الاثنين، مايو 30، 2011

ثوار حماه السورية: "جاي دورك يا نصر الله .."


قالت تقارير صحافية إن مدينة حماه السورية الواقعة على بعد 210 كلم شمال العاصمة دمشق، تشهد ما يمكن وصفه بـ "معرض للشعارات" على جدار مبنى المحافظة وسط المدينة، في تحدٍّ كبير للسلطات.
وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن ثوار حماه كتبوا على جدار مبنى المحافظة أسماء ثلاثة مسؤولين بعثيين اتُّهموا بالتآمر على شباب حماه.
كما كتب الثوار شعارات متنوعة من قبيل: "يسقط الاحتلال الأسدي" و"ويبقى الشعب.. حماه لن تنسى 50 ألف شهيد 1982" و"الشعب يصنع ثورته.. كلنا نكره بشار وعائلته".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الأبرز في تلك الشعارات كان حصة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله من الاستياء السوري، وبالأخص بعد خطابه الأخير الذي أعلن فيه دعمه للنظام السوري"، حيث كان من ضمن ما كتب بالعربية والإنكليزية والفارسية: "جاي دورك يا نصر الله.. يسقط النظام الإيراني والنظام السوري".
وكان المتظاهرون في مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية قد أحرقوا يوم الجمعة الماضي صور "حسن نصر الله" زعيم حزب الله الشيعي الذي أغضب خطابه المناصر للأسد المحتجين في "جمعة حماة الديار".
الشيخ عدنان العرعور:
وفي السياق ذاته، قالت "الشرق الأوسط" إنه برز هذا الأسبوع اسم الشيخ عدنان العرعور، ابن مدينة حماه، كأحد أهم محركي الاحتجاجات في الشارع السوري، حيث كان لافتا يوم "جمعة حماة الديار"، وليلة الخميس السابقة له، تلبية دعوة الشيخ إلى التكبير على أسطح المنازل؛ مما يشير إلى حجم الدور الكبير الذي يلعبه الشيخ العرعور في تحريك المظاهرات، من خلال قناة "وصال" الدينية التي تتهمها السلطات السورية بممارسة التحريض ضد النظام.
وتقول الصحيفة إنه "في حمص ومن ثم في حماه، وحتى قرية الحراك في درعا، كان الهتاف: "يا لحراك كبري وثوري كله لعيون الشيخ العرعور.. لعيون سوريا الحرة". وفي حماه هتف المتظاهرون: "ثورتنا عال العال.. شكرا شكرا يا وصال".
ولم ينس المتظاهرون كذلك الإشارة إلى الدور التركي في هتافاتهم، فرددوا: "بالعربي بالتركي.. بشار رايح يبكي".
مجزرة حماه:
ومجزرة حماة، المشار إليها في الشعارات السابقة، هي أوسع حملة عسكرية شنها النظام السوري ضد المعارضة في حينه. وأودت بحياة عشرات الآلاف من أهالي مدينة حماة. وبدأت المجزرة في 2 فبراير عام 1982 م واستمرت 27 يوماً؛ حيث قام النظام السوري بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكرياً, وارتكاب مجزرة مروعة راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين من أهالي المدينة. وكان قائد تلك الحملة العقيد رفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ الأسد.
وتشير التقارير التي نشرتها الصحافة الأجنبية عن تلك المجزرة إلى أن النظام منح القوات العسكرية كامل الصلاحيات لضرب المعارضة وتأديب المتعاطفين معها. وفرضت السلطات تعتيماً على الأخبار لتفادي الاحتجاجات الشعبية والإدانة الخارجية.
وتطالب المنظمات الحقوقية بتحقيق دولي مستقل في أحداث حماة، ومعاقبة المسؤولين عن المجزرة التي تعتبر الأعنف والأكثر دموية وقسوة في تاريخ سوريا الحديث.
وجاءت أحداث مجزرة حماه في سياق صراع عنيف بين نظام الرئيس السابق حافظ الأسد وجماعة الإخوان المسلمين التي كانت في تلك الفترة من أقوى وأنشط قوى المعارضة في البلاد.
واتهم النظام حينها جماعة الإخوان بتسليح عدد من كوادرها وتنفيذ اغتيالات وأعمال عنف في سوريا من بينها قتل مجموعة من طلاب مدرسة المدفعية في يونيو 1979 م في مدينة حلب شمال سوريا.
ورغم نفي الإخوان لتلك التهم وتبرّئهم من أحداث مدرسة المدفعية فإن نظام حافظ الأسد حظر الجماعة بعد ذلك وشن حملة تصفية واسعة في صفوفها، وأصدر القانون 49 عام 1980 م الذي يعاقب بالإعدام كل من ينتمي لها.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية