وكانت حكومة أبوظبي قد فاجأت الأسواق الاقليمية والعالمية وخالفت التوقعات المتشائمة منتصف ديسمبر/كانون الأول 2009 بتوفير دعم مالي قدره عشرة مليارات دولار لصالح صندوق دبي للدعم المالي لتغطية بعض الالتزامات المترتبة على مجموعة "دبي العالمية" الحكومية.
"إكسبو 2020": دبي تعود لطموحاتها الكبرى
في تقرير بصحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية يقول روبيرت رايت "دبي تعود مرة أخرى إلى النمو السريع بفضل ارتفاع أسعار النفط، والمركز التجاري وقطاعات السياحة والتجارة".
ويتفق معه سيمون كير في نفس الصحيفة بالقول تحت عنوان "دبي تعود مرة أخرى لطموحاتها الكبرى"، "إذا كان هناك جانب إيجابي في أحلام دبي الكبيرة في البناء ـ التي كلفت هذه الدولة-المدينة جبلاً من الديون التي بلغت 110 مليارات دولار عندما انهارت أسعار العقارات ـ فهو أنها تتوفر الآن على أفضل بنية تحتية في المنطقة: مطارات متلألئة، مترو جديد وفنادق فاخرة".
ويضيف سيمون كير "وتأمل دبي، التي بدأت تخرج من حالة الركود التي عاشتها، في أن تعزز هذه المنشآت مكانتها كمركز تجاري لاستضافة معرض إكسبو الدولي لسنة 2020".
واختتم سيمون كير قائلا "الحكومة لم تكشف بعد عن الموعد الذي سيتم فيه الانتهاء من دار الأوبرا ومقدار تكلفتها أو من الذي سيدفع التكلفة".
وتقول صحيفة "كوريير" النمساوية، تحت عنوان "دبي تعود إلى حجمها الطبيعي"، أن الإمارة كانت عام 2009 على حافة الإفلاس. وترك خطر إفلاس دبي تأثيراً على كامل المنطقة وفي دبي بشكل أساسي حيث انخفضت أسعار العقارات بنسبة حتى 60 في المائة. وما أنقذها من ذلك هو حقنة مالية من أبوظبي".
وتضيف الصحيفة "لذا فإن طموح دبي كبير في العودة إلى مركزها الذي كانت عليه قبل الأزمة. ولذا رشحت دبي نفسها لاستضافة المعرض العالمي عام 2020 وتأمل في أن يكون ذلك حافزاً لقطاع البناء".
وتضيف دون ذكر قطر بالإسم "ومن المؤكد أن ذلك سيكون أكثر استدامة من الأبنية والمشاريع التي سيتم تنفيذها من أجل مونديال 2022" الذي فازت قطر بتنظيمه.
هيكلة الديون
أحدث علامة على أن دبي تتقدم في جهودها لتنظيم شؤونها المالية في أعقاب محنة الديون التي مرت بها "دبي العالمية" تتمثل في هيكلة ديون شركة "دبي انترناشيونال كابيتال" الاستثمارية.
فقد أفادت دبي انترناشيونال مؤخرا أن "دائنين وافقوا على تعديل شروط دين يقدّر بـ2.2 مليار دولار".
وأضافت في تقرير أوردته "الواشنطن بوست" و"الوول ستريت جورنال" الأميركيتين أن دبي القابضة، الشركة الأم لـ"دبي انترناشيونال كابيتال"، أكدت في بيان أن "مقرضين وافقوا على مد فترة السداد لتصبح خمس سنوات مقابل فائدة 2 في المائة وأنهم يمدّون إلى ثلاث سنوات شروط الفائدة القائمة لدين منفصل بقيمة 350 مليون دولار".
ونقلت الصحيفتان عن الرئيس التنفيذي لـ"دبي انترناشيونال كابيتال"، أحمد بن بياتن القول أن "إعادة هيكلة الدين يضع المجموعة على أسس مالية سليمة".
وتنهي إعادة الهيكلة هذه أكثر من عام من المفاوضات مع الدائنين.
بورصة دبي تستيقظ من نومها الطويل
كما أن دبي بدأت تتعافى من أكبر أزمة مالية تعرضت لها في تاريخها.
وكانت بورصة دبي حتى قبل أربعة أشهر تغط في نوم عميق، حيث انخفضت قيم الأسهم والتبادلات إلى مستوى عام 2004، لكن الوضع تغير الآن وتضاعف حجم التبادل ثماني مرات، وبالتالي تلقت أكبر دفعة تحصل عليها إحدى أكبر البورصات الأربعين في العالم.
وتنقل صحيفة "دي فيلت" الألمانية، اعتماداً على وكالة بلومبيرغ، أن زيادة في حجم التبادل وارتفاع في قيمة الأسهم في بورصة دبي "هي دلائل على تعافي اقتصاد دبي".
تشير تقديرات الحكومة إلى أن الاقتصاد سينمو هذا العام بنسبة تصل إلى 5 في المائة. وكان اقتصاد دبي قد سجل في العام الماضي كساداً بنسبة 2.4 في المائة.
أرباح موانئ دبي العالمية
أعلنت شركة "موانئ دبي العالمية"، إحدى أكبر مشغلات حاويات الموانئ في العالم، "أرباحا صافية بنسبة 67% تصل إلى 751 مليون دولار".
وتقول الشركة أن أرباحها الصافية، التي كانت مقارنة بعام 2010 تصل إلى 451 مليون دولار، "ارتفعت في الشهرين الأولين لعام 2012 بنسبة 11% على أساس سنوي"، وأعربت عن تفاؤلها حول فرص العام الحالي.
ويعلّق روبيرت رايت في الفاينانشيال تايمز قائلا إن "موانئ دبي العالمية أعطت بذلك دليلا لشروط الاستمرار القوية لملاك البنية التحتية للأسواق الصاعدة".
دبي المديونة لها أوبرالية
تقول جانيل زارا في موقع "أخبار الفنون" من نيويورك "أيام الرواج تعود إلى دبي بمتحف جديد ودار أوبرا وضاحية ثقافية قيد التنفيذ".
وتضيف "حتى لا تتفوق عليها أبو ظبي في خططها لبناء مركز متاحف يتكلف عدة مليارات من الدولارات أعلنت دبي عن قفزة هائلة إلى الأمام كمقصد ثقافي: بناء ضاحية متحف دبي الحديث للفنون ودار الأوبرا في نفس الوقت الذي تحول فيه منطقة القوز الصناعية إلى صف من القاعات الفنية".
وتوضح "منذ أربع سنوات، سقطت خطط دبي ضحية للانهيار المالي. وعلى الرغم من ديون الحكومة التي تقدر بمئة مليار دولار، أعلن المسؤولون أن المشروع "سيعزز دور الإمارات الصاعد باعتبارها المركز الثقافي للمنطقة".
أما هيوج توملنسون، فيقول في مقال مطول بصحيفة التايمز البريطانية "أثارت تطلعات دبي الأوبرالية الدهشة في أبوظبي التي قدمت إنقاذا لجارتها يصل قيمته إلى 15 مليار دولار في 2009 ولها مخططاتها في أن تكون على القمة كمركز ثقافي للمنطقة وتسببت تخفيضات التمويل في إبطاء تطوير المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، والتي تتكلف 27 مليار دولار، إلى ما يصل إلى ثلاث سنوات، مما يعطي لدبي الفرصة في أن تستغل ذلك وتسبقها".
ويضيف توملنسون قائلا "عندما انفجرت فقاعة طفرة البناء المجنونة في دبي في 2009، توقع كثيرون النهاية للإمارة الخليجية الصغيرة، لكن بعد ثلاث سنوات من التأديب، فإن المدينة تعيد اكتشاف تبخترها القديم".
الإمارات بلد المتناقضات
وتنوّه ألكسندرا كوغلان في شهرية "ذي آرتس ديسك" من لندن إلى أن الإمارات العربية المتحدة "دولة واحدة"، إلا أن إماراتها الـسبع - أبو ظبي، عجمان، دبي، الفجيرة، رأس الخيمة، الشارقة وأم القيوين – "تحتفظ بهوياتها الخاصة بها فضلا عن أشكال من التنافس المفيد".
وتتحدث الصحفية عما أسمته "بلد المتناقضات"، فتقول "على الرغم من أنها أرض قديمة كانت مأهولة منذ قبل الميلاد بـ5500 عام، إلا أن البلد لا يزال يعيش طفولته السياسية، حيث لم تتأسس الإمارات إلا في عام 1971".
وتضيف "وهي قادرة على كشف صور سخية للثروة المفرطة، رغم أنها تظل متشبثة في ذات الوقت بمبادئ الزهد الراسخة في الإسلام".
وتتابع "وعلى الرغم من أن أبو ظبي هي عاصمة الإمارات، إلا أنها ظلت مهمشة دوليا أمام السمعة الواسعة لدبي المجاورة. وفي حين أن تنمية دبي حدثت بشكل أسرع واستهدفت في مشاريعها السوق الاستهلاكية الراقية، تزداد تنافسية أبو ظبي عاما بعد عام وهي تأخذ الآن شكلا مختلفا على نحو ملحوظ. فرغم أنها تقدم نفس مواد الجذب كما دبي، إلا أن أبو ظبي تستثمر أيضا في تنميتها كوجهة ثقافية" لتصبح مركز جذب للسياح الدوليين.
دبي تستعيد بريقها السياحي
تظل دبي منطقة جذب سياحي، بل أصبحت وبشكل متزايد مكانا ترفيهيا يذهب إليه مشاهير كرة القدم وزوجاتهم.
لكن دبي كانت ولا زالت وجهة الكثير من السعوديين.
وتقول صحيفة "اليوم" السعودية إن دبي أصبحت وجهة الكثير من السعوديين، تلتها مباشرة كوالالمبور، وحلت جاكرتا في المرتبة الثالثة. واستحوذت دبي على النسبة العليا من السياح السعوديين خلال إجازة الربيع لاعتبارات عديدة، منها قرب المسافة بين المملكة والإمارات وتوفر عنصر الأمن".
وتضيف الصحيفة أن مليون سعودي ينفقون خمسة مليارات ريال خلال أسبوع واحد في دبي.
0 comments:
إرسال تعليق