الأربعاء، يونيو 01، 2011

أي عار سيأخذه هولاء الطغاة معهم حين تدق ساعة الرحيل؟

محمد قياتي


أي عار سيأخذه هولاء الطغاة معهم حين تدق ساعة الرحيل ، وأي لعنات ستطاردهم أينما ذهبوا ، جزاء لما ترتكبه أيديهم الملطخة بدماء أبناء الشعب السوري ، الذي هب للدفاع عن كرامته ومستقبل وكرامة الوطن ، إن الجريمة التي ترتكب اليوم في سوريا هي جريمة مخذية بكل ما تحمله كلمة الخزي من معني ، وإن فتح نيران الدبابات علي شعب أعزل هو عار لا يعادله عار ، والتاريخ لن يغفر للمستبدين المتشبثين بكراسي الحكم جريمة قتل الأبرياء .


إن المراقب للوضع السوري يهوله ما يجري على أرض المعركة الغير متكافئة القائمة بين النظام المدجج بالسلاح والعتاد وعقيدة القمع والقتل العشوائي وبين الشعب الأعزل المدجج بالوطنية والإرادة المتنامية والحراك السلمي لتحقيق تطلعاته فيما يصبو إليه من الحرية والكرامة المهدورة.

الإفرازات التي تمخضت عنها تلك المسيرات والتظاهرات السلمية عديدة منها محلي يختص بالشأن السوري الداخلي ومنها ما أصاب دول الجوار ومنها ما أصاب القوى التقدمية والحركات الإسلامية التي كانت ولوقت قريب تنضوي تحت مظلة نظام كان دائماً يصف نفسه بدولة الممانعة والمقاومة والعداء لإسرائيل وتلك الأدبيات التي طالما تغنى بها النظام البعثي في سوريا كانت بلا شك الشرك الأمثل لاحتضان تلك القوى الوطنية والتقدمية وجعلها أوراق للمساومة على طاولة قمار الشعوب وتطلعاته.

التصريحات المتوالية من قبل المقربين للنظام منهم أثارت العديد من آيات الدهشة ، تلك التصريحات التي نقضت غزل بيت النظام القائم دون شك على قوانين جائرة بحجة أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، ولكن المذهل والمؤسف والمخزي أن النظام حين قرر دخول المعركة لم يدخلها ضد العدو القابع في الجولان ، لكنه دخلها ضد شعب أعزل خرج ليطالب بالحرية.

هذا النظام الذي أصابه الارتباك والهلع منذ الدقائق الأولى للانتفاضة بعدما ظن أن الشعب السوري بمنأى عن أية تأثيرات تصيبه وخاصة من دول المنطقة، وكأن الشعب السوري لا يمت إلى أُمته العربية بصِلة، وبأنه محصن ضد تلك الانتفاضات المتوالية التي تطالب بالحرية والكرامة، وبدل أن يفي النظام بوعوده التي قدمها منذ 11 عاماً ببرنامج إصلاحي سياسي واقتصادي وإعلامي يواكب التطلعات المرجوة نراه على النقيض من ذلك فكان نصيب الشعب السوري المزيد من القمع والاعتقال والقتل بحجج واهية لا يقبلها منطق ولا عقل.

لقد نأت معظم القوى السياسية العربية بنفسها عما يدور في سوريا وخاصة بعد تخبط الإعلام الرسمي السوري في كيل الاتهامات.

النظام السوري ومن خلال فضائيته وسياسِيه يتهم رفاق الأمس بالعمالة والخيانة، لقد ذكرني النظام السوري يومئذ بسياسة سيئ الذكر بوش الابن ومقولته المبطنة "من ليس معنا فهو ضدنا وبالتالي عدونا"، مقولة أصبحت قاعدة سياسية لأميركا تتعامل مع بها الدول الأخرى أو بالأحرى تهددها بها، وهذا بالضبط ما يقوم به النظام السوري ، فقد إتهم النظام السوري جميع القوى الثورية والديمقراطية في الوطن العربي ورجال الفكر والعروبة بالعمالة لإسرائيل وأمريكا والسعودية وقطر كما اتهم الشعب السوري بالعمالة للسعودية وقطر وللحريري، فإلى أين تصب الأمور؟ وإلى أية خانة تتجه بعد التصعيد المستمر من قبل الشعب الرافض للعودة إلى بيت الطاعة .

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية