الاثنين، مايو 09، 2011

وهاب يستنجد بالفاتيكان لإنقاذ الأسد وإلا "راحت" على المسيحيين في الشرق



وجّه وئام وهاب رسالة الى السفير البابوي في بيروت غابريال كاتشيا ،يطالبه فيها بتدخل الفاتيكان لحمابة النظام السوري، على اعتبار أن سقوط هذا النظام من شأنه أن يتسبب بنهاية المسيحيين في الشرق.
وقال وهاب: إنه، لا يقبل أن يبقى في منطقة لا مسيحيين فيها.
وجاء في الرسالة التي نشرتها "الجمهورية" هذا الصباح الآتي:
سعادة عميد السلك الدبلوماسي في لبنان السفير البابوي غابريال كاتشيا السامي الاحترام،تحية المحبة والصداقة وبعد،ليس الفاتيكان بالنسبة إلينا دولة لها جيوش وقوات عسكرية بمقدورها أن تشعل حروبا وتحسم أخرى، لكن للكرسي الرسولي قوة معنوية وروحية تفوق ذلك بكثير، لذا ننظر نحن اللبنانيين والعرب المشرقيين خصوصا، إلى الفاتيكان كلما تهدّدت أوطاننا الأخطار.سعادة السفير، مخاوفنا هذه الأيام كثيرة، وأكبرها الآتي من سوريا وهي الدولة العلمانية الوحيدة المتبقية في هذه البقعة من العالم، تحفظ مواطنيها كمواطنين في معزل عن انتماءاتهم الطائفية، وتشعر كل طوائفها بالأمان وتتمتع بحرية ممارسة شعائرها الدينية بلا خوف، وهي البقعة الوحيدة في هذه المنطقة التي لا تزال المسيحية والإسلام يتعايشان فيها بسلام.سعادة السفير، بعض الدول الأوروبية تتصرف بغباء لا حدود له حيال ما يحصل في سوريا اليوم، تمارس ضغوطا غير منطقية على سوريا كي تستسلم لبعض الظلاميين الذين يريدون إعادة سوريا مئات السنين إلى الوراء عبر فرض قوانينهم على الناس.بعض الدول الأوروبية تتصرف وكأن في سوريا ثورة يقودها مثقفون ومبدعون ورواد تغيير حقيقيون، وليس مجموعات من المتطرفين الذين يريدون أن يجعلوا من سوريا عراقا آخر.سعادة السفير، لا أخفيك أن لدي عقدة الأقلية التي اضطُهدَت تاريخيا عبر ممارسات متعصبة وسكنَت الجبال والأودية هربا من الظلم، ولا أريد أن يتكرّر معي ما حصل مع أجدادي. ولا أخفيك أنني لا أستطيع أن أبقى في هذه المنطقة إذا ما غادرها المسيحيون، ولا شيء يمنعهم من المغادرة إذا "تعَرقَنت" سوريا وبالتالي "تعَرقن" لبنان.لا أخفيك أن وجودي كدرزي يتعزز، إذا ما استمر الوجود المسيحي في هذه البقعة من الأرض، وبصراحة أقول لك إننا خائفون من هذه الكذبة التي يسميها البعض الديمقراطية، والتي هجّرت مليون مسيحي عراقي لن يعودوا إلى بلادهم، وقتلت أكثر من مليون مسلم في بلاد الرافدين.سعادة السفير، ليس لدى الدول عواطف أو حسابات إنسانية، لكن المسألة لدى الفاتيكان مختلفة، والأمن والأمان في بلاد الشام حيث تتعايش الأقليات الدينية مسألة تعني الفاتيكان أكثر مما تعني بعض الدول التي لا تحسب إلا حساب مصالحها.سعادة السفير، وعليه، أملنا في أن يبادر الفاتيكان إلى المساعدة في وضع حَدّ لغباء بعض الدول الأوروبية التي تعتقد أنها بتقويض النظام في سوريا، تكون قد عزّزت الديمقراطية، بينما الواقع يشير إلى أن ضرب سوريا سيفتح الجحيم في المنطقة بكاملها، ويلغي وجود أقليات تعيش فيها منذ ألفي عام.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية