وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحافيين "لم نر أي مؤشر بعد على أن نظام الأسد يلتزم بتعهداته" بموجب الاتفاق الذي تم بوساطة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية والذي يقضي بانسحاب القوات السورية يوم الثلاثاء من المدن التي تشهد تمردا.
وبدورها عبرت الخارجية الأميركية عن "غضبها الشديد" بعد ورود أنباء عن شن القوات السورية هجوما على لاجئين سوريين على الجانب التركي من الحدود.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية فكتوريا نولاند في مؤتمر صحافي "ندين بشدة أي هجوم من النظام السوري على اللاجئين في الدول المجاورة ونحن غاضبون بشدة من تقرير اليوم".
وتابعت قائلة "إننا نضم صوتنا إلى صوت الحكومة التركية في دعوة النظام السوري إلى الوقف الفوري لإطلاق النار"، مشيرة إلى أن "الحادث هو مؤشر آخر على أن نظام الأسد لا يبدو مستعدا بتاتا للوفاء بالالتزامات التي قطعها لكوفي أنان".
وقد تصاعد التوتر بين تركيا وسورية بعد إطلاق النار عبر الحدود الذي أدى إلى إصابة ستة أشخاص في مخيم للاجئين السوريين قبل يوم من زيارة مرتقبة لأنان.
وكان اشتراط دمشق الأحد "ضمانات مكتوبة" من المعارضة ودول عربية إسلامية لوقف العنف قد أثار شكوكا حول نجاح خطة المبعوث الدولي والعربي.
الجيش الحر ملتزم بوقف العنف
يأتي هذا بينما أكدت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل يوم الاثنين "الالتزام التام" بمبادرة أنان و"البيان الرئاسي لمجلس الأمن".
وقالت القيادة في بيان "إننا كطرف مدافع عن هذا الشعب الأعزل، نعلن عن وقف إطلاق نار ضد جيش النظام ابتداء من صباح العاشر من أبريل/نيسان الجاري"، مضيفة "سنحافظ على هذا الوعد إذا واظب النظام الالتزام ببنود المبادرة".
من جهتها دعت بكين، التي تعد حليفا أساسيا لدمشق، الحكومة السورية والأطراف المعنية إلى "احترام التعهدات بوقف إطلاق النار وسحب القوات من المدن"، داعية الأسرة الدولية إلى "الصبر" و"إعطاء أنان المزيد من الوقت".
وتدعو خطة أنان التي وافق عليها الأسد إلى وقف القتال تحت إشراف الأمم المتحدة، وسحب القوات الحكومية والأسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات، والإفراج عن المعتقلين على خلفية الأحداث والسماح بالتظاهر السلمي.
نداء أخير
من ناحيته وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الاثنين "نداء أخيرا" إلى النظام السوري لوقف الهجمات على المدنيين.
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نسيركي إن "الأمين العام كرر الطلب من الحكومة السورية أن توقف فورا أعمالها العسكرية التي تستهدف المدنيين واحترام الالتزامات التي وعدت بها المبعوث الخاص كوفي أنان".
وأدان بان "بقوة" إطلاق النار عبر الحدود مع تركيا ولبنان انطلاقا من سورية يوم الاثنين.
وكان التوتر قد تفاقم يوم الاثنين على الحدود التركية السورية حيث أدى إطلاق نار من الأراضي السورية للمرة الأولى إلى ايقاع جرحى على الأراضي التركية، في حادثة أثارت غضب أنقرة عشية زيارة لكوفي أنان.
وقالت وكالة أنباء الأناضول نقلا عن محافظ كيليس جنوب شرق تركيا يوسف اوداباش إصابة أربعة لاجئين سوريين وعاملين في مخيم للاجئين قرب كيليس "برصاصات واردة من الجهة الأخرى من الحدود" في أول حادثة من نوعها منذ انطلاق الاحتجاجات ضد نظام دمشق في مارس/آذار 2011.
كما قتل مصور صحافي لبناني يوم الاثنين على الحدود اللبنانية السورية "بعد إطلاق النار من الجيش السوري" على سيارة تلفزيون الجديد اللبناني.
التطورات العسكرية
ميدانيا، تواصلت يوم الاثنين العمليات العسكرية والأمنية للقوات السورية النظامية والاشتباكات مع المنشقين في عدد من المناطق السورية على نحو أسفر عن مقتل 43 مدنيا و12 من القوات الموالية للنظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وذلك عشية انتهاء مهلة أنان لوقف العنف.
وتتعرض بلدة كفرزيتا في ريف حماة لقصف من مروحيات القوات النظامية بحسب ما أفاد به ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر المرصد في بيان أن ذلك يجري فيما "تشتبك القوات النظامية على الأرض في بلدة كفرزيتا مع مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة، وذلك بعد محاصرة القوات النظامية لمستشفى البلدة الذي نقل إليه جرحى وشهداء من بلدة اللطامنة".
وقال إن 35 شخصا قد قتلوا في بلدة اللطامنة يوم الاثنين جراء قصف للقوات السورية بينهم 15 طفلا وفتى دون الـ18 عاما وثماني نساء، وذلك في هجوم جاء بعد يومين على مقتل 27 شخصا في البلدة نفسها بنيران الجيش النظامي.
من جهة أخرى، نددت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان يوم الاثنين بتنفيذ القوات السورية النظامية "إعدامات خارج القانون" خلال الأسابيع الأخيرة.
وتشمل الأحداث التي ذكرتها المنظمة بتفاصيلها إعدام ما لا يقل عن 85 مدنيا، بينهم 25 رجلا قتلوا خلال عمليات تفتيش في الثالث من الشهر الماضي في حمص، و13 آخرين قتلوا في مسجد بلال في 11 مارس/آذار في ادلب، و47 شخصا على الأقل معظمهم من النساء والأطفال قتلوا في عدة أحياء من حمص أيضا يومي 11 و12 مارس/آذار الماضي.
وتقول الأمم المتحدة إن قرابة عشرة آلاف شخص قد لقوا مصرعهم في سورية على مدار أكثر من عام من الاحتجاجات غير المسبوقة ضد نظام بشار الأسد الذي يحكم سورية منذ 12 عاما وتصدى بالقوة العسكرية لقمع التظاهرات التي عمت أنحاء متفرقة من البلاد.
0 comments:
إرسال تعليق