الخميس، مارس 28، 2019

رفض ماجد حمادة الزواج من بشرى الأسد فعاقبه السوريون حتى الموت!

لم يترك حافظ الأسد فرصة إلا وحاول اغتنامها لدفع القيادات الشيعية الميثاقية لتشكيل قوات مسلحة (ميليشيا) يمولها بالسلاح ويساعدها بالتدريب والتجهيز والخبراء في حروب الشوارع والعصابات والاغتيالات..
كل قيادات الشيعة من صبري حمادة وكامل الأسعد إلى السيد حسين الحسيني والسيد محمد حسين فضل الله، رفضوا هذه الرغبة التي أرادها الأسد كي يمسك بالطائفة الشيعية في لبنان ركيزة له كي يستند إليها في الامساك بلبنان كله.
كتبنا عن محاولات الأسد إقناع الرئيس كامل الأسعد بتشكيل ميليشيا مسلحة، فرفضها الأسعد بإباء وحسم قائلاً لمن اعتبره من جماعته أخطأ في رفض طلب الأسد وباللغة الفرنسية ((qui donne ordonne أي من يعطي يأمر وأنا غير مستعد لأن آخذ أوامري من أي مخلوق على وجه الأرض.. اليوم سيعطوني السلاح.. والسلاح يحمله رجال والرجال يحتاجون المال وأنا لا أملكه.. لذا سأضطر إلى طلبه من آخرين.. وهكذا سيتحكم بي وبقراري من يعطيني السلاح ومن يعطيني المال.. وأنا ضد استخدام السلاح ضد اي لبناني)).
هكذا تبلّغ حافظ الأسد موقف كامل الأسعد كما تبلغه ياسر عرفات عدة مرات، إلى ان زاره عرفات على غير ميعاد في فندق أقام فيه مع والدته الحاجة فاطمة رحمهما الله جميعاً، في منطقة الحمرا ((وايت بالاس)) ليعرض عليه المال والسلاح مطلع الحرب الأهلية فما حصل على جواب من الأسعد الذي ترك المنطقة الغربية وتوجه إلى بلونة في كسروان رافضاً الانخراط في الحرب الأهلية المجنونة خصوصاً ان استخبارات الأسد وجهت زهير محسن لإخافة كامل الأسعد بهجوم الصاعقة على مقر إقامته فأنجده عرفات لحمايته عارضاً عليه التسليح والتمويل.
وقبل أن نأتي على رفض شيعي ميثاقي آخر من الرئيس صبري حمادة ومن نجله البكر ماجد لمشروع الأسد لتشكيل ميليشيا مسلحة للتقاتل المذهبـي – الطائفي في لبنان.. دعونا نذكّر الجميع بأن رفعت الأسد حاول مع بشير الجميل تشكيل حلف للأقليات في لبنان لقتال أبناء العروبة في الوطن.. وان الشيخ بشير الذي أصبح رئيساً للجمهورية في آب/أغسطس 1982.. رفض هذا المطلب الذي تخصص رفعت بالترويج له بتكليف من شقيقه حافظ.. ثم راح ابن شقيقه بشار وارثاً أبيه يسعى لتحقيقه في المنطقة مع بعض شيعة العراق ولبنان وبعض مسيحيي لبنان والعراق وطبعاً مسيحيي سورية.


الأسد وصبري حمادة
كانت علاقة الرئيس صبري حمادة الذي ترأس مجلس النواب اللبناني لسنوات عديدة مع وزير الدفاع السوري يومها حافظ الأسد جيدة جداً.. وكان حمادة يتحدث بإيجابية عن الأسد أمام أولاده الأكبر ماجد وراشد الذي يصغره بأربعة أعوام. (ماجد من مواليد 1945 وراشد من مواليد 1949) وعلي.
وكان اللقاء بينهما في معظم الاحيان عائلياً وودياً دائماً وعندما تسلّم الأسد رئاسة الجمهورية في سورية (1971 بعد انقلابه على رفاقه البعثيين بقيادة صلاح جديد في 16/11/1970) اعتمد التواصل معه عبر هاتف وضع له رمزية في عدد الرنات لمرة أولاً ثم يقفل، ثم لمرتين فيقفل ثم لثلاث مرات ليقفل وفي المرة الرابعة يرفع الرئيس صبري حمادة ليتحدث مع الرجل الذي يعرف انه المتصل.. انه حافظ الأسد.

وكثيراً ما كان راشد صبري حمادة موجوداً عند رنين جرس الهاتف الرمزي فصار يعرف المتصل من عدد الرنات وفي أحيان عديدة كان يترك والده ليتحدث بحريته مع الأسد.. إلا حين يطلب حمادة من ابنه أن يجلس مستمعاً الى هذا الحوار ومن طرف واحد.
ولم يلغ هذا الرفض الحاسم من صبري حمادة لتشكيل ميليشيا مسلحة بقرار من حافظ الاسد ان نجله علي الذي كثيراً ما اختلف مع والده لأسباب شخصية وعائلية أسس ما أسماه ((نسور البقاع)) وكان عناصرها يجلبون طعامهم في ليالي الاستنفار من منازلهم وبنادقهم معهم وهم سعداء بالتشكيل المسلح والاستعراضات الجماهيرية.. والتسمية وزعامة حمادة له..
صحيح ان صبري حمادة كان يرى في ((نسور البقاع)) قوة تردفه في مواقفه لكنه كان في سره يكرهها ويقول ان ابنه علي أهوج لأنه يتورط في أمر لا قدرة له على تحمله.
وتواكب تشكيل ((نسور البقاع)) مع دعوة السيد موسى الصدر العلنية ومن البقاع عام 1974 بأن السلاح زينة الرجال.. ومع وجود ميليشيات ((الكتائب)) و((نمور الاحرار)) المسيحية والمنظمات الفلسطينية التي شكلت جيشاً للمسلمين.. كانت قيادات الشيعة والسنّة والموارنة الميثاقية وحدها رافضة لحمل السلاح وهذا ما كان يزعج حافظ الاسد.. فظل يحاربها ساعياً لإلغائها لإحلال الزعران مكانها.
ظل صبري حمادة رافضاً لحمل السلاح او تشكيل ميليشيا، عاملاً على حل ميليشيا ابنه قائلاً: لا يمكن ان نسمح بهدر دماء الناس بالسلاح.. يجب ان نجنب لبنان الحرب، لأن الناس فيها ستدمر بيوتها فوق رؤوسها.. واصفاً الحرب في خطاب له في منطقة التل حيث داره في بلدته حزّين انها حرب مجانين فابتعدوا عنها.

طريق ضهر البيدر مقطوعة بسبب الثلوج في شهر آب 1975
يروي المهندس راشد حمادة لـ((الشراع)) ما كان اطلع عليه من علاقات والده بالأسد وكان حافظ الاسد يوفد شقيقه رفعت الذي كانت أسهمه ترتفع في سماء النظام الذي بناه شقيقه الاكبر في دمشق للقاء مع صبري حمادة في قصره على طريق المطار.
كان الاتفاق في كل زيارة ان يستقبل ماجد حمادة رفعت عند مستديرة الصياد في الحازمية، ويأتي به بسيارته الى قصر العائلة في الغبيري.
تكررت اللقاءات لثلاث مرات بهذه الطريقة بين صبري حمادة وموفد حافظ الاسد شقيقه رفعت.. والجميع يعلم بأن لرفعت هدفاً واحداً وبتكليف من حافظ الاسد وهو إقناع زعيم البقاع ان ينشىء ميليشيا مسلحة مدعومة بالمال والسلاح من سورية.. وكان صبري حمادة يرفض بالمطلق هذا الامر.
ويروي المهندس راشد حمادة نص حوار هاتفي من طرف واحد بين والده وحافظ الاسد بعد ان ناول السماعة لوالده اثر الشيفرة المعهودة:
قال صبري حمادة – والرواية لإبنه راشد – في آب/ اغسطس 1975 خلال هدنة اخترقت الحرب التي انفجرت في 13/4/1975، ومن دون اية مقدمات: طريق ضهر البيدر مقفل (كلام صبري حمادة)، وكيف هو مقفل؟ (كلام حافظ الاسد)، يرد صبري حمادة: بسبب تراكم الثلوج!!
وكانت هذه الكلمات التي قالها صبري حمادة بكل هدوء عائداً الى نومه.. آخر كلمات تبادلها مع حافظ الاسد.. فقد أبلغ حمادة حافظ الاسد ان لا إمكانية لدخول جيشك الى لبنان.. مقدماً هذه الذريعة الطريفة.
يعتقد راشد ان والده كأنه كان يوصيه بأن هذه هي سياستي وأريد منكم يا أبنائي ان تتبعوها.
ويستذكر المهندس راشد صبري حمادة ان والده تداول بكلمات مبهمة حواراً قصيراً مع حافظ الاسد يوم بدء الحرب الاهلية عام 1975.. قال فيه الاسد لحمادة عبر هاتف منـزله رقم 270355:
– سنتصرف في هذه الحرب كما تصرفنا عام 1958 (حين ساعدت سورية ضمن الجمهورية العربية المتحدة المعارضة التي وقفت في وجه التمديد لكميل شمعون فحملت السلاح ضده لعدة اشهر).
لكن صبري حمادة لم ينجر الى ما أراده حافظ الاسد خصوصاً ان الزعيم البقاعي كان يعيش آخر أيامه وقد انتقل الى رحمة الله في 21/1/1976 اي بعد نحو تسعة اشهر من انفجار الحرب المجنونة..

محاولات مع ماجد

لذا في حياة صبري وبعد رحيله لم يتوقف مسعى آل الاسد لاستمالة الزعامة الحمادية ودفعها نحو حمل السلاح بتشكيل ميليشيات تتولى استخبارات الاسد السيطرة عليها وتوجيهها.
حين رحل صبري حمادة جاءت القيادات السورية البعثية والرسمية والامنية والعسكرية بمعظمها للتعزية برحيله.
جاء وزير داخلية سورية يومها العميد علي ظاظا.. ثم جاء بعد ذلك وزير الدفاع مصطفى طلاس المتزوج من قريبة السيدة ليلى الصلح حمادة عقيلة ماجد حمادة.. واستضافه ماجد وعقيلته عدة ايام في حزين.
وعندما جاء عبدالحليم خدام الى البقاع وأقام له النائب جوزيف سكاف مأدبة غداء في زحلة حضرها ماجد حمادة، قال له الوزير السوري.. يا أستاذ ماجد نحن نركض خلفك وأنت تهرب منا.
وفي عزاء في النبـي شيت يلتقي ماجد بغازي كنعان الذي راح يمسك بلبنان خليفة لمحمد غانم الى ان اصبح حاكمه الأوحد.. تصافح ماجد وغازي ثم سار ماجد امام الضابط السوري الحاكم غير ملتفت اليه مما أثار غضب كنعان.. وأوصل بعض الحضور غضبه الى ماجد فدهش من هذا الموقف قائلاً لمن راجعه به:
((أنا وزير لبناني في وطني وهو ضابط أمن سوري فكيف أسمح له ان يتقدم عليّ في بلدي؟)).
هذه الشكلية المهمة التي تعصف في نفوس ضباط الاسد المعتادين على الاستعلاء على كل لبناني وزيراً كان او رئيساً او موظفاً مدنياً او عسكرياً.. لم تمنع غازي كنعان من زيارة ماجد في منـزله في أحد فروع قصر رياض الصلح طرف بيروت الجنوبـي ليعرض عليه مراراً وتكراراً امر تشكيل ميليشيا مسلحة يمولها السوريون بالسلاح والتدريب.. فيسمع مرة جديدة من ماجد رفضاً حاسماً وهو يقول لكنعان:
هل تريد يا عميد ان يقتل الأخ أخاه في بلدنا.. وأن يتذابح أبناء العمومة.
وطبعاً لم يغفر غازي لماجد هذا الرفض فأسقطه في انتخابات 1992 التي قاطعها المسيحيون وسنّة بيروت.. رغم ان رئيس الجمهورية يومها الياس الهراوي هنأ ماجد بفوزه بعد وصول النتائج الى القصر الجمهوري..
لم يعد ماجد يتصل بغازي كنعان وإن كان يلتقيه في مناسبات عامة كان ماجد يحافظ فيها على كبريائه امام كنعان الذي يتكالب سياسيون وحزبيون وقضاة وضباط على منافقته بالكلام والقهقهة لأي حرف ينطق به.
وتحت إلحاح مقربين من ماجد بضرورة اللقاء مع ممثل حافظ الاسد في لبنان وحاكمه غازي كنعان، طلب ماجد حمادة موعداً مع أبـي يعرب.. فإذا بالضابط السوري يحدد موعداً لإبن زعيم البقاع ووارث زعامته في الساعة الثانية فجراً.. ليقول ماجد لقريب منه: غازي يريد ان يذلني.. ولن أسمح له بذلك.
كان ماجد حمادة أقرب أولاد صبري حمادة الى عقله وقلبه وكان هو وريثه السياسي المنتظر، وكان لماجد شخصيته المستقلة، وقد تعمد صبري ان يكون لأولاده هذه الشخصية مشجعاً كل واحد منهم على ان يكون هو نفسه لا اي شخص آخر حتى لو كان والده وهو الزعيم البقاعي واللبناني المعروف.. مرسخاً أمراً جوهرياً في نفوسهم هو الانتماء العروبـي الحاسم بعد الانتماء للبنان الوطن.

ماجد يرفض الزواج من بشرى الاسد
على ان أخطر ما يمكن كشفه عن أسباب كراهية الاسد وكنعان بالتالي لماجد حمادة هو ما نقله لنا شقيقه التوأم الروحي – السياسي مع فارق السن بينهما وهو المهندس راشد حمادة.
قال راشد لـ((الشراع)) ان والده الرئيس صبري حمادة التقى الرئيس حافظ الاسد في دمشق عام 1974، في جلسة عائلية كالعادة فتتقدم كبرى أبناء الأسد وفتاته الوحيدة بشرى الاسد بفنجان قهوة ضيافة له.. حين كان حمادة يتحدث بحب عن ابنه وزير التربية الوطنية في لبنان منذ ستة اشهر ماجد حمادة..
أمل صبري حمادة في نفسه عندما شاهد بشرى وكان يتحدث عن ابنه ماجد بعاطفة شديدة، ان تتم مصاهرة بينه وبين حافظ الاسد.. بزواج ماجد من بشرى.. فهو كان يدرك في قرارة نفسه حب حافظ الاسد لماجد وسؤاله الدائم عنه.. لذا سارع الى التلميح لجهة تعزيز الروابط العائلية مع حافظ الاسد بخطوبة بشرى لماجد.
وكان صبري حمادة ينقل لأولاده ثقة حافظ الاسد الكبيرة به، وكان ينقل عنه قوله: أنت يا صبري زعيم الشيعة في لبنان.. وأنا شيعي مثلك، لذا أراد صبري حمادة تعزيز هذه الثقة بهذه المصاهرة، وكان سعيداً جداً وهو ينقل لإبنه الشاب الوزير ماجد انه تحدث مع الاسد عن طلبته لإبنته بشرى لتكون زوجاً له.
وعلى قدر ما كان الوالد صبري حمادة سعيداً وهو يزف هذا الخبر لإبنه الشاب، كأنه يقدم له أعظم هدية في حياته.. صعقه ماجد برفضه الحاسم لهذا الامر.
سـأل صبري حمادة ابنه ماجد باستغراب وتساءل: هل ترفض الزواج من ابنة حافظ الاسد؟.. ماذا أقول للرجل وقد ارتبط بكلامي معه؟
– بابا.. هذا ارتباط بالكلام بينك وبين حافظ الاسد وهذا أمر عائد اليك وليس لي به اي التزام او ارتباط.
دهش الوالد من رد ابنه فعاجله بما يعرف من ان ماجد يريد خطوبة ليلى كريمة الرئيس رياض الصلح فرد ماجد.. بحسم: نعم بابا انها ليلى الصلح أنا أحبها وهي كذلك ونحن متفقان على الزواج.
كان ماجد يحترم والده كثيراً.. وهو لا يريد إغضابه او إظهاره بموقف ضعيف امام حافظ الاسد، لكنه كان متعلقاً بليلى التي تصغره بعام واحد وقد تعاهدا على الزواج لذا حصلت مشادة بين الاثنين استدعت صراخاً متبادلاً وصل إلى أفراد العائلة كلها في غرفها القريبة.
.. فسارع الجميع تتقدمهم الوالدة الحاجة زينب الأسعد حمادة نحو جناح الرئيس وابنه في المنـزل في قصر الغبيري..
كان ماجد يرجو والده أن لا يتدخل في شؤونه الخاصة، وكان الرئيس الوالد يرد بأنك لا تعرف ماذا تفعل.. وليس لديك أي سبب لرفض هذه الزيجة، ظل الاثنان على موقفيهما وان كان صبري رضخ احتراماً لمشاعر ابنه، وكذلك فعل ماجد فرغم انه ظل على حبه لليلى الصلح إلا انه لم يتقدم للزواج منها إلا بعد رحيل والده صبري حمادة في 21/1/1976.. فتم زواجه من ليلى في آذار 1976.
والمفارقة الانسانية هنا تتعاظم إذا ما علمنا بأن حديثاً عائلياً آخر كان يدور بين آل الأسعد وآل الصلح لزواج عدنان الأسعد من ليلى الصلح، لكن كلاً منهما كان في اتجاه آخر، ففي حين تزوجت ليلى من ابن زعيم البقاع ماجد حمادة، فإن عدنان تزوج من ابنة زعيم عكار بشير العثمان السيدة فادية وقد أنجبا عدة أولاد منهم المحامي الصديق معن الأسعد.
فهل دفع صبري حمادة ثمن رفض ماجد الزواج من ابنة حافظ الأسد.. بشرى التي تتميز بقوة الشخصية والتي خطبت لفترة لإبن حكمت الشهابي حازم الذي كان يدرس الطب في أميركا.. ثم خلعت خاتم الخطوبة من اصبعها.. متوجهة لحب ضابط الأمن قوي الشخصية آصف شوكت (قتله بشار الأسد يوم 18/7/2012 ضمن مجموعة ضباط كبار متهمين بترتيب انقلاب ضد بشار بعد سنة وأربعة أشهر تماماً من انطلاق الثورة الشعبية ضد حكم آل الأسد)؟
كان صبري حمادة في السنتين الأخيرتين من عمره يمهد الطريق لتسليم نجله ماجد عباءة الزعامة وكان يعتقد ان زواجه من بشرى سيكرسه زعيماً للشيعة دون منافس خصوصاً ان القطب الكبير الآخر في زعامة الشيعة هو خال ماجد الرئيس كامل الأسعد..أما وقد فشل في عقد هذه الزيجة فقد كان على صبري حمادة أن يبقى على إظهار وده القلبـي الحقيقي مع ابنه الذي كان يرى فيه شخصيته وكان حريصاً على استقلالية قراره والتصرف وفق قناعاته الخاصة، مقدماً إياها فوق أي اعتبار حتى لو كان زواجه من ابنة حاكم سورية ولبنان حافظ الأسد.

لذا عندما تسلم صبري حمادة وزارة الزراعة في حكومة الرئيس تقي الدين الصلح، اثر انتخاب الرئيس كامل الأسعد رئيساً لمجلس النواب خلفاً لحمادة، اتفق زعيم البقاع مع الرئيس سليمان فرنجية على تعيين نجله ماجد مديراً عاماً للاستثمار في لبنان، فجاء ماجد من أميركا لتولي هذه الوظيفة الكبيرة ومرة أخرى يروي راشد حمادة لـ((الشراع)) كيف تبلّغ شقيقه ماجد هذا القرار فيقول:
((كان ماجد سافر إلى أميركا لمتابعة دراسته في جامعة جورج تاون في واشنطن، وكانت علاقته على غير ما يرام مع والده بسبب اتهامه له بالتراخي مع أخيه الآخر علي الذي كان يختلف مع ماجد في أمور عديدة..
يبلغني والدي – الكلام لراشد – انه اتفق مع الرئيسين سليمان فرنجية وتقي الدين الصلح على تعيين ماجد في هذه الوظيفة الادارية الكبيرة والمستحدثة في لبنان، طالباً مني أن أتصل هاتفياً بماجد في أميركا لزف التعيين له.. فاتصلت بشقيقي الأكبر أبلّغه الأمر فلم يصدقني قائلاً لي: انت تكذب عليّ وأنا سأبقى هنا لأتابع دراستي.. عندها قلت لماجد: بابا يريد أن يكلمك فناولت السماعة للوالد الذي ما ان بدأ حديثه مع ماجد، حتى أجهش بالبكاء وكذلك سمعت عبر السماعة ان ماجد يبادله المشاعر الجياشة.. بكاء)).

رحل صبري حمادة في ك2/عام 1976.
تزوج ماجد من ليلى الصلح بعد شهرين أي في آذار من العام نفسه وبدأ اضطهاد السوريين لماجد منذ ذلك التاريخ حتى مات قهراً كما يعتقد كثيرون في 19 ت2/نوفمبر عام 1994.
المصدر: مجلة الشراع اللبنانية

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية