الأحد، أبريل 01، 2018

من حق المنطقة تأييد التغيير في إيران

هل إن التغيير السياسي في إيران والذي شدد الشعب الايراني على المطالبة به خلال إنتفاضتين كبيرتين لفتا أنظار العالم، هو شأن مرتبط بإيران لوحدها وليست له علاقة بالمنطقة؟ هل إن تأييد ودعم نضال الشعب الايراني والمعارضة الايرانية النشيطة من أجل الحرية والتدخل من قبل دول المنطقة هو تدخل في الشأن الايراني؟ قبل أن نجيب على السؤالين اللذين يطرحان حاليا بقوة، لا بد من التأكيد على إن قضية التغيير ليست مسألة طارئة ومستجدة إطلاقا خصوصا بعد أن وصلت الاوضاع في إيران الى أسوأ ما تكون بل وحتى أسوأ من نظيرتها في عهد الشاه.
الفلسفة التي تأسس عليها النظام القائم في إيران هي نظرية دينية تم صياغتها في إطار مشروع سياسي ـ فكري يعتمد على متركزين أساسيين أولهما مسك الداخل الايراني بيد من حديد وضمان عدم قيام أي تغيير في البناء الفكري ـ السياسي للنظرية وثانيهما؛ التمدد الخارجي وبسط النفوذ بصورة تمهد للبقاء والاستمرار بحيث تعتبر هذه المناطق بمثابة أجزاء تابعة ومندمجة بالمشروع، ومن هنا فإن المشروع الايراني يختلف كثيرا عن المشاريع الاستعمارية التي لم تكن تمهد للبقاء الدائم وانما لآجال محدودة مرتبطة بمصالح محددة.
هل يمكن أن ينتهي النفوذ الايراني في لبنان مثلا؟ وهل يمكن لحزب الله اللبناني أن يفك إرتباطه الفكري ـ السياسي بالنظام القائم في إيران؟ الغريب أن لا إيران ولا حزب الله بقادرين عن التخلي عن بعضهما البعض تلقائيا لأن ذلك يعني فيما يعني تشكيل خطورة غير عادية عليهما، ويجب أن لا ننسى بأن التورط الايراني في سوريا لمنع سقوط نظام الاسد، قد كان بالاساس خوفا من ضمور حزب الله بعد سقوط نظام الاسد (الذي كان محتملا في بدايات الاحداث في سوريا)، وما كان يعني ذلك تشكيل خطر جدي على النظام في إيران.
بقاء واستمرار النظام في إيران، يعني بقاء فلسفته التي تبيح له على أساس نظرية دينية بسط نفوذه في المنطقة، أما تغييره الجذري فيعني نهاية المشروع الايراني وضمور أذرعه في لبنان والعراق واليمن وسوريا ونفس الامر بالنسبة لخلاياه النائمة والاذرع العقائدية التابعة له في دول المنطقة الاخرى والعالم، وإن واحدا من أهم بقاء وإستمرار النظام الايراني هو نفوذه من خلال أذرعه في المنطقة ويجب أن لا ننسى أو نتجاهل بأن إحدى أهم العوامل تخفيف أثر العقوبات الدولية على إيران ولاسيما خلال عهد أوباما، كان بسبب نفوذه في العراق حيث صار العراق جسرا ومنفذا مفتوحا له، أما حزب الله فقد صار بمثابة سيف مسلط ليس على رأس الشعب اللبناني فقط وانما شعوب المنطقة أيضا كما إن ما يضطع به جماعة الحوثي في اليمن يدل على إنه ليس مجرد ورقة وانما بندقية متطوعة عقائديا لطهران ضد اليمن والسعودية وبلدان الخليج، وبعد هذا فهل إن المنطقة التي ترى الشعب الايراني الذي ضاق ذرعا بهذا النظام ويريد تغييره، أن تكتفي بالنظر وتتناسى أي خطر يشكل هذا النظام على حاضرها ومستقبلها؟

منى سالم الجبوري

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية