وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الديوانية كريم زغير للصحافيين إن "مسلحين مجهولين هاجموا فجر الإثنين بقنابل يدوية مقر حزب الاتحاد الوطني الأكرادستاني في منطقة حي الزوراء بشمال الديوانية، ما أسفر عن إلحاق أضرار مادية ببناية المقر من دون تسجيل اصابات بشرية".
وأضاف ان "قوة أمنية سارعت الى اغلاق منطقة الحادث وفتحت تحقيقا في ملابساته، كما منعت المدنيين من الإقتراب منه".
ويأتي هذا الحادث بعد مضي 3 ايام على مهلة الأسبوع التي حددها ائتلاف "أبناء العراق الغيارى" الذي أسس فوج "9 بدر" من منظمة بدر التي انفصلت عن المجلس الاسلامي الاعلى لجميع الأكراد في بغداد والمناطق ذات الغالبية العربية لمغادرتها.
وتأتي تصريحات ائتلاف "أبناء العراق الغيارى" أثر تفاقم الخلافات السياسية بين حزب الدعوة الاسلامي الحاكم الذي يرأسه رئيس الوزراء نوري المالكي والاحزاب الكردية في شمال العراق.
وسبق وان وصف رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني المالكي بانه يتجه بالعراق الى كارثة، محذرا من العودة الى الديكتاتورية، والاستئثار بالسلطة في كل مرافق الدولة.
وراى انه يجري حاليا "تهميش الجميع، وكأنه تم اسقاط النظام الجديد في العراق على يد شخص، فيما الباقون يعيشون على مكرمات القائد الجديد".
واعلن البارزاني الذي يقوم حاليا بزيارة الى الولايات المتحدة انه "عندما اعود الى كردستان، سادعو الى اجتماع كل القادة العراقيين (...) لدراسة الوضع بمسؤولية، وليس للمجاملة او ايجاد حلول وقتية او مسكنات للأزمة".
وتابع "اما حلول جذرية، واما كل واحد يعرف طريقه (..) يجب ان يكون اللقاء جديا وحاسما، واذا لم يستجيبوا، فثمة حديث آخر".
وفي جوابه عن سؤال حول احتمال رفض المالكي حضور الاجتماع اذا تم وضع شروط، قال البارزاني "نريد اجتماعا لتفكيك الازمة، لاصلاح الوضع، الاجتماع ليس لمجرد الاجتماع، اذا رفض المالكي حضور الاجتماع لحل المشكلة، فنحن نرفض بقاءه في الحكم".
واوضح انه يجب "اما معالجة الوضع واما مواجهة وضع لا يمكن القبول به وفيه شخص واحد يستحوذ على كل مرافق الدولة ويتصرف وفق ارادته ويهمش الآخرين ثم يبقى رئيسا للوزراء، هذا غير مقبول على الاطلاق".
وردا على تصريحات البارزاني قال علي الموسوي المستشار الاعلامي للمالكي ان "التصريحات المتكررة لرئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني بخصوص تفرد المالكي بالسلطة تمثل تصعيدا غير مفهوم وهي مرفوضة شعبيا".
واضاف في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية "هناك تصعيد غير مفهوم من السيد مسعود البارزاني ومرفوض ولا يقبل به احد لا من للشعب العراقي ولا من غيره".
وشدد على ان "العديد من القيادات الكردية تتصل بنا وتبلغنا عن رفضها لمثل هذا التوجه الذي قد تستفيد منه اطراف اخرى لا تحمل نوايا طيبة للشعب العراقي او للشعب الكردي".
وكان الزعيم الكردي انتقد ايضا في اذار/مارس الماضي بشدة المالكي متهما اياه باحتكار السلطة وبناء جيش يأتمر بأوامره.
وقال البارزاني ان الشراكة التي سمحت بتشكيل حكومة وحدة وطنية ضمت حزبه وحزب المالكي اثر الانتخابات التشريعية في 2010 اضحت "غير قائمة تماما وفقدت كل معنى لها".
ويشكل النواب الاكراد نحو خمس البرلمان العراقي ويشغل الائتلاف الكردي المكون من حزبين خمس حقائب وزارية في الحكومة.
ووصف التحالف الأكرادستاني، ائتلاف أبناء العراق الغيارى بـ"العنصري والإرهابي"، وهدد برفع دعوة قضائية ضده وطالب بتوفير الحماية للاكراد.
وجدد أمين عام ائتلاف "أبناء العراق الغيارى" عباس المحمداوي مطالبته للاكراد بمغادرة المناطق العربية بالبلاد ومن ضمنها العاصمة بغداد، بينما نفت منظمة "بدر" التي يتزعمها وزير النقل هادي العامري في بيان أية صلة بهذا الإئتلاف مطالبة بمقاضاته قضائياً.
ودعا المحمداوي في تصريح إلى جعل دخول الأكراد إلى الأراضي العربية العراقية بتأشيرة (فيزا) وان عليهم جميعاً مغادرة بغداد وأي ارض عربية داخل العراق.
وشدد على ضرورة معاملة الأكراد في بغداد كما يعامل العرب في إقليم كردستان.
وكان تجمع "داعمون" للتغيير الأكرادي، طالب النواب الأكراد بمقاضاة أمين عام ائتلاف أبناء العراق الغيارى عباس المحمداوي بتهمة الإرهاب لتهديده بقتل الأكراد في المناطق العربية.
وطالب التجمع "الحكومة باتخاذ إجراء صارم بهذا الخصوص"، لكنه حذر في الوقت نفسه "جميع الأطراف من المساس بـكرامة الأكراد".
وأكدت منظمة بدر التي تأسست في ايران أبان حربها مع العراق ويتزعمها هادي العامري وزير النقل على لسان المتحدث باسمها قاسم الأعرجي، أن عباس المحمداوي لا يرتبط بها لا من قريب ولا من بعيد، مؤكدة انها لا تمتلك اي تشكيل مسلح، وطالبت القوات الأمنية بملاحقة مثيري الفتنة والحقد بين مكونات الشعب العراقي.
من جانبه رد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على تهديدات ائتلاف ابناء العراق الغياري ان حكومته مسؤولة عن امن مواطنيها، وانها لن تسمح بالتجاوز على حقوقهم بغض النظر عن انتماءاتهم.
وطالب امين عام تجمع "داعمون للتغيير" محمد الافندي النواب الاكراد بمقاضاة امين عام ائتلاف ابناء العراق الغيارى عباس المحمداوي بتهمة الإرهاب على خلفية امهاله الأكراد اسبوعا واحدا لمغادرة المناطق العربية او القيام بقتلهم .
وقال الأفندي في بيان "اطلعنا على بيان صادر من قبل مايسمى بـ فوج 9 بدر الذي كان المحمداوي قد اعلن في وقت سابق عن تاسيسه ، يمهل الاكراد الموجودين في العاصمة بغداد والمناطق العربية اسبوعا لمغادرتها واذا انتهت المهلة سوف يحملون السلاح بوجه الاكراد".
وأكد ان هذا السلوك مخالف للقانون والدستور، والجميع يعلم بأن مثل هذه الاصوات التي تهدد وتحاول تفتيت اللحمة الوطنية الموجودة بين الأكراد والعرب انما هي لاتمثلهم بشكل واقعي.
واضاف "بناءا على ذلك نطالب الحكومة العراقية بوضع حد لهذه المجاميع التي تحاول استهداف الأمن والاستقرار في البلد، سيما وان كل من يحرض على فتنة قومية يندرج سلوكه ضمن الارهاب".
ودعا الافندي الحكومة والبرلمان الى اتخاذ اجراء صارم بهذا الخصوص، مطالبا النواب الأكراد في البرلمان العراقي برفع دعوى قضائية على عباس المحمداوي والناطق باسم فوج 9 بدر، معتبرا اية قوة خارج التشكيلة الامنية تحمل السلاح فهي تعتبر مليشيا وخارجه عن القانون.
0 comments:
إرسال تعليق