الخميس، يوليو 26، 2018
بوادر حرب جديدة في الشرق الأوسط... فهل ستنزع روسيا الفتيل؟
الخميس, يوليو 26, 2018
اضف تعليق
رفعت إيران والولايات المتحدة بشكل حاد التصريحات الهجومية والتهديدات
المتبادلة بينهما مؤخراً في ظل تضييق الخناق من قبل الأمريكيين على طهران
بشكل غير مسبوق، حيث يبدو الإيرانيون غاضبين تحت وطأة جملة عقوبات من
العيار الثقيل.
ورغم أن تبادل التهديدات بين الجانبين بات أمراً مكروراً ومعتاداً إلا
أنه يأتي هذه المرة في سياق تطورات جديدة، حيث عمدت واشنطن إلى الانسحاب من
الاتفاق النووي ثم فرضت عقوبات قاسية على طهران وقامت بحرمانها من عائدات
النفط التي يعتمد عليها اقتصادها بشكل أساسي بينما تتصاعد حالة الغليان في
الشارع الإيراني واندلع مزيد من التظاهرات مع كل هبوط قياسي لسعر تصريف
الريال أمام الدولار وخوف التجار وعامة الناس من تهاوي اقتصاد بلادهم.
تهديدات قاسم سيلماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري كانت اليوم الخميس
شديدة اللهجة تجاه الأمريكيين حيث قال إن "البحر الأحمر لم يعد آمناً
بالنسبة للقوات الأمريكية".
وذهب سليماني إلى الإشارة صراحة نحو قرب اندلاع حرب بالمنطقة وقال
مهدداً إن الولايات المتحدة الأمريكية "يمكن أن تبدأ الحرب لكن إيران من
ستنهيها"، متوعداً بأن "فيلق القدس قادر على مواجهة القوات الأمريكية
بالمنطقة" وموصياً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالحذر.
وكان ترامب قد تبادل التهديدات العدائية مع نظيره الإيراني محمد حسن
روحاني منذ أيام مع بداية تطبيق العقوبات الاقتصادية الأمريكية، وقال
الإثنين الماضي إن إيران "سوف تعاني عواقب وخيمة لم يشهد التاريخ مثلها إلا
القليل إذا هددت الولايات المتحدة".
من جهة أخرى قال روحاني إن "الحرب مع إيران سوف تكون أم كل الحروب"
واعتبر غلام حسين غياببارفار، أحد كبار القادة في الحرس الثوري، أن تصريحات
الرئيس الأمريكي ما هي إلا جزء من إستراتيجية أوسع نطاقاً تتبعها الولايات
المتحدة مع إيران.
ووسط كل تلك التوترات برزت روسيا كوسيط له علاقة جيدة بكل الأطراف
المتصارعة من إسرائيل إلى الغرب ثم إيران ودول الشرق الأوسط، كما أن موسكو
متشابكة إلى حد بعيد مع طهران في خريطة السيطرة العسكرية بسوريا والدعم
الكبير الذي تقدمانه للحفاظ على الأسد.
وبدت روسيا - على الأقل حتى اليوم - عاجزة عن التوصل لحل في مسالة الرفض
الإسرائيلي للوجود الإيراني بسوريا والرفض الإيراني المقابل للانسحاب
منها، وذلك وفقاً لما رشح من تقارير إعلامية.
وذكرت مصادر عبرية أن روسيا قدمت مؤخراً لتل أبيب عرضاً بسحب الميليشيات
الإيرانية لنحو 100 كيلو متر بعيداً عن مرتفعات الجولان إلا أن
الإسرائيليين يصرون على الانسحاب الكامل.
وبينما تحاول روسيا إقناع إسرائيل بالقبول بسحب الميليشيات الإيرانية من
الجنوب فقط كخطوة أولى يمكن البناء عليها في مرحلة لاحقة، أعلن رئيس
الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
بمواصلة استهداف الإيرانيين بسوريا، وهو ما بدا مؤشراً على تعثر
المفاوضات.
وأغارت طائرات إسرائيلية منذ أيام على هدف للحرس الثوري قرب حلب، كما
أسقط الجيش الإسرائيلي طائرة للنظام السوري أمس إلا أنه أكد على أن الحادث
لم يكن مقصوداً وأنه كان مضطراً لذلك، وقد قال نتنياهو صراحة منذ نحو أسبوع
إنه لا مشكلة لديهم مع النظام السوري والأسد؛ فهم لم يطلقوا رصاصة واحدة
عليهم طيلة 40 عاماً وأن المشكلة تكمن في الوجود الإيراني.
وبينما كانت الصواريخ الإسرائيلية تلاحق طائرة السوخوي كان وفد من
المسؤولين الروس رفيع المستوى يعقد مباحثات لم يعلن عنها في تل أبيب، وضم
الوفد وزير الخارجية سيرغي لافروف ورئيس الأركان العامة الروسي فاليري
غيراسيموف بتكليف من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وما تزال أجندة الوفد الروسي الذي ذهب إلى تل أبيب غير معروفة حتى
اليوم، إلا أن بوادر التقارب الظاهري بين روسيا والولايات المتحدة ربما
تعطي زخماً لأي وساطة في الملف الإيراني.
وتبقى الوساطة الروسية غير واضحة المعالم في خضم التعقيدات الكبرى
بالمنطقة، إلا أن استحضار الخطاب الغاضب الذي ظهر في التصريحات والتهديدات
المتبادلة بين ترامب ونظيره كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية، والذي انتهى
بمسار دبلوماسي وصور مشتركة وتبادل للابتسامات، يبقي الباب مفتوحاً على
احتمال الوصول إلى حل ما بطريقة مشابهة، وقد ألمح ترامب إلى ذلك منذ يومين
فقط عندما قال إنه مستعد لتوقيع اتفاق جديد مع إيران ولكن ببنود مختلفة.
0 comments:
إرسال تعليق