السبت، مارس 31، 2018

أحمدي نجاد يُطلق موكب اللطم الإيراني للخروج من الشام؟!

الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد الذي دعا الجميع إلى الخروج من الشام بمن فيها القوات الإيرانية، تصريح له دلالاته وعمقه، ولا يجرؤ هو ولا أمثاله على الدعوة كهذه ما لم يكن هناك من المعطيات والظروف التي تستدعي مثل هذه التصريحات، وما لم يكن هناك في إيران موافقة كاملة من المرشد على بالون الاختبار هذا، لا سيما ونحن نعرف قرب نجاد من المرشد، وتشدده وتعصبه وتطرفه في السابق واللاحق ، ولذا لا بد من قراءة معمقة وجدية لمثل هذا التصريح الذي سيكون له مفاعيله وتداعياته على الساحة الإيرانية والساحة الشامية بإذن الله..

لسنا بحاجة لنتحدث عن الواقع الاجتماعي الإيراني المتدهور والمتدني إن كان أخلاقياً أو اجتماعياً أو معاشياً وهذا لا ينكره أحد في ظل ما شاهدناه من نوم البعض في القبور والمجاري وغيرها من الأماكن القذرة بينما ينفق الملالي المليارات على حروب عبثية في العراق وسوريا واليمن وأفغانستان وغيرها، يحدث هذا في الوقت الذي نرى صراعاً حقيقياً على السلطة ممثلة في خلافة المرشد المريض وبالتالي فإن جهداً كبيراً لمؤسسات الملالي ينفق على هذا الصراع الخفي، وفيما إذا كان سيواصل نفس النهج أم سيغيره، خاصة وأن الصراع احتدم أكثر فأكثر بعد رحيل هاشمي رفسنجاني، وما تردد عن مضايقات لعائلته من فريق ضد آخر..

حجم الخسائر الضخمة التي تتعرض لها إيران في الشام مخيفة، وهي حرب استنزاف مالية وبشرية وعلاقات دولية وسمعة وووو، ومثل هذا لا أفق خلاص له، خصوصاً وأن التدخل الروسي والأميركي أخيراً من خلال قصف مطار الشعيرات ظهر وكأن إيران أداة من أدوات الهيمنة الأميركية في المنطقة، وأن شعارات كاذبة مثل لا شرقية ولا غربية لا علاقة لها بالواقع الإيراني، وأن التنافس والصراع الأميركي والروسي في الشام سيتم دعس كل التدخلات الإيرانية وأدواتها، لا سيما وأن إيران تعي تماماً أن مزاج الطائفة النصيرية في سوريا أقرب إلى المزاج الروسي وربما الأميركي منه إلى الإيراني ولذلك فستكون خسائرها ضخمة على كل المستويات ...

حجم الخسائر البشرية التي تلقتها إيران إن كان على مستوى المقاتلين الإيرانيين أو على مستوى ميليشياتها الطائفية كان مخيفاً، وهذا النزيف متواصل، ونزيف الطائفة النصيرية لم يعد يسمح له أبداً بالوقوف أمام ثورة شعب تكبر وتتعمق وترفض أي عودة للوراء وبالتالي فإن إيران مدعوة اليوم إلى التفكير مجدداً بتجرع سم آخر لجسم غدا معظم دمه من السم بعد سم العراق وغيره من السموم..

كنت قلت منذ البداية أن الاحتلال لا ينهزم في البلد التي احتلها فقط وإنما ينهزم في بلده نفسه وذلك من خلال حجم الخسائر التي تطاله بشرياً ومادياً وغيرهما وهو ما يحل تماماً بإيران وروسيا وغيرهما من الدول المتورطة بالشام،  تماماً كما حلت الخسائر البشرية الضخمة في روسيا فأرغمتها على الانسحاب من أفغانستان، وكما أرغم ضغط الرأي العام الأميركي على الانسحاب من فيتنام، ولعل تصريحات الملك الأردني الأخيرة ضد رأس العصابة الحاكمة والتحركات الأميركية ومعها تصريح نجاد توحي أن الوضع لم يعد كسابق عهده، لكن المطلوب من الثوار والثورة تحركاً أقوى على صعيد الاندماج والتوحد وتناسي الخلافات والكبر والضغينة فيما بينهم ...
د.أحمد موفق زيدان

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية