الأحد، يونيو 24، 2018

تظاهرة حاشدة في لندن ضد «بريكزيت»


تظاهر عشرات الآلاف من البريطانيين وسط لندن أمس، في أول «تحرك استراتيجي لإيقاظ الرأي العام ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي» (بريكزيت)، مطالبين بـ «استفتاء ثانٍ على الاتفاق النهائي مع بروكسيل».

وتجمع المتظاهرون، في الذكرى الثانية للاستفتاء على «بريكزيت»، أمام مقرّ مجلس العموم (البرلمان) بدعوة من جماعة «صوت الشعب» التي اعتبرت أن «البرلمان يضيّع الوقت منذ سنتين في مناورات، ويناقش تعديل هذه الخطة أو تلك الخطة». وشددت على أن «الوقت حان لكي نعيد المسألة إلى الشعب ليقرّر».

جاء ذلك فيما يمارس الوزراء المؤيّدون لـ «بريكزيت» ضغوطاً على رئيسة الحكومة تيريزا ماي، لكي لا تتردد في وقف المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي والخروج من التكتل، من دون أي اتفاق.

وكتب وزير الخارجية بوريس جونسون مقالاً في صحيفة «ذي صن» اليمينية، ورد فيه: «على بريطانيا تحقيق خروج كامل من التكتل». وحذر من «بريكزيت سلس ومذل وبلا نهاية»، داعياً ماي إلى «إيفاء التفويض الذي منحها إياه الشعب وتحقيق بريكزيت بريطاني في شكل كامل». وشدد وزير التجارة الدولية ليام فوكس على أن «المملكة المتحدة لا تناور، وعلينا أن نكون جاهزين لمغادرة المفاوضات»، فيما أكد وزير «بريكزيت» ديفيد ديفيس أن «هناك استعدادات كثيرة لمغادرة الاتحاد، إذا انهارت المفاوضات» مع بروكسيل.

لكن النائب آنا سوبري كانت في مقدّمة خطباء التظاهرة أمس، إلى جانب النائب العمالي ديفيد لامي ورئيس حزب الديموقراطيين الأحرار فينس كابل، إضافة إلى الممثل المشهور توني روبنسون والناشطة ضد «بريكزيت» جينا مولر. وقال كابل: «علينا وقف بريكزيت الآن، إذ إن البرلمان يضيّع الوقت فيما البلاد تحترق. من الأفضل وقف الضرر والعودة إلى الشعب ليقرّر».

في المقابل، نظمت حركتا اليمين المتطرف «اتحاد المملكة المتحدة» و «مسيرة الحرية» تظاهرة مضادة قرب ساحة البرلمان، ضمّت مئات من الأشخاص، وركّزت شعاراتها على «التحرر من الاتحاد الأوروبي، والإرهاب». وقاد التظاهرة رئيس حزب «استقلال المملكة المتحدة» جيرار باتن.

إلى ذلك، نظم عشرات من «عصبة الدفاع الإنكليزية» وجماعة «بيغيدا» العنصريتين، تظاهرة على بعد مئات الأمتار من هذا التجمّع، ورفعوا شعارات معادية للمسلمين في «ترافالغار سكوير». ويحاول اليمين المتطرف تنظيم استفتاء على أي اتفاق تتوصل إليه ماي مع بروكسيل. وأظهر استطلاع للرأي أن 48 في المئة من البريطانيين يؤيّدون تنظيم استفتاء ثان على الاتفاق النهائي، في مقابل 25 في المئة يعارضونه. كما أظهر الاستطلاع أن 53 في المئة مع البقاء في الاتحاد الأوروبي، في مقابل معارضة 43 في المئة.

وفيما تتصاعد الاحتجاجات ضد «بريكزيت»، يعرب عدد كبير من الصناعيين ورجال الأعمال عن مخاوف من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق. وحذرت مجموعة الصناعات الجوية الأوروبية «إرباص» من أنها ستراجع استثماراتها في المملكة المتحدة، إذا تم «الطلاق» من دون اتفاق. وقال مدير الاستثمار في فرع الطيران المدني في المجموعة توم وليامز ان «مجرد الحديث عن (الخروج من دون اتفاق) يهدد في شكل مباشر مستقبل إرباص في المملكة».

ويعمل لدى «إرباص» 15 ألف شخص في 25 موقعاً في بريطانيا، تُصنع فيها أجنحة الطائرات المدنية والعسكرية. وتشغّل في شكل غير مباشر اكثر من مئة ألف شخص، عبر شبكة تضمّ 4 آلاف مزود وتساهم بـ7,8 بليون جنيه إسترليني في النشاط الاقتصادي البريطاني.

وقبل أيام من قمة أوروبية في بروكسيل، يتفاقم قلق من عدم تقدّم المفاوضات، فيما لم تكشف لندن بعد رؤيتها للعلاقة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي بعد «بريكزيت».

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية