الخميس، أبريل 12، 2012

هؤلاء أضاعوا فلسطين - فخري عبد الهادي

محمد الوليدي

فخري عبد الهادي، فلسطيني من عرابة جنين، لن ابتعد كثير لو وصفته بدحلان ثورة ١٩٣٦، اللهم أن فخري هذا ولد في عائلة إقطاعية طاغية الثراء في جنين، ورغم هذا الثراء إلا أنه كان اشهر قاطع طريق عرفته مدينة جنين وما حولها اثناء الحكم العثماني وبداية الإحتلال البريطاني، وما غير مهنته حتى مات بطريقة بشعة جراء جريمة إحتيال عام ١٩٤٣.

بدأ حياته بتنظيم مجموعات شباب من عائلته وقريته لقطع الطرق والسلب والنهب لصالحه، كما ارتكب العديد من جرائم القتل والإغتصاب. قتل فتاة حملت منه حرقا.

امضى فترات متقطعة ومخففة عن بعض جرائمه في بداية الإحتلال البريطاني، ومنذ تلك الفترة بدأت إتصالاته مع الأنجليز، أما إتصالاته مع الحركة الصهيونية فقد بدأت منذ عام ١٩٢٠ والتي بدأت عبر قريب له يدعى عفيف عبد الهادي، والذي كان من عملاء الصهاينة الخطرين.

في بداية عام ١٩٣٦; بداية الثورة الفلسطينية ضد الصهاينة والإنجليز، اظهر عبد الهادي تدينا وعفة ويبدو أن ذلك كان مخططا بريطانيا كي يقتنع به الثوار ويقبلوه بين صفوفهم، والذين قبلوه بحذرحتى يستفيدوا من الشباب الذين تحت سيطرته.

لكن ما لبث وان طرده الثوار فغادر الى دمشق للإتصال (التجسس) بمكتب الثورة الفلسطينية في دمشق، والذين رفضوا مقابلته، وقد اظهر من المجون والعربدة في دمشق ما لم يظهره من قبل، وكان على لائحة المدفوع لهم من قبل القنصل البريطاني في دمشق كيلبريت ماكريث.

كما كان في تلك الفترة على علاقة وإتصال مع فوزي القاوقجي والتي ثبتت عمالته لصالح الأنجليز والصهاينة والتي بدأت عندما زار فوزي القاوقجي فلسطين عام ١٩٣٦ حيث التقى بفخري عبد الهادي وغادرا معا فلسطين، وهي الزيارة التي بشّر فيها القاوقحي الأنجليز أن الثورة الفلسطينية ليست بتلك القوة وأنها ليست بحاجة الى جلب المزيد من الجنود في هذه الآونة.

حاول الثوار في فلسطين إستعادة عبد الهادي من دمشق، بالطبع من اجل قتله، لكنه ظل يتعذر بمختلف الأعذار.

في تموز عام ١٩٣٧ وعندما أشتعل لهيب الثورة، قررت بريطانيا والحركة الصهيونية أنه لا يفل الحديد الا الحديد، لذا اتفقتا مع راغب النشاشيبي وفخري النشاشيبي على تشكيل قوات فلسطينية من أجل محاربة الثوار والتي أسموها بفرق "السلام" وتم دعمها وتمويلها وتسليحها من قبل السلطات البريطانية، كما شاركت الحركة الصهيونية بتسليحها أيضا، وهذا ما تم; حيث أستدعي فخري عبد الهادي من دمشق من قبل الإنجليز من اجل قيادة فرق "السلام" في منطقة جنين وما حولها كما طلبوا ان يحضر عملاء لهم ليشاركوه في مهمته وهم جماعة من الدروز على رأسهم أسعد كنج الدرزي وشكيب وهاب، وشكيب وهاب هذا هو الذي عينته جامعة الدول العربية عام ١٩٤٨ كقائد للواء الدروز في جيش الإنقاذ وتحول باللواء كاملا مع العصابات لصهيونية.
وقد منحت رواتب مرتفعة للمشتركين في هذه الفرق.

في تلك الفترة التقى فخري عبد الهادي مع أحد مسؤولي الوكالة اليهودية أبا حوشي; حيث قال له عبد الهادي أنه يعرف قوة اليهود ومبادئهم لذا يجب الصلح معهم وأنه ضد قانون بيع الأراضي الجديد كما لا يمكن تجاهل وجود ستمائة ألف يهودي في فلسطين.

باع هو وأقرباء له مساحات واسعه من الأراضي لليهود ومنهم عفيف عبد الهادي و قاسم عبد الهادي ونظمي عبد الهادي وأمين عبد الهادي.
وأخطر عمليات البيع تمت من قبل عبد الهادي عبد الهادي الذي باع قرية بيدوس من قضاء حيفا، وفي عام ١٩١٢ باع قاسم عبد الهادي ونظمي عبد الهادي وعفيف عبد الهادي ١١٣٦٨ دونما لليهود، وقاسم عبد الهادي هو والد المحامي الشهير لدى السلطات البريطانية وزعيم حزب الإستقلال عوني عبد الهادي، والذي طلب منه بن جوريون مساعدته في إيجاد طريقة تقنع الفلسطينيين بالرحيل، فأجابه بأن هذا يعتمد على عدد اليهود الذي يمكن تهجيرهم الى فلسطين!، عين عوني فيما بعد وزيرا للخارجية في الأردن عام ١٩٥٦.


كما اجتمع فخري عبد الهادي مع المسؤول البريطاني على منطقة جنين روبرت نيوتن والذي بارك له مهمته الجديدة لكنه حذره " لا تبالغ في سفك الدماء ولا ترتكب عمليات سطو وسرقات بإسم حكومة بريطانيا"
وفعل كل هذا واسوأ، وحتى حمير قرية بلعا سرقها فخري بإسم حكومة الملك جورج الخامس.

قام عبد الهادي بإغراء المئات من قريته والقرى التي حولها للإلتحاق بفرقه; "فرق السلام" والتي سماها تحت إسم "حملة حطين" تشبيها لنفسه بصلاح الدين الأيوبي! لإيهام العوام بعدالة حملته، كما انشأ شبكة من المخبرين والجواسيس ونشرهم في القرى التي حوله للتجسس على أخبار الثوار وأمكنتهم، ثم بدأ بأشنع حرب عليهم، قتل العديد منهم وسجنهم حتى اصدقاء الثوار ومن لهم علاقة بهم والذين لم يشاركوا في الثورة لم ينجوا من حربه القذرة، وكان له قلعة ضخمة في عرابة فيها سجن ومحكمة ومشنقة والتي شنق فيها عشرات الثوار، ولاحق الثوار في كل مكان وكان أشد وطأة عليهم من الأنجليز العصبات الصهيونية.

كما وطالب القرى أن تطرد الثوار منها وتعلن الحرب عليهم وستحظى بدعم منه وإلا فأنها ستكون عرضة للإستباحة، وكان يجبر أهالي القرى على تقديم الطعام له ولرجاله بالقوة حين يحل فيها، وكان على إتصال دائم بالمخابرات البريطانية ومخابرات عصابات الهاجناه الصهيونية، كما كان يدرب بعض رجاله في معسكرات عصابات الهاجناه الصهيونية.

حاول الثوار قتله بكل الطرق، وحين كانت جائزة قتل اليهودي عشر جنيهات فلسطينية من قبل الثوار كانت جائزة من يستطيع قتل فخري عبد الهادي مئة جنيه فلسطيني.

في بداية عام ١٩٤٠ وبعد نهاية الثورة التي قصموا ظهرها، قام الإنجليز بسحب الإسلحة منهم إلا أنها سمحت لفخري عبد الهادي وحارسين معه بحمل سلاحهم لأنه الأكثر إستهدافا من قبل الثوار.

لكن بعد عدة أشهر خشيت السلطات البريطانية من تجدد الثورة بمساعدة رشيد عالي الكيلاني في العراق والألمان فطلبت من عملائها قادة فرق السلام أن يكونوا على اهبة الإستعداد وطلبت منهم الإجتماع وهم فخري عبد الهادي وفريد إرشيد والأمير محمد الزناتي وكامل حسين أفندي ومحمود الماضي ومدحت أبو هنطش; حيث قرروا " يجب أن نمشي مع اليهود يدا بيد فظرفنا كظرفهم فعلينا محاربة العصابات (يقصدون الثوار) التي تسعى لتخريب الوطن، وعلى كل واحد منا أن يتابع كل شيء يجري من حوله وعلينا تحطيم قوة هذه العصابات من البداية حتى لا نسمح لها بأن تستقوي".

في ١٣-٤-١٩٤٣ وفي أثناء حفل زفاف إبنه شوقي وبحضور القائد العسكري البريطاني في جنين قام أحد اقربائه برفع مسدسه على أنه يريد الإحتفاء بهذا العرس لكنه وجه الرصاص نحو صدر فخري عبد الهادي وقتله على الفور، وذلك بسبب عدم سداد دين ضخم لوالد القاتل

تعليق المجلة:
 نود ان ننوه ان بعض الصحف تصفه بالمجاهد الشريف.
وقد كتب محمد عقل في تاريخ هذا الشخص قائلا


في العهد التركي كان فخري عبد الهادي قاطع طرق وقد أمضى في بداية عهد الانتداب أعواماً عديدة من عمره في السجن بتهمة السلب والقتل2. لقد عُرِفَ بماض من الشقاوة والشجاعة في منطقة جنين جعلته مرهوباً ومخيفاً3، وعندما انفجرت ثورة 1936 جمع حوله ما يقارب المائة ثائر مسلح من القرى المحيطة بجنين وهي: عرابة، قفين، قنير، كفرقرع، رمانة، السيلة، أم الفحم، يعبد وفحمة. في تلك الأيام كان مركزه في إفراسين ويتجول بين عرابة ووادي عاره وأم الفحم 4وقد سُمِّيَ آنذاك بشيخ المجاهدين5. يقول أكرم زعيتر إن فخري في تلك الفترة تاب وصار يصلي. في 22/8/1936 وصل فوزي بك القاوقجي إلى فلسطين ومعه متطوعين من العراق وسورية. في ليلة 29/8/1936 اجتمع القاوقجي في قباطية مع فخري عبد الهادي (عرابة) وعبد الرحيم الحاج محمد(ذنابة) والشيخ توفيق رئيس مجاهدي علار وعن ذلك يقول القاوقجي: "تحادثنا معاً، واستوضحت منهم عن طريقة جريان الثورة، حتى الآن، فوجدت أنه لا وجود حقيقة لثورة قوية تقلق بال السلطات الإنكليزية وتلجئها إلى جلب قوات كبيرة من خارج فلسطين، وأخيراً أوضحت لهم عما أنوي عمله مختصراً، وتحركنا هذه الليلة إلى كفر راعي".7 هذه الأقوال تدل على أن فخري عبد الهادي كان من أبرز القادة وفصيله من أكبر الفصائل. في 2 أيلول اجتمع القاوقجي إلى جميع قادة الفصائل الفلسطينية الذين سلموه إقراراً خطياً ينصّ على تعيينه قائداً أعلى للثورة العربية في سورية الجنوبية أي فلسطين. قَسَّمَ القاوقجي قواته إلى أربع سرايا8 وهي:
 1) السرية السورية بقيادة محمد الأشمر (سوري)
 2) السرية العراقية بقيادة جاسم علي(عراقي).
 3) السرية الدرزية بقيادة حمد صعب (درزي سوري).
 4) السرية الفلسطينية بقيادة فخري عبد الهادي (فلسطيني).
 أي أن فخري أصبح قائداً لجميع الفصائل الفلسطينية بينما بقي الآخرون مجرد قادة فصائل يأتمرون بأمره. كما أن القاوقجي عَيَّنَه نائباً عنه ومساعداً له ما يدل على أن فخري كان الأقوى والأبرز من بين جميع القادة9. يُضاف إلى ذلك عَيَّنَه عضواً في لجنة لجمع الإعانات التي لها وحدها حق القبض أو التفويض الخطي بالقبض10، أي أن فخري أصبح من المسئولين عن التموين وشراء العتاد. لازم فخري عبد الهادي فوزي بك القاوقجي وشاركه في جميع المعارك التي خاضها في فلسطين حيث كان ينتقل من معركة إلى أخرى في شجاعة خارقة حتى ضرب المثل في جسارته11. اعتاد فخري في فترة متأخرة أن يدعي إنه لولاه لما عرف القاوقجي رجال فلسطين ووديانها وجبالها وأنه هو الذي أدار فعلياً الثورة رغم كونه نائباً للقاوقجي12. فلما غادر الأخير فلسطين في 25/10/1936 اصطحب معه فخري عبد الهادي وحمد صعب اللذين رافقاه حتى كركوك في العراق ثم عادا إلى الشام13. يبدو أن فخري عاد إلى فلسطين إذ يقول عزرا دانين إنه اختلف مع قادة الفصائل الآخرين فهاجر إلى دمشق، وهناك قضى معظم أوقاته في اللهو والترف والمجون، وأن قيادة الثورة في دمشق لم تثق به ورفضت أن توليه أي منصب في فلسطين، كما أنها لم تعطه أموالاً تكفي لسد مصروفاته، وهكذا راح يتسكع في شوارع دمشق متذمراً وحانقاً بلا مال، ثم يردف عزرا دانين قائلاً إن فخري كان يكثر من السكر والحب ففي إحدى المرات قتل فتاة حملت منه حرقاً14. يبدو لنا أن عزرا دانين يتكلم عن الفترة التي سبقت مجيئه إلى دمشق. يقول أكرم زعيتر إنه " لما استؤنفت الثورة على إثر مقتل أندروز أخذ فخري يبدي رغبة في الذهاب إلى فلسطين، ولكن القيادة السياسية لم تسمح له بذلك، ولما أخفق في تحقيق رجائه ويئس من إمكانية التحاقه بالثورة ومن إمكان مجيء القاوقجي من العراق نقم من القيادة ومن الحركة الوطنية ومن الثورة"15. بين يدينا مجموعة من الوثائق التي تبرهن على أن فخري عبد الهادي أجرى سنة 1937 اتصالات مع توفيق الحاج يوسف يونس في عاره استعداداً لاستئناف الثورة16، وأن اللجنة المركزية للجهاد كانت تحثه على العودة إلى فلسطين للمشاركة في الثورة ولكن فخري كان يتملص بحجج واهية، ففي تقرير في الأرشيف الصهيوني المركزي مُؤرَّخ في 12/10/1937 ورد أن فخري بعث برسالة يشكو فيها من أنهم يقترحون عليه أن يذهب إلى ساحة القتل ويسمونها الساحة القومية، وهو يرى أنه لا توجد أموال كافية ولم يصل من الدول المجاورة أي جواب بشأن تزويد الثوار بالرجال والأموال والعتاد17. وفي تقرير آخر مُؤرَّخ في 21/4/1938 ورد أن قيادات الثورة في فلسطين كتبت رسائل عدة إلى فخري عبد الهادي الموجود في دمشق تطالبه فيها بالعودة إلى فلسطين ليساعد الثوار الذين ازداد ضغط الجيش عليهم، ولكن فخري استعمل أسلوب التحايل وادّعى بأنه مريض وأن الأطباء نصحوه بعدم التحرك، وقد قدم تقريراً من الطبيب يُثبت ذلك18. يبدو لنا أن فخري لم يرغب في العودة إلى فلسطين بعد أن يئس من عودة القاوقجي، وأن اللجنة المركزية للجهاد حظرت عليه ذلك بعد أن اشتمت بأن له علاقة بفخري النشاشيبي والمعارضة.
 في شهر تموز سنة 1937 انسحب حزب الدفاع بقيادة فخري النشاشيبي من اللجنة العربية العليا. كان هذا الحزب يقود المعارضة ضد الحركة الوطنية، وكان الصراع بينه وبين الحزب العربي، أو حزب المفتي الحاج أمين الحسيني يزداد كل يوم حدّة على الرغم من التعاون الشكلي الذي كان قائماً بينهما في فترة الإضراب العام. ولعل من أسباب هذا الصراع – عدا التنافس الشخصي والعائلي- ارتباط حزب الدفاع ارتباط عمالة بالإنكليز وبالأمير عبد الله19.
 عندما تجددت الثورة أخذ الثوار يقتصون من السماسرة والعملاء، ولما كان معظم هؤلاء من أعضاء حزب الدفاع أو أنصاره زاد الصراع حدة. كان هَمُّ حزب الدفاع أن يقضي على المفتي وعلى زعامته ليخلو له الميدان. وقد تقدم فخري النشاشيبي، سكرتير هذا الحزب، بمذكرة إلى المندوب السامي، عند بحث موضوع إرسال وفد عربي إلى لندن، هاجم فيها حزب المفتي متهماً إياه بتدبير الثورة والقيام بالاغتيالات ومحذراً من قبوله ممثلاً للعرب، وعرض على السلطة خدمات حزب الدفاع مبدياً استعداد هذا الحزب على تحقيق السلام في البلاد إذا وفرت له السلطة الجو المناسب20.
 عمل فخري النشاشيبي بالتنسيق مع الإنكليز على إقامة فصائل مناهضة للثورة، ففي 12 تموز سنة 1937 عقد في بيته اجتماع لرؤساء القرى تقرر خلاله إنشاء فصائل كهذه في منطقة القدس. وفي منتصف أيلول نجح فخري النشاشيبي في إنشاء فصائل أخرى في منطقة رام الله21. من الجدير بالذكر أن هذه الفصائل لم تسم باسم فصائل السلام إلا بعد أن عاد فخري عبد الهادي إلى فلسطين. عمل فخري النشاشيبي على إعادة قادة فصائل سابقين من المهجر لضمهم إلى المعارضة وتعيينهم قادة للفصائل المناهضة للثورة. لهذا الغرض اجتمع سراً في شهر آذار سنة 1938 في فندق سانت جورج ببيروت إلى فخري عبد الهادي الذي كان ناقماً على اللجنة المركزية للجهاد في دمشق بسبب عدم إعطائه الأموال الكافية لمصروفاته، وتم الاتفاق بينهما على التعاون شريطة حصول فخري عبد الهادي على عفو من السلطات البريطانية وإذن له بالعودة إلى عرابة، إلا أن سلطات الانتداب لم تكن، آنذاك، مستعدة لمثل هذا التنازل22. في 29 حزيران 1938 اقتحم فخري عبد الهادي مكاتب اللجنة المركزية للجهاد في دمشق مهدداً عزت دروزة بالقتل إذا ما امتنعت اللجنة من تخصيص راتب شهري له، وبلغت به النقمة أن بدأ يهدد بالعودة إلى فلسطين ليقيم فصائل مناهضة للثورة، فلما وصل الأمر إلى ما وصل إليه، بدأت مفاوضات بين القنصل البريطاني في دمشق وبين فخري عبد الهادي وتم الوصول إلى عدد من الاتفاقيات23.
 يقول أوحنا يوفال إن فخري عبد الهادي بدأ يجمع حوله عدداً من معارضي المفتي وينظمهم استعداداً للعودة إلى فلسطين. من بين هؤلاء كان محمود الماضي، أسعد كنج الدرزي، أحمد سلامة من قرية عاره وشكيب وهاب. كما أنه أرسل من يسبقه، وهو توفيق العبد العلي من عتيل، ليهيئ له الأرضية ويبدأ بالعمل على مناهضة الثورة، هذا ومن الجدير بالذكر أن تحركات الأخير ومقاصد فخري عبد الهادي كانت كلها معروفة للجنة المركزية للجهاد في دمشق، وبعثت برسالة تحذير إلى القائد أبي خالد محمد الصالح الذي بدأ يتعقب آثار توفيق العلي دون جدوى24. يشير أوحنا يوفال، في سياق حديثه عن هذه القضية، إلى أن فخري عبد الهادي خرج في 21 أيلول 1938 إلى جبل الدروز حيث انضم إليه مرتزقة القنصل البريطاني في دمشق، ومن هناك اتجه نحو قرية الطيبة الأردنية، وفي 27 أيلول عبر نهر الأردن ووصل بعد أيام إلى مسقط رأسه عرابة حيث استقبله بحفاوة قسم من السكان الذين وعدوه بالمساعدة والدعم25. ورد في تقرير للهاغاناه مؤرخ في 4/10/1938 أنه لم يصل مع فخري عبد الهادي سوى أربعة مسلحين، وأن عبد الرحيم الحاج محمد ويوسف سعيد أبو درة وجها له تحذيراً بأن لا يقوم بأي عمل معادٍ وإلا قتلاه وبأن عليه مغادرة البلاد. أما سبب التحذير فهو الخشية من قيامه بتركيز المتذمرين حوله وتنفيذ عمليات ضد فصائل الثورة، إذ أن هناك كثير من العائلات التي تضررت من هذه الفصائل وتودّ الانتقام منها26.
 أصدر فخري عبد الهادي منشورات تدعو إلى إحلال السلام في البلاد ومقاطعة البضائع الإنكليزية من أجل تمويه موقفه الحقيقي، وأعلن: "نحن ما زلنا أقوياء في طموحاتنا الوطنية"، ووصل الأمر بأن ادّعى أنصاره أن " المجاهد البطل فخري عبد الهادي انضم ثانية إلى صفوف الثورة"، كما أنه أطلق على نفسه لقب "قائد حملة حطين" تشبهاً بصلاح الدين الأيوبي الذي حرر فلسطين من براثن الصلبيين، وامتنع عن المس بالمفتي الحاج أمين الحسيني علانية27. مع ظهور فخري عبد الهادي وجدت الأعمال المناهضة للثورة يداً عسكرية قوية تُوجهها، وأصبحت الفصائل المناوئة للثورة تُدعى فصائل سلام. عمل فخري عبد الهادي في مثلث الرعب، بينما عمل فخري النشاشيبي في منطقتي القدس والخليل. كانت بين الطرفين اتصالات ولكن لم تكن هناك قيادة موحدة بينهما28. يقول نمر سرحان ومصطفى كبها إن فصائل السلام نشأت في البداية كتجسيد لاتفاق تم بين الإنكليز وفخري النشاشيبي وفخري عبد الهادي على أن يقوم فخري عبد الهادي بموجبه بمحاربة فصائل الثورة والتعاون مع البريطانيين على قمعها، في حين يقوم فخري النشاشيبي بالتعبئة الشعبية لهذه الفصائل29. يبدو لنا أن وجود فخري عبد الهادي على رأس فصائل السلام منح فخري النشاشيبي مسوغاً أخلاقياً ومعنوياً للعمل ضد فصائل الثورة وللوقوف إلى جانب الإنكليز لمكانة فخري عبد الهادي السابقة في الثورة29أ



قام الجيش البريطاني بتزويد فخري عبد الهادي بستين بندقية جديدة الصنع، كما أن فخري فتح أبواب فصيله أمام كل من يملك السلاح فصار عدد مقاتليه حوالي المائتين30. ضرب الثوار على عرابة حصاراً بقصد إجبار فخري على مغادرتها أو الاستسلام ولكن ذلك كان عديم الجدوى31، فاضطروا إلى مهاجمتها حيث ورد في تقرير للهاغاناه مؤرخ في 31/10/1938 أن أمس الأول وقع صدام بين رجال عبد الرحيم الحاج محمد وبين رجال فخري عبد الهادي في عرابة راح ضحيته عدد من القتلى من الجانبين، وأن هذا الصدام وقع بسبب أمر جاء من اللجنة المركزية للجهاد بوجوب تجريد فخري من سلاحه ولكنهم لم ينجحوا في ذلك. وجاء في التقرير كذلك أن رجال فخري يتجولون قرابة الشهر في عرابة دون أن تقوم الحكومة بالتشويش عليهم، أو تجري تفتيشاً لديهم32. وفي تقرير آخر مؤرخ في 31/10/1938 ورد أن عدداً كبيراً من رجال يوسف سعيد أبو درة تركوه وانضموا إلى فخري حيث يجري تجنيدهم في عرابة، وأن فصيلاً كبيراً من الثوار هاجم عرابة قبل ثلاثة أيام وقد قُتِلَ نتيجة ذلك المختار وأربعة آخرين وجرح ثمانية. كما أن عائلة إرشيد في قرية كفير من قضاء جنين قررت الانتقام بشتى السبل لمقتل اثنين من أبنائها على يد يوسف أبو درة، وأن أبناء هذه العائلة يقومون بتوريد كل معلومة للجيش عمن يشارك في الثورة حتى أن المحامي رشيد من يافا الذي كان يدعم الثوار راح يسافر مع الجيش بملابس إنكليزية من أجل القضاء على فصائل الثورة33. وفي تقرير ثالث مؤرخ في 6/11/1938ورد أن سمعة فخري عبد الهادي ساءت بعد انتشار أخبار بأنه عميل خائن وبأنه يعمل لصالح الإنكليز، وقد انقسمت عرابة إلى قسمين قسم مؤيد له وهم عائلة العطاري وعائلة عبد الهادي وقسم معارض له وهم الأكثرية، والاعتقاد السائد أنه لا يستطيع مواصلة أعماله من عرابة وربما يترك البلاد34. وفي تقرير رابع مؤرخ في 7/11/1938 ورد أن رجال الثورة يخشون من أن يدعم فخري عبد الهادي ورجاله الحكومة علانية، ويصبحوا أدلاء ومرشدين على الثوار، وأن فخري ورجاله قبل يومين أو ثلاثة أحاطوا بقرية الراما، وأخذوا معهم المختار، وهو من أصدقاء عبد الرحيم الحاج محمد، وثلاثة من رجال فصيل عبد الله طه من سيلة الضهر، وأن توفيق العلي يزيد النار اشتعالاً، وقد أرسلت مناشير إلى قادة فصائل الثورة تقول إن عليهم مغادرة البلاد والتجرد من السلاح خلال ستة أيام وإلا فهي الحرب المكشوفة. يحاول وسطاء التوسط بين عبد الرحيم وفخري، ولكن ذلك مجرد تغطية للهدف وهو جر فخري إلى لقاء معين من أجل قتله35. بدأ فخري عملياته بالهجوم على قرية عتيل التي كانت مركزاً لعبد الله الأسعد حيث نهب مواشٍ وأخذ عدداً من الرهائن، فرد الأخير بأن نهب قطيعاً كاملاً من الغنم يعود إلى آل عبد الهادي في عرابة وباعه في منطقة طولكرم بربع السعر الأمر الذي جعل أسعار اللحوم تنخفض في المنطقة ولمدة عدة أسابيع36. قويت شوكة فخري عبد الهادي وصارت له سطوة في مثلث الرعب حيث قام بملاحقة الثوار فقتل عدداً كبيراً منهم، وزج بالعشرات في السجن وعذبهم، وأضر ببيوت وأملاك المجاهدين وسلب الأموال من القرى المؤيدة للثوار37. كان له في قلعة عرابة سجن وجلاد مسؤول عن تنفيذ عمليات الإعدام38. كان نشاط الفصائل التي قادها فخري بعيد كل البعد عن السلام، لأن فخري أراد الانتقام من كل من سببوا في إبعاده عن قيادة الثورة وقد تعامل مع أعدائه بعنف وقسوة الأمر الذي جعل الناس يطلقون عليه لقب اللحام39. قام فخري بتشجيع أبناء عائلة إرشيد على تشكيل فصيل مسلح خاص بهم، وقد قام هذا الفصيل بإشعال نار الفتنة العائلية في قرى عقربا وسيريس والجديدة في قضاء جنين40. كان لآل إرشيد كذلك سجن وجلاد مسؤول عن تنفيذ حكم الإعدام. يروى أن فصيل آل إرشيد ضرب طوقاً على عبد الرحيم الحاج محمد في صانور حتى جاء الجيش فقتله41.
 أغدق الإنكليز على فخري عبد الهادي الأموال الطائلة، ودفعوا راتباً شهرياً لكل عنصر من عناصر فصيله مقداره ستة جنيهات فلسطينية بينما كان المجاهد الثائر يحصل شهرياً على أربعة جنيهات فقط42. في نابلس تأسس فصيل سلام بلغ عدد رجاله 30-40 رجلاً يقف على رأسهم عمر شوكت الذي كان يحصل من الحكومة على راتب مقداره ستة جنيهات في الشهر ويقبض مبلغاً كبيراً من المال يوزعه على رجاله كما يراه مناسباً. كان هؤلاء يلبسون الطرابيش ويلقون القبض على كل ثائر أو مشكوك فيه ويحضرونه إلى بيت أحمد الشكعة ليحقق معه، وعند الحاجة كانوا يقودونه إلى مخفر الشرطة، كان هذا الفصيل تحت إشراف سليمان طوقان رئيس البلدية وأحمد الشكعة. كما تأسس فصيل سلام في عكا حيث وقف على رأسه رباح عواد الذي عاد من سورية وبدأ يخدم السلطة. بلغ عدد أفراد هذا الفصيل حوالي 150 رجلاً. كذلك كان هناك فصيل سلام في قرية بيديا في قضاء نابلس عناصره من حموله أبو حجلة. بلغ عدد فصائل السلام في فلسطين 30 فصيلاً أو ما يقارب 500 مسلح. كانت فصائل السلام هذه تعاني من عدم التنظيم والتكتل43.
 قام فخري عبد الهادي وفريد إرشيد بالاتصال بالوكالة اليهودية لاستمالة قلوب اليهود إليهم، ففي تقرير مؤرخ في 8/8/1939 ورد أن أبا حوشي، رئيس مجلس العمال في حيفا، قام في 2/6/1939 بزيارة فريد إرشيد في بيته في جنين وبزيارة فخري عبد الهادي في عرابة. يستطرد أبا حوشي في وصف الاستقبال الحار الذي حظي به، ويؤكد على عدم وجود كراهية أو عنصرية لدى العرب تجاه اليهود، ثم يقول إن فريد إرشيد أكد له بأنه ضد الكتاب الأبيض وضد قانون منع بيع الأراضي لليهود، وإنه على استعداد لبيع أو تأجير مساحة كبيرة من الأرض تكفي لإقامة مستوطنة عبرية، أما فخري فقد قال له إنه تعرف على قوة اليهود ومبادئهم وإنه يجب عقد مصالحة معهم، وإنه ضد قانون منع بيع الأراضي الجديد، وإنه ليس عميلاً وإنما يخدم أبناء شعبه ووطنه بصورة جيدة إذ لا يمكن تجاهل وجود ستمائة ألف يهودي في فلسطين. يقول أبا حوشي إن فخري ترك لديه انطباعاً بأنه رجل عسكري شجاع وذو شخصية قوية، لذلك يُوصي باستمرار العلاقة معه خاصة وأن فريد إرشيد لا يزال زعيماً صغيراً، وأن الهدوء قد عاد بالفعل إلى مثلث الرعب بفضل استخدام فصائل السلام التي تساعد الشرطة والجيش في تعقب رجال المفتي44.
 ما أن اندلعت الحرب العالمية الثانية حتى قرر الإنكليز حل جميع فصائل السلام في فلسطين والاستغناء عن خدماتها. لقد جرى ذلك بالتدريج حيث قاموا بقطع رواتب رجال فصيل فخري، ثم الطلب إليهم بإعادة البنادق بما فيها البنادق الخاصة، ومنعهم من العمل حسبما يرونه مناسبا. عارض فخري هذه الإجراءات لكن الجيش أحاط بقرى جنين بحثاً عن رجاله، فسَلَّمَ قسم منهم سلاحه وأُطلق سراحه. كان فخري عبد الهادي يخشى من انتقام أعدائه منه لذلك سمحت له السلطات مع ثلاثة من حراسه بحيازة سلاح ناري. في 3/1/1940 تم حل فصيل فخري نهائياً ولم يعد له وجود. أما أسباب استغناء الحكومة عن خدمات فصائل السلام فعزتها الوكالة اليهودية إلى ما يلي:
 1) إيمان الحكومة بأن السلام والهدوء عادا إلى البلاد، وأن بإمكانها القضاء فوراً على كل حركة تمرد.
 2) خشية الحكومة من أن يُوجَّه سلاح فصائل السلام ضدها.
 3) استعمال فصائل السلام السلاح بصورة سلبية حيث ارتكبت فظائع وأعمال إرهابية منافية للقانون.
 4) رغبة الحكومة في المصالحة مع رجال المفتي وفتح صفحة جديدة45.
 كانت نهاية فخري عبد الهادي مأساوية إذ قتل في 13 نيسان 1943 في عرابة في حفل زفاف ابنه46. يُروى أنه في حفل زواج ابنه شوقي قام أحد أبناء عمومته بإطلاق النار عليه وقتله على مرأى من القائد الإنكليزي العام للمنطقة الذي دعاه فخري لحفل الزفاف، ويقال إن سبب هذا القتل هو عدم رغبة فخري في إرجاع مبالغ مالية ضخمة اقترضها من والد القاتل47

اما صحيفة اخبار البلد فقالت فيه


ولد القائد العام للثوره فخري عبد الهادي في قرية فراسين قبل ان ينتقل الى عرابه وبدأت حياته الاولى محفوفة بكافة المخاطر عندما ابى الا ان يحمل راية الدفاع عن فلسطين الحبيبه وشعب فلسطين الحبيب المكلوم وعندما ذهب الى دمشق تم اختياره قائدا عاما لقوات الثوره الفلسطينيه عام 1936 ثم عاد وبدا بتشكيل جيشه المكون من نحو 2000 مقاتل ثم بدا بشن سلسلة من اقوى العمليات الهجوميه على مواقع الجيش الانجليزي الامر الذي ارعب فلول الجيش الانجليزي ثم عاد ليقوم بعمليات قطع الطرق عليهم ومباغتتهم بلسلسةاخرى من الكمائن بدئا من مناطق الشعراويه ومرورا بعرابة وفراسين وانتهائا بـجبع وبلعه الامر الذي حذا بالبريطانين ليحشدوا قواتهم وطائراتهم بكثافه الا انه استطاع دحرهم وجمع الغنائم منهم واسقاط طائرتين بريطانيتين الامر الذى حذا بالبريطانيين ليتحاملوا عليه ويتامروا بحقد اكثر قساوه واشد فتكا الامرالذي حذى بهم الى استغلال الخلاف الشخصي مع احد اقاربه من نفس العائله لاغتياله فى يوم عرس نجله الاكبر شوقي وبحماية الضابط الرخيص مسعود للقاتل.وهكذا رحل الشهيد القائد العام في يوم عرس ابنه في مؤامره انجليزيه شارك فيها الضابط المتواطئ مسعود مع القاتل الامر الذي ادى بنجله الاكبر شوقي وهو اصغر من تقلد بندقيه في ثورة عام 1936 باخذ الثأر من المخططين والمنفذين بسرعه غير مسبوقه شهد بها العدو قبل الصديق وبذلك تم رد الصاع صاعين الى مجمع العماله والمتأمرين وبذلك فقدت فلسطين زعيما كبيرا ومناضلا وطنيا عريقا ليستشهد القائد العام للثوره الفلسطينيه عام 1936 فخري عبد الهادي بتاريخ 1341943
وبقى الامر على حاله حتى جاء المغفور له الامير عبدالله بن الحسين الاول شخصيا فى موكب مهيب الى مدينة نابلس وقام باصلاح ذات البين ثم القى كلمة تاريخيه باحتفاء كبير حضره الالاف من الجماهير الفلسطينيه ومئات من الشخصيات الوطنيه الفلسطينيه والاردنيه . .

استقبل القائد العام المجاهد فخري عبد الهادي القائد المناضل فوزي القاوقجي على رأس جيش الانقاذ وبدأوا بالتخطيط المشترك لشن اقوى الضربات على العدو البريطاني الامر الذي اثار حفيظة بعض قادة ((الثوار)) الاخرين ليوكيلوه تهما ملفقة وكاذبه ودنيئه وسخيفه لعدم التنسيق معهم وفتحه مفاوضات مباشره مع البريطانيين(كمايحدث اليوم) حتى انهم هاجموا قريته (( عرابه )) الامر الذي حذا به ليوكل بهم ضربات موجعه ويلاحقهم في كل قراهم ومدنهم ثم عاد فخري ليظهر بطلا قوميا وطنيا بارزا من النواحي الشخصيه والعسكريه والعشائريه والرجوليه

نشاوترعرع هذا البطل المقدام في عائلة من أعرق عائلات فلسطين وأوجهها. فهو ابن عائلة عبدالهادي العريقة التي تنتمي الى حمولة ابوبكر من عشيرة الشقران من قبيلة أزدالعربيةحيث جذورهامتجذرة الى الجزيرة العربية ومناطق الحجاز واليمن. لقد قدم جد هذه العائلة أبوبكر الشقران الى عرابة قبل مئات السنين وكان للجد الذي فرض سيطرته وزعامته على المنطقة كافة من بلاد الشام انطلاقا من عرابة، كان لهذا الجد ثلاث ابناء أشقاء هم (حمدان و موسى و عبدالهادي) والذين اصبحوا يعرفون بآل حمدان وآل موسى وآل عبدالهادي) مع أبناء عمومتهم آل عساف والزريقي وابوبكر وصالح وعبدالله وجرار حيث قدموا من الحجاز وتجمعوا في بلدة القسطل قرب عمّان على طريق مطار الملكة علياء ومن هناك توزعوا حيث بعضهم استقر في شمال شرق الأردن (منطقة اربد) وبالأخص مدينة الرمثا وبعضم الى سوريا وحوران واما الجد ابو بكر فتوجه الى "عرابة" الخير عاصمة جبل النار مع أبنائه وأبناء عمومته وحاشيته وربعة حيث لكثرتهم اطلق عليهم سكان تلك المناطق بالجيش الجرار (وهم يتهامسون الله الله جانا على هالبلد جيش جرّار) واتخذ هذا الزحف ممن كانوا بمعية الجد ابوبكر من اقارب ونسايب ومحاسييب اسم "جرار" ادة جمع لهما واصبحوا يعرفون بآل جرار حتى اليوم والذين هم ابناء عمومة حمولة ابوبكر الشقران (آل موسى وآل حمدان وآل عبدالهادي) وجميعهم ايضا من عشيرة الشقران من قبيلة أزد
.
اهم المعارك التى خاضها الشهيد الراحل فخري عبد الهادي (رمز ثورة عام 1936)
معركة المنطار حيث جرت هذه المعركة في3-9-1936 قام فخري عبد الهادي وبالتنسيق المشترك مع الزعيم القائد فوزي القاوقجى بالتخطيط لهذه المعركة تخطيطاً محكماً، يستغل الإلتفاف الحاد في ليّة بلعا ( ذلك الإلتفاف الذي أرعب الجنود البريطانيين فأطلقوا عليه اسم "زاوية الأشباح " ).


وضع الثوار حاجزاً على الطريق العام وكمنوا من جانبي الشارع، من أعلى جبل المنطار في الشمال وحتى جبل الشّعب وخربة أبو خميش، في الجنوب. أشرف عبد الرحيم الحاج محمد على الكمائن جنوبي الشارع ، حيث رابطت بعض الفصائل الفلسطينية التي شاركت في المعركة، في حين تمركزت فصائل ا لمقاتلين العرب، ومعظم الفصائل الفلسطينية، بقيادة فخري عبد الهادي شمال الشارع
.
وقد وصفت المصادر الإرشيفية البريطانية هذه المعركة حيث قالت: " في 3-9-1936 ، وفي حين كانت جلسة لمجلس الوزراء البريطاني منعقدة لبحث ما يحصل في فلسطين، وصلت إلى هناك برقية مستعجلة، تتحدث عن معركة تحصل في تلك الأثناء بين نابلس وطولكرم، وقد تم فيها إسقاط طائرتين بريطانيتين، وقتل طياران كانا في داخلهما، في حين اضطرت طائرتان أخريتان، إلى الهبوط الإضطراري، بعد أن أصيبتا وقد جرح أحد طياريها وقد احتفظ فخري عبد الهادي ببعض الغنائم كرمز مهم لهذه المعركه البطوليه في حين امر بتوزيع باقي الغنائم على باقي الثوار والمقاتلين

وقد طالب الجنرال بيرس، القائد الانجليزي في المنطقة، إذناً بقصف القرى التي خرج منها الثوار وكان على راسهم القائد العام للثوره فخري عبد الهادي ورفيقه الزعيم القائد فوزي القاوقجي

لقد أعد الثوار للمعركة إعداداً جيداً وقد بدأوها الساعة السادسة والنصف صباحاً، بضرب قوة بريطانية كانت في طريقها إلى عنبتا، بعد أن كانوا قد أقاموا عدة حواجز من الحجارة على الشارع العام، وزرعوا الألغام على مسافة طويلة من الطريق، بشكل أوقف قوات النجدة التي جاءت من الاتجاهين ( من نابلس ومن طولكرم). ولم تستطع هذه القوات الوصول إلى بلعا إلا بعد ساعات، وذلك بعد استعمال الطائرات والقصف المركز من مدافع "البوم - بوم ". وقد قتل في المعركة بالاضافة للطيارين، جندي مشاة واحد، وجرح ضابطان، وعدد من الجنود

وعند فحص باقي الجثث تبين أن الثوار تكبدوا أحد عشر شهيدا فلسطينيان وتسعة من البلاد العربية الأخرى " .

أما الشهيدان الفلسطينيان، فقد كانا خليل بدوية من يافا( كان خليل حين استشهاده فتى في التاسعةعشرة من عمره وقد كان طالباً في كلية الفنون الجميلة في القاهرة. عاد إلى البلاد عند نشوب الثورة واشترك في معركة بلعا وقد قتله البريطانيون عندما حاول تشغيل الالغام التي لم تنفجر ) ومحمد بلعاوي من بلعا ( قتل محمد البلعاوي بقذيفة طائرة غربي كفر اللبد ، وحسب رواية عطية نايف غزالة فقد وضعه البريطانيون على كومة من القش والبلاّن واضرموا في جثته النار

كانت معركة المنطارمن أنجح المعارك التي خاضها فخري عبد الهادي ضد البريطانيين أما باقي المعارك فقد كانت على درجه كبيره من النجاح والاهميه ايضا منها معركتى جبع وبيت امرين اضافه الى سلسله الكمائن والمعارك الاخرى فى قرية فراسين وقرب النزلات الشرقيه والغربيه والوسطى ومناطق الشعراويه بشكل عام اضافه الى عرابه فى منطقة جنين وهى التي كانت فيها المعارك اكثر ضراوه كونها المعقل الاخر للزعيم الراحل فخري عبد الهادي بعد ان انتقل من معقله الاساسى قرية فراسين فى منطقة الشعراويه , وقد تميزت قرى عاره وعرعره وبرطعه وكفر قرع وعين السهله وخور صقر بعلاقات طيبه جدا مع الزعيم الراحل فخري عبد الهادي حيث يتذكرون كبار زعامات هذه المناطق سلسلة الزيارات المتواصله التي كان يقوم بها فخري عبد الهادي لقراهم اما دالية الكرمل فلها اقوى العلاقات المميزه مع القائد فخري عبد الهادي كون بعض رجالها الاشاوس انخرط في ثورته بل كانوا من المقربين منه فى ذلك الوقت ويذكر ان الراحل الشهيد لم يكن يوما يقطع فرضا من صلاه وكان ايمانه دوما بالواحد القهار بان النصر ات لا محاله.
فخري عبد الهادي تاريخه العشائري............
وزراء آل عبد الهادي السادة عوني عبد الهادي وروحي عبد الهادي ونعيم عبد الهادي وماجد عبد الهادي ,فخري عبد الهادي قائدا عاما لقوات الثوره الفلسطينيه عام 1936 وهذه نبذة مفصلة عن جذور آل عبد الهادي , حيث تقولُ الروايه إنَّ آلَ عبد الهادي ينحدرون من عشيرة (حمولة) أبو بكر أو الشقران في جبال نابلس , وهي بطنٌ من قبيلة الأَزْدِ من العرب القحطانية , ويُعزِّز المؤرخ مصطفى مراد الدبَّاغ في القسم الثاني من الجزء الأول من كتابه المرجعي (بلادنا فلسطين) الرواية التي تردُّ آل عبد الهادي إلى حمولة الشقران في جبال نابلس التي تعود بنسبها إلى بطن -الصَّبر- من أبناء عمرو بن صريم...... بن مازن بن الأزد جد قبيلة الأزد القحطانية , وكانت بلدة عرَّابه مقرَّ شيوخ آل عبد الهادي , ومن أشهرشيوخهم حسين عبد الهادي وفخري راغب عبد الهادي , وعندما بدأ الصَّراعُ على السيطرةِ على فلسطين بين الأتراك العثمانيين وبين المصريين بزعامةِ محمد علي باشا الألباني الأصل انحاز آلُ عبد الهادي إلى المصريين , وعندما قام بعضُ الفلسطينيين بزعامة قاسم الأحمد (1834م) بالثورةِ على الحكم المصري انحاز آلُ عبد الهادي إلى المصريين , وبعد هزيمة قاسم الأحمد عهد المصريون إلى الشيخ حسين عبد الهادي بتسليمه (حاكمية) جنين وبلادها كما يذكر المؤرخ مصطفى مراد الدبَّاغ في القسم الثاني من الجزء الثالث من كتابه (بلادنا فلسطين), ويذكر الدبَّاغ أن إبراهيم باشا نجل محمد علي حاكم مصر عهد إلى الشيخ محمود عبد الهادي وهو شقيق الشيخ حسن متسلِّمية بلاد الشعراوية ثم متسلمية يافا تم أنعم على الشيخ حسين عبد الهادي بلقب صاحب العطوفة وولاه حاكمية عكا في رمضان من عام 1249ه , وتقول روايةٌ أُخرى إنَّ آلَ عبد الهادي اكتسبوا اسمَهم نسبةً إلى جَدِّهم عبد الهادي بن أبي بكر , ويورد كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) أسماءَ خمس عشائر وعائلاتٍ في فلسطين تحمل إسم آل عبد الهادي وهي : آل عبد الهادي العلي في طولكرم وهم من عشيرة بدران , وآل عبد الهادي في طولكرم وقد ارتحلوا إليها من نابلس , وآل عبد الهادي في كوكبا وهم من عشيرة عوض , آل عبد الهادي في جنين , آل عبد الهادي في عرَّابه بزعامة الراحل الوطني الكبير فخري بك عبد الهادي بعد رحيل الشيخ حسين عبد الهادي وينحدرون بجذورهم إلى الحجاز التي جاء منها جدُّهم المؤسِّسُ إلى القسطل في شرقي الأردن ثم ارتحل مع أعقابه إلى عرَّابه واستقرَّ فيها , ويشير كتاب (معجم العشائر الفلسطينية) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب إلى وجود (15) عائلة تحمل إسم (عبد الهادي) متوزعة في العديد من مدن وقرى فلسطين , وركز الحديث عن عائلة -آل عبد الهادي في منطقة نابلس ومنطقة جنين وخاصة في عرَّابة, ويذكر أنها أخذت اسمها من اسم جدها عبد الهادي بن أبي بكر الذي وصفته بزعيم القيسية في منطقة جنين .

ومن رجالات آل عبد الهادي الشهيد الراحل فخري راغب عبد الهادي والذي تم اغتياله بمؤامره انجليزيه فى قرية عرابه طويت برحيله صفحه اخرى مريره من ثورة عام 1936 الشيخ سليم الأحمد العبد الهادي الذي أعدمه جمال باشا السفَّاح مع جملةِ من أعدمَ من الوطنيين العرب الذين كانوا يتصدون لحكومة حزب الإتحاد والترقي الذي كانت قياداته من يهود الدونمة والماسونيين والتي كانت تفرض بفظاظة وظلم سياسة التتريك على العرب , وفيما يلي نصُّ وصية الشهيد سليم احمد عبد الهادي

كامله :

بسم الله الرحمن الرحيم , أكتب هذه الوصية في الساعة الثامنة والنصف من ليلة السبت الواقعة 14 شوال 333 ثلاثمائة وثلاثة وثلاثين عربية (1333 ه) حيث سأواجه الموت في الساعة التاسعة من هذه الليلة ,إني اكتب هذه الوصية قبل موتي بنصف ساعة , اكتب هذه وأحد رفاقي المحكومين معي محمد المحمصاني أخذ ليصلب قبلي , وإني مسرور بلقاء الله سبحانه وتعالى .
إنني اقيم عمي حافظ باشا وصيا شرعيا وناظرا ووصيا على ابنتي اليتيمة طروب وزوجتي الحزينة فاطمة خانم , ولي في حنُّوه وشفقته على عائلتي خير كفيل على راحتهما ولعمي المومى إليه أن يوصي من يشاء .
يصرف عمي وولي نعمتي حافظ باشا من مالي الخاص ثلاثين ألف قرش منها خمس آلاف إلى الفقراء المحتاجين والخمسة والعشرين ألف يشتري فيها قطعة ملك توقف لمال المعارف ويصرف ريعها على تعليم أبناء المستقبل ,وأوصي لأخي الامين بالف ليرة فرنساوي من مالي , ولشقيقتي أم لطفي بمائتين ليرة , ولزوجتي باقي ثروتي النقدية وبكافة المصاغ والمجوهرات التي هو لها واطلب اليها المسامحة واشهد لله بأنني أموت وأنا راضي عنها فجزاها الله عنى خير الجزاء وجزاء الخير , أطلب المسامحة من الجميع وأعترف في حالة الموت بالفضل والإحسان لسعادة عمي حافظ باشا جزاه الله خيرا وجمعني به تحت لواء المصطفى صلى الله عليه وسلم .
فدانين الجلمة المقيدين باسمي هما من مال أخي أمين أفندي واسمي المحرر في سندات الطابو إعارة عن إسمه , يعطى لأختي تمام ماية ليرة ولاختي بديعة ماية ليرة وذلك ماعدا المطلوب لهم من الداخل علي من واردات الفلاحة المقيد في دفتر الفلاحة الكبير وواردات السنة الماضية والتي لم يصير قيدها بعد فيراجع الحساب ويعطى كل ذي حق حقه , الديون التي لي وعلي مسطَّرة ومحبَّرة في الدفتر الكبير - دفتر الفلاحة وفي دفتر اليد الذي سلمته لعمي حافظ باشا يوم سفري لعالية فتدفع وتسدد هذه الديون لأربابها من مالي الخاص .
اذا سهى عني ما يجب ذكره هنا من فعل الخير أو مما يجب ذكره من الديون فسعادة عمي حافظ باشا يجزيه بدون استشارة أحد , سلمت مدير افندي البوليس محي الدين افندي خمسين ليرة فرنساوي ونصف ليرة فرنساوي وتسعة وعشرين ليرة انكليزية وأذنته بتسليمهم لأخي أمين افندي الذي سيحضر في الغد لبيروت ولي مع شفيق افندي كوجك الضابط في عاليه إثنين وعشرين ليرة إنكليزية يخصم منهم حساب الأوتيل والباقي يدفع لأخي المومى اليه , كتبت هذا بقلم حديد ومن التدقيق بالخط يعلم أنه كتب جيدا مما يدل على أنني أستقبل الموت بصدر رحب ذلك لأني خرجت من هذه الدنيا ناصع الجبين , طاهر الذيل , مسلما مؤمنا بالله واليوم الاخر .
وفي الختام أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم , وإني أخالف كل دين يخالف دين الاسلام , والسلام على عمي حافظ باشا وأبو النصر أفندي وإخواني الحاج توفيق والأمين وصبري وشقيقاتي وأختاي تمام ووديعة ولعموم الأحباب والأصحاب , وأقبِّل زوجتي وحبيبتي خانم وطرب قبلة الوداع , حرر في ليلة السبت 12 شوال 333 ه .

فالى جنات الخلد باذن الله ايها الابطال .(ثورة عام 1936)

ونترككم مع اتخاذ القرار بما يتعلق بهذه الشخصية التاريخية

6 comments:

النصر قادم يقول...

معرووف ان كاتب المقال المدعو محمد الوليدي عمل على تشويه صورة الوطنيين الابطال وبات هذا الامر معروفا للقاصي والداني ولكل الاحرار وهو مطلوب للجهات الامنيه الاردنيه بعدما هرب للهند وكل كتاباته مزوره ومراجعها صهيونيه مزيفه للحقائق الشهيد الخالد فخري عبد الهادي اكبر بكثير من هؤلاء السفله اصحاب الكتابات الصفراء والمشبوهه ومهما حاولو مع ادواتهم الصهيونيه العميله فان محاولاتهم ستبوء بالفشل.... عاش الشهيد البطل فخري عبد الهادي وليخسا التافهون

النصر قادم يقول...

اذا كانت مجالتكم نقيه وطاهره فعليها حذف الجزء العلوي من الموضوع لانه لا يحتوي على حرف واحد صادق ولان كاتبه سيء السيط المدعو محمد الوليدي معروف لكل الوطنيين الاحرار بالتشويه المبرمج لكبار الشهداء بتوجيه صهيوني وقح اما شهيدنا الخالد فخري عبد الهادي فهو ليس بحاجه لتقييم من صعلوك متل محمد الولييدي او تافه لا يعرف لغة الكتابه الا وهو في غاية الثماله المدعو محمد عقل حامل الهويه الصهيونيه الزرقاءوهو اكبر واكبر بكثير من هؤلاء المارقين

النصر قادم يقول...

الشهيد الخالد فخري عبد الهادي الشقران من الرمثا من همالة مواضيعكم السلقطه و مش بحاجه لتقييم صغار من امثالكم وامثال الساقط شريد الهند محمد الوليدي والمطلوب عنا في المخابرات الاردنيه

اخر انذار لابقاء الموضوع هون

eyad jarrar يقول...

إسألوا أهل جنين عنه..
فالمقال الأول عن قتله للثوار في قلعة عرابة صحيح

غير معرف يقول...

فخري عبد الهادي كان له الأثر البالغ في قمع واعدام ااثوار في تلك الحقبة. وتعاونه ضد ثورة 1936.

Unknown يقول...

منطقة يعبد وعرابه وجنين تقول انه اكبر جاسووووس

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية