الجمعة، يوليو 29، 2011

القوى الإسلامية في صيدا ترفض أن تكون المدينة صندوق بريد إقليمي ودولي


مرة جديدة تضرب يد الإرهاب جنود القوات الدولية في قلب مدينة صيدا بعد أن كانت في السابق تكتفي بالاعتداء عليها عند تخوم المدينة الشمالية، وللمناسبة الاستهداف يطال فقط القوات الايطالية والفرنسية وكان سابقاً قد ضرب القوات الاسبانية، وهي جميعها قوات أوروبية عاملة ضمن القوات الدولية وتتخذ حكوماتها مواقف متشددة من ارتكابات نظام الأسد في سوريا، وقد تعرضت سياساتها مرات عديدة لانتقادات وتحذيرات على لسان بعض المقربين من هذا النظام وحلفائه، ورغم أن البعض يصرح علناً بعبارات وتصريحات عالية النبرة بحق القوات الدولية إلا أن القوى الأمنية والقضائية لا تحرك ساكناً وهذا ما أوردته جريدة السياسة الكويتية:( قالت المرجعية الروحية لـ"السياسة" إن "التهديدات التي أطلقها وئام وهاب القريب جدا من "حزب الله" وسورية وإيران ضد القوات الدولية في جنوب لبنان في حال وصول أصابع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إلى أعناق مسؤولين في "حزب الله" أحدثت موجة من الاستياء العارم في العواصم الأوروبية المشاركة في هذه القوات التي يخاطر ضباطها وجنودها بأرواحهم للحفاظ على امن سكان الجنوب من أي اعتداءات إسرائيلية, وان مسؤولين في تلك العواصم كرروا أمامي عبارة "الانسحاب" أكثر من مرة إذا تزايدت حملات التهويل والتهديد على يونيفيل من الجماعات الإيرانية والسورية)"..ومع ذلك ينبري البعض محاولاً اتهام أو الإشارة إلى مجموعات أصولية إسلامية بارتكاب هذه الجرائم، والتلميح إلى مخيم عين الحلوة واللاجئين الفلسطينيين كمتهمين محتملين باعتبار أن مدينة صيدا بؤرة محتملة، ومخيم عين الحلوة خارج عن السيطرة، فقد أوردت إحدى الصحف مما يشير إلى هذا الأمر وهذا نصه: (وتؤكد المصادر أن هذا يعني أن المجموعة التي تولت التفجير كانت تمتلك الوقت الكافي للإعداد إضافة إلى اقترابها من محيط منطقة مخيم عين الحلوة وتوغلها من عمق مدينة صيدا نفسها).

وخلال الاعتداء السابق الذي طال القوات الإيطالية عند مدخل صيدا الشمالي أوردت إحدى الصحف ما يلي: (وذكرت معلومات أذاعتها قناة otv مساء أمس أن السلطات المعنية أوقفت عددا من المشتبه بهم في التفجير الذي استهدف اليونيفيل وهم من الجنسية الفلسطينية)...وكان مصدر أمني قد صرح في( 28 أيار/مايو 2011 كشف مصدر امني لإذاعة "صوت لبنان، صوت الحرية والكرامة" أن أسلوب الذي استهدف دورية لليونيفيل أمس يشبه التفجير الذي استهدف القوة الاسبانية منذ سنتين، مشيرا إلى أن إمكانية تورط جهات سلفية بالتفجير).

وكانت صحيفة النهار قد أوردت في: (28 أيار/مايو 2011، ذكرت مصادر دبلوماسية لصحيفة "النهار" أن "حادث اليونيفيل يوحي بأن مسلسل الرسائل إلى الأوروبيين، والذي بدأ مع خطف السياح الأستونيين السبعة في آذار الماضي إلى تصاعد. ولفتت في هذا الإطار إلى أن "العقوبات الأوروبية التي اعتمدت حديثا في حق الرئيس السوري بشار الأسد تزامنت مع تهديد سوري بأن الأوروبيين "سيندمون" على خطوتهم هذه")... من هنا كان لا بد من لقاء احد المسؤولين والناشطين الإسلاميين في المدينة وسؤاله عن رأيه ورأي القوى الإسلامية اللبنانية والفلسطينية فيما يجري من استهداف للقوات الدولية وبالتحديد في مدينة صيدا ومحيطها فكان تعليقه على الشكل التالي:


- إن القوى الإسلامية وعلى اختلاف تنوعها وانتماءاتها وتسمياتها بعيدة كل البعد عن ممارسة أي شكل من أشكال العنف أو الأعمال الإرهابية بحق القوات الدولية وسواها.


- إن القوى الإسلامية في مدينة صيدا، اللبنانية منها وبعض القوى الفلسطينية، تمارس اليوم عملاً دعوياً واجتماعيا وتربوياُ لا غير، بعد أن تم منعها من ممارسة العمل المقاوم إبان حرب المخيمات التي قادتها حركة أمل بقيادة بري، وبعد أن سيطر حزب الله على ساحة المقاومة في الجنوب اللبناني بقرار إقليمي سوري وإيراني وبرعاية رسمية لبنانية، وبالتالي لا مشكلة بين القوى الإسلامية والقوات الدولية ولا نرى في تواجدها أي عائق يمنع القوى الإسلامية من ممارسة العمل الجهادي، لأن العائق الأساسي والمانع الحقيقي هو القرار السياسي لحزب الله وحركة أمل والتعبئة الشعبية التابعة لهذا الفريق، والاستثناء الوحيد هو ما جرى مؤخراً خلال ذكرى التقسيم يوم 25/5/2011، حين سمح لبعض القوى الفلسطينية المتعاونة مع حزب الله وسوريا بالوصول إلى الشريط الفاصل بين حدود فلسطين المحتلة ولبنان من قبل القوى الأمنية الرسمية برعاية مباشرة من حزب الله وحركة أمل وبواسطة باصات سورية، ومن ثم تم منع هذه القوى وبقرار من نفس الجهات والهيئات والمؤسسات الحزبية والرسمية من الوصول إلى نفس الساحة في مارون الرأس في ذكرى النكسة الواقع في 5/6/2011، وهذا خير دليل للإشارة إلى الجهة التي تمارس السلطة الفعلية في الجنوب اللبناني من حيث المنع والسماح في آن واحد..


- إن من الملفت للنظر بل من المسيء ما يمارسه إعلام وقيادات سياسية من هذا الفريق بالتلميح دائماً وعقب كل حادثة اعتداء إلى أن قوى إسلامية أصولية هي وراء كل عدوان واستهداف تتعرض له القوات الدولية، وكأن هناك مشكلة بين الإسلاميين والقوات الدولية، مع أن وسائل الإعلام هذه غالباً ما تتحدث عن تهديدات سياسية، وعن مشاكل وقلاقل وتعديات واعتداءات واستهدافات من قبل (الأهالي) في الجنوب بحق القوات الدولية، ويبدو أن من يقوم بهذه الممارسات في مدينة صيدا وعلى تخومها يهدف إلى اتهام صيدا وأبنائها ومخيماتها بما لا علاقة لهم به، ولإبعاد الأنظار عن المتهم الحقيقي والمستفيد الفعلي من هكذا تصرفات وممارسات عدوانية..


- يتابع المصدر إن معظم القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة لا ترى في ممارسة أعمال من هذا النوع أي مصلحة مطلقاً بل تراها خدمة للعدو المحتل والسياسة الأميركية التي تستهدف إشعال الفتنة في المنطقة..أما القوى الإسلامية في مدينة صيدا وعلى اختلاف تنوعاتها فهي لا تمتلك السلاح ولا البنية المسلحة بعد أن قامت بتسليمه عقب اتفاق الطائف، وخير دليل على هذا ما جرى حين اجتاحت جحافل أمل وحزب الله مدينة صيدا في السابع من أيار/مايو عام 2008، حين ناشدت القوى الإسلامية السلطة الرسمية القيام بدورها ولم تلجأ للسلاح رغم الاعتداء على المدينة وأهلها. فالقوى الوحيدة التي تملك السلاح علناً وتملك هيكلية تنظيمية وبنية عسكرية في مدينة صيدا ومحيطها هي قوى الثامن من آذار/مارس، أي حزب الله وحركة أمل وحلفائها من القوى المتواجدة داخل المدينة وفي محيطها، وإذا كنا لا نتهم أحداً بعينه فإننا نرفض الزج باسمنا ولو كان من باب الاتهام الافتراضي لما له من إساءة واستهداف في آن معاً. ونترك للقضاء والتحقيق المهني الذي تجريه القوى القضائية والأمنية مهمة كشف الفاعلين بعيداً عن الاتهام الإعلامي والافتراضي والتسييس الذي يمارسه البعض مواربةً عبر الإعلام المأجور وشاشات التلفزة والتصريحات المفبركة، ونتمنى أن تشارك فرق التحقيق الدولي في هذا الأمر للاستفادة من خبرتها ومهنيتها..


- لقد تعرضت القوى الإسلامية وعلى امتداد سنوات لحملات قمع واعتقال تعسفي طال المئات من أبنائها لأعوام دون مبرر، بل لمجرد الشك والتشهير وحاول البعض من قوى 8 آذار/مارس، استغلال هذا الأمر إعلامياً لتظهير أن القوى لإسلامية هي تكفيرية ومرتبطة بسياسة خليجية وأميركية وأحياناً صهيونية، تستهدف الأقليات الدينية وتملك مشروع إقامة إمارات ودويلات وهذا غير صحيح البتة، واليوم بعد أن تم الإفراج عن البعض بعد سقوط التهم، يحاول الإعلام عينه التحدث عن المظالم التي تعرض لها هؤلاء الإسلاميين في استغلال رخيص ومرفوض، والمؤسف أن من أفرج عن المتهم الفعلي بقتل الطيار سامر حنا، وبكفالة مالية بعد أشهر من اعتقاله، هو من أطال أمد اعتقال هؤلاء الإسلاميين سنوات لمجرد الشبهة ودون مبرر قبل أن يفرج عنهم في توقيت سياسي مناسب..


ويتابع المصدر المسؤول قوله بأن سياسة الاتهام المتبعة بهذا الشكل العشوائي تعمق حدة الخلاف وتزيد من الانقسام العامودي بين مكونات الكيان اللبناني وتحفز حالة القلق لدى أبناء المخيمات الفلسطينية لذا فإن على من يمسك بزمام الأمور أن يتنبه لما يقوم به وما قد تؤدي إليه سياساته هذه، ويضيف المصدر قائلاً إن القوى الإسلامية في مدينة صيدا التي صبرت وتصبر على ما يحاك ضدها عند كل استحقاق وكل مناسبة، لن تصمت طويلاً على هذه الاتهامات والافتراءات وأبناء المدينة اليوم يطالبون فعالياتها بالضغط على القوى الأمنية والقضائية لتفعيل جهودها وكشف المتورطين والمرتكبين مهما علا كعبهم وبلغ شانهم حفظاً لأرواح وحياة اللبنانيين وأبناء المدينة والعابرين في شوارعها من المدنيين والعسكريين وختم المصدر قائلاً: لن يرضى أبناء مدينة صيدا بعد اليوم بان تكون مدينتهم صندوق بريد ترسل عبرها الرسائل المفخخة والدموية عبر الحدود بأسماء وهمية ومستعارة وبإطلاق اتهامات كاذبة وباطلة لتغطية المرتكبين الحقيقيين..


بقلم حسان القطب

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية