هل نسي اللبنانيون خطب السيد حسن وتصريحاته المتكررة: أعطوني دولة، وتعالوا نتحدث؟!.
الأحد، سبتمبر 29، 2013
"دويلة" حزب الله الارهابي …على لسان أمينه العام ونائبه!
عندما يقول نائب الأمين العام لـ”حزب الله”
الشيخ نعيم قاسم إن حزبه “تطوع” لتولي مسؤولية الأمن في الضاحية الجنوبية
لبيروت بعد أن اكتشف أن أجهزة الدولة عاجزة عن القيام بالمهمة، يكون من
الطبيعي أن يقول رئيسه السيد حسن نصرالله عقب ذلك بأيام إن الحزب “تطوع”
مجدداً للتخلي عن هذه المسؤولية وإعطائها لأجهزة الدولة بعد أن تبين للحزب
أنها باتت جاهزة للمهمة.
وفي كلام الأمين العام ونائبه معنيان لا
تخطئهما أذن مراقب: أولهما، أن الحزب هو الذي يقرر متى يأخذ ومتى يعطي،
ولمن يتم العطاء إذا ما لوحظ إشراك جهاز الأمن العام لأول مرة في مهمة من
هذا النوع، وثانيهما أن الحزب هو الذي يقرر كذلك متى تكون الدولة جاهزة
لتولي مسؤولية الأمن في منطقة ما من لبنان ومتى لا تكون.
هل نسي اللبنانيون خطب السيد حسن وتصريحاته المتكررة: أعطوني دولة، وتعالوا نتحدث؟!.
هل نسي اللبنانيون خطب السيد حسن وتصريحاته المتكررة: أعطوني دولة، وتعالوا نتحدث؟!.
أكثر من ذلك، هل نسي اللبنانيون أن الحزب
نفسه كان قد استدعى القوى الأمنية الى الضاحية قبل حوالى عامين تقريباً بعد
أن استشرت فيها جرائم التهريب والقتل والخطف والثأر والاتجار بالمخدرات
وتعاطيها، أو نسوا بعد ذلك كيف تم سحبها أو أقله تقليص عدد عناصرها رويداً
رويداً، ومن الذي تولى معالجة هذه الآفات منذ ذلك التاريخ؟.
وبمناسبة الحديث حالياً عن خطة أمنية يمكن
أن توضع لمدينة طرابلس، هل يعني كلام السيد حسن ونائبه أنه سيكون في
استطاعة المسلحين في طرابلس أن “يتطوعوا”، أو ربما ألا “يتطوعوا”، بأن
يدعوا أجهزة الدولة تقوم بمهمة رعاية الأمن في هذه المدينة؟.
الواقع أن حالة “التطوع” هذه لم تعد
استثناء أمنياً بالنسبة الى “حزب الله”، إن بدعوى حماية قادتها وكادراتها
من الاغتيال أو خشية من التفجيرات والسيارات المفخخة كما حدث في المدة
الأخيرة، بل باتت أسلوباً ثابتاً يمارسه الحزب في أكثر من مجال وعلى أكثر
من مستوى عندما يجد ذلك مناسباً له.
فقد “تطوع” على سبيل المثال لا الحصر،
ومختاراً لا مجبراً في هذه الحالة، بأن يأخذ الحكومة التي شكلها برئاسة
الرئيس نجيب ميقاتي إبان الثورة السورية الى ما سُمّي “النأي بالنفس” عما
يحدث في البلد الشقيق، لكنه بعد شهور فقط وعندما وجد أن هذه السياسة لم تعد
تلائم حليفه في دمشق (وأساساً حليفه في طهران) “تطوع” بأن أرسل المئات من
مقاتليه في المرحلة الأولى، ثم الآلاف منهم بعد ذلك، الى الأراضي السورية
للقتال الى جانب قوات بشار الأسد.
ولا يغير في الأمر شيئاً هنا أن يقول الحزب
في البداية إنه كان يساعد سكاناً لبنانيين في قرى سورية في منطقة القصير
للدفاع عن أنفسهم، ولا لاحقاً أنه كان يحمي المزارات الدينية في السيدة
زينب أو غيرها، ولا بعد ذلك أنه يقاتل التكفيريين في سوريا لمنعهم من
الانتقال الى لبنان. الحال أنه كان “يتطوع” للقيام بما يراه مناسباً له،
حتى وإن كان قد “تطوع” سابقاً لرفع شعار سياسة “النأي بالنفس” عندما كان
حليفاه يريان أن هذه السياسة تلائمهما… وكانا في تلك الفترة يحددان
المواعيد بالأيام والساعات لإنهاء الثورة وقمع من يقومون بها.
حدث الشيء ذاته بالنسبة إلى “إعلان بعبدا”،
حيث وافق ممثل الحزب في اجتماع هيئة الحوار الوطني على الإعلان الذي صدر
يومها كما أعلن رسمياً بإجماع الحاضرين، لكنه هو نفسه من “تطوع” في وقت
لاحق بأن وصف الإعلان بأنه إما “وُلد ميتاً كما قال” أولاً، أو بـ”أن الزمن
تخطاه” كما قال بعد ذلك، أو بأنه مجرد “ورقة للنقاش” طرحها رئيس
الجمهورية… وأنها حتى لم تناقش في الأصل.
وعلى النسق اياه، “تطوع” حليف الحزب الدائم
الرئيس نبيه بري بإعلان أنه وفريق 8 آذار كله تخلى عما يسميه “الثلث
الضامن” في موضوع تشكيل الحكومة العتيدة، لكن الحزب يقف الآن مع حليفه
وحليف حليفه وبقية الحلفاء ضد أي حكومة لا تراعي مقولة الثلث المعطل هذه،
إضافة طبعاً الى ما يرددونه عن التمثيل في هذه الحكومة بحسب الأحجام
والأوزان وعن الرفض القاطع لأي إشارة في بيانها الوزاري الى “إعلان بعبدا”
السابق الذكر.
هل هناك حاجة الى تقديم أمثلة أخرى على
“تطوع” الحزب شبه الدائم للنيابة عن الدولة في الداخل، وحتى في الخارج،
طيلة السنوات الماضية؟.
الحال، أن قصة “حزب الله” مع الدولة لم
تخرج عن هذا السياق منذ قراره الخروج (“التطوع”، مرة أخرى) الى العلن في
تسعينات القرن الماضي… في السياسة، كما في الأمن والمال والاقتصاد والقضاء
إلخ… في الوقت الذي ينكر فيه حتى مجرد اتهامه بأنه يشكل دويلة كاملة ضمن
الدولة الناقصة… الناقصة عملياً لهذا السبب بالذات.
ألا يشكل دليلاً جديداً، أو بعض دليل على
الأقل، إعلان السيد حسن أنه بات يعرف كامل هويات وأسماء المتورطين في
جريمتي بئر العبد والرويس والجهات التكفيرية السورية التي تقف وراءهم، بعد
يومين فقط من قرار القضاء اللبناني الادعاء على “مجهول” في هاتين
الجريمتين؟.
0 comments:
إرسال تعليق