الثلاثاء، مارس 03، 2020

الطائرات المسيرة: فخر الصناعة التركية.. وذروة الأكاذيب الأسدية

"إسقاط طائرة مسيرة وقتل طيارها" هي واحدة من النكات الكثيرة المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي، حول بيانات النظام السوري والطائرات المسيرة التي باتت العنصر الأبرز في معركة إدلب شمال غربي سوريا، وتحديداً من طرف الجيش التركي الذي أطلق عملية "درع الربيع".

وفيما تندَّر سوريون من طرفي النظام والموالاة على فكرة الطائرات المسيرة، بتركيب صور عبر "فوتوشوب" لأخبار في الإعلام الرسمي السوري أو لمحادثات مفترضة بين مقاتلين معارضين في مجموعات مغلقة، حول إسقاط طائرات من دون طيار وقتل طياريها أو أَسرِهم، انتشرت مقاطع فيديو أخرى تتحدث عن فعالية الطائرات المسيرة التركية.

وعرض ناشطون سوريون وأتراك، مقاطع فيديو تضم لقطات متعددة، قالوا أنها تظهر كيف تصيب الطائرات المسيرة أهدافها بدقة عالية، مع وصفها بعبارة "فخر الصناعة التركية". كما نشرت وزارة الدفاع التركية، نفسها، تسجيلاً مصوراً يظهر تدمير شاحنات محملة بالذخيرة تابعة لقوات النظام بالقرب من مدينة سراقب الاستراتيجية.

في المقلب الآخر، بات الحديث عن استهداف الطائرات المسيرة التركية، من قبل النظام السوري، رائجاً، كرسالة للبيئة الموالية للنظام، حتى لو كانت تلك الأنباء غير دقيقة. وتبرز هنا حادثة إسقاط مسيرة تركية بالخطأ من قبل مقاتلين سوريين معارضين، الأحد.

ففيما انتشر فيديو يظهر احتفال أولئك المقاتلين بالحادثة ظناً منهم أنها طائرة تابعة للنظام أو طائرة حربية روسية، أوضح محللون عسكريون أتراك حقيقة أنها مسيرة تركية، بدليل وجود علامة سلاح الجو التركي على جناحها. ورغم تندر بعض الشخصيات الإعلامية الموالية للنظام على الحادثة، اعتمدت صفحات وحسابات موالية في "تويتر" رواية مزيفة ادعت أن "دفاعات الجيش العربي السوري" أسقطت المسيرة التركية، رداً على إسقاط طائرتين سوريتين من طراز "سوخوي 24" في وقت سابق، الأحد.

وكان النظام السوري أعلن إغلاق المجال الجوي أمام الطيران في شمال غربي سوريا، مهدداً بإسقاط أي طائرة تخرقه، مع إعلان تركيا إطلاق عملية عسكرية ضد القوات الحكومية في محافظة إدلب. ويشن النظام السوري، بدعم جوي روسي، منذ كانون الأول/ديسمبر، عملية دامية لاستعادة منطقة إدلب، المعقل الأخير لمجموعات جهادية ومعارضة في سوريا.

وبحسب وكالة "بلومبيرغ" نشرت تركيا طائراتها المسيرة لضرب قوات النظام السوري المدعومة من روسيا. وقال مسؤول بارز أن "الطيران المسيرة يعدّ إبداعاً عسكرياً يظهر القوة التكنولوجية التركية في ساحة المعركة"، موضحاً أن أنقرة اعتمدت على الطائرات المسيرة تحديداً، انتقاماً لمقتل 33 جندياً تركياً الأسبوع الماضي في إدلب، علماً أن "هذه هي المرة الأولى التي تسيطر فيها تركيا على المجال الجوي السوري من خلال نشر أسراب من الطائرات المسيرة".

وأثارت الطائرات المسيرة التركية اهتماماً عالمياً، وجدلاً بين المحللين ومراكز الدراسات الكبرى. وكتب مدير برنامج التطرف ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، عبر "تويتر" أن "هذا أمر لم تستطع عمله سوى إسرائيل حتى الآن"، في إشارة إلى لقطات فيديو التقطتها الطائرات التركية المسيرة، وتظهر الدمار الذي حل بالدفاعات الجوية، وأضاف أن تركيا تقوم "بشن حملة جوية من خلال طائرات مسيرة" مدعومة بغارات صاروخية.

وكانت روسيا هي القوة التي تسيطر على الأجواء السورية، كجزء من العملية العسكرية التي شنها بوتين لحماية رئيس النظام بشار الأسد، في وقت تقوم فيه المقاتلات الروسية بتوفير الغطاء الجوي للقوات التابعة للأسد. لكن التكتيك التركي يهدد بوضع أنقرة في مواجهة مباشرة مع موسكو، ما يزيد من حالة التوتر في العلاقات التركية الروسية، في حين يستعد أردوغان للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في جهد لتخفيف التوتر في سوريا.
Türkiye destekli güçler İdlib kenti üzerinde yanlışlıkla Türkiye'ye ait ANKA-SİHA'nı düşürdüğü bilgisi geliyor. pic.twitter.com/IkSYtti6ML
— İbrahim Gezici (@ibrahim_gezici) March 1, 2020

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية