في مركزهم الرئيسي "مدينة الرقة" رغم أنها مقرات مكشوفة ومعروفة للجميع وغير متواجدة في مناطق مخفية بين الأحياء السكنية, ويؤكد ناشطون تعمد ذلك من قبل النظام بسبب العلاقة بينهما والخدمات التي تقدمها داعش في محاربة الثوار. 



ومن جهتها أكدت ناطقة باسم الخارجية البريطانية هذه التقارير التي تدل على التعاون والتنسيق بين «داعش« ونظام الأسد ووصفتها بأنها «ذات صدقية». وأوضحت «لا شيء يفاجئنا عندما يتعلق الأمر بالنظام السوري فالأسد لديه تاريخ طويل في دعم الجماعات والأنشطة الإرهابية في المنطقة«.



وتقول الصحافيتان ديبورا هاينس ولورا بيتل في تقريرهما إن «عناصر تابعة للنظام اخترقت صفوف داعش وساعدت مئات من المقاتلين الشيعة العراقيين في الحصول على وثائق هوية مزورة حتى يتمكنوا من دخول سوريا والانخراط في صفوف الجماعة الإرهابية السنية».



وعن سبب اتباع الأسد هذا الأسلوب قالت «التايمز»: «من خلال اتفاقه سراً مع داعش وتمكينها من تنفيذ هجمات إرهابية وحشية، الأسد قادر على تصوير الانتفاضة لمدة ثلاث سنوات ضد حكمه على أنها مؤامرة من قبل المتطرفين الإرهابيين بدلاً من المقاتلين من أجل الحرية المعتدلة. هذا يضع بريطانيا وحلفاءها في موقف صعب، فيما تتزايد المخاوف من أن أي مساعدات عسكرية دولية للثوار يمكن أن ينتهي بها المطاف في أيدي المتطرفين الإسلاميين».

وتابعت الصحيفة «زعم تقرير رسمي سوري سربه موقع على شبكة المعارضة بأن جهاز أمن الدولة السورية يوفر أوراقاً ثبوتية مزورة لتمكين المقاتلين الشيعة من العراق المجاور من الانضمام الى داعش. وقد كتب هذه الوثيقة اللواء علي مملوك، وهو مسؤول أمني سوري رفيع المستوى، ووقعها العقيد حيدر حيدر، رئيس لجنة الأمن في بلدة نبل في محافظة حلب. وتقول الورقة إن نحو 2500 مقاتل شيعي عراقي سينضمون الى داعش. وأضافت الوثيقة أنه كان هناك بالفعل 150 عنصراً من الشيعة العراقيين المدربين تدريباً جيداً وكذلك 600 آخرين مع مجموعة من التخصصات».

وأكد على أصالة الوثيقة عمر أبو ليلى، الناطق باسم الجيش السوري الحر، الذي شارك في نشر مجموعة مهمة من الأوراق الأخرى المزعومة على صفحة الفيسبوك تحمل اسم «دمشق ليكس» قائلاً «بإمكاني تأكيد صحة هذه الوثيقة. إنها مأخوذة من مكاتب النظام».

وما زاد الشكوك حول هذا التعاون هو مرور قافلة من مقاتلي «داعش» عبر الأراضي التي يسيطر عليها النظام من دون أي عراك بين الطرفين بل على العكس تم تسهيل وصولها لمحاربة فصائل متمردة أخرى بالقرب من الحدود العراقية. وقال سمير محمد، العضو البارز في الجيش السوري الحر، إن «قافلة ثانية من داعش تمكنت من الوصول إلى المعركة في مدينة البوكمال قادمة من الجانب العراقي من الحدود». وأكد في حديث هاتفي من تركيا مع الصحيفة البريطانية «أعتقد أن النظام مسيطر على داعش ويحركها. إن الأسد يريد أن يقول للغرب إنه يحارب الإرهابيين في سوريا».

وتابعت الصحيفة «إضافة إلى ذلك، تقول مصادر معارضة إن المباني التي تستخدمها داعش في مدينة الرقة في شرق سوريا التي تسيطر عليها الجماعة المتطرفة، لم يتم استهدافها على الإطلاق من قبل القوات السورية وهذا ما يقدم أيضاً دليلاً آخر على التعاون بين النظام وداعش. وعلى الرغم من أن بشار الأسد، من أقلية الطائفة العلوية في سوريا، في الظاهر لا يبدو شريكاً محتملاً لحركة متطرفة سنية. لكن في الواقع النظام يعتمد على داعش كحليف استراتيجي في بعض الحالات.

وقال أوليفييه غيتا، مدير الأبحاث في جمعية هنري جاكسون (ثينك-تنك مقره لندن)، إنه «يجد مزاعم التعاون هذه بين النظام وداعش معقولة. إن الأسد يلعب لعبة المكيافيلية بشكل جيد جداً. نحن لا نعرف على وجه اليقين مدى الاختراق أو التحالف بين الأسد وداعش، ولكن هناك حقائق تجعلنا نعتقد أن شيئاً مريباً يحدث - مثل اتفاق النفط، على سبيل المثال».

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية