الخميس، أبريل 12، 2012

البشير وكير يختاران الحرب

الخرطوم ـ اتهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير الخميس جنوب السودان بانه اختار "طريق الحرب" بينما اكد سالفا كير رئيس دولة الجنوب ان قواته ستتقدم الى منطقة ابيي المتنازع عليها اذا لم تخرج منها قوات الشمال.

وقال البشير للصحافيين في مطار الخرطوم في ختام زيارة رئيس النيجر يوسوفو محمدو للسودان ان "اخواننا في جنوب السودان اختاروا طريق الحرب تنفيذا لاجندات خارجية لجهات كانت تدعمهم اثناء الحرب الاهلية".

واضاف البشير ان "الحرب ليست في مصلحة جنوب السودان او السودان وللاسف اخواننا في الجنوب لا يفكرون في مصلحة السودان او جنوب السودان".

من جهته، قال رئيس جنوب السودان امام برلمان بلاده انه لن يأمر جيشه بالانسحاب من منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها التي استولى عليها الثلاثاء الجيش السوداني رافضا دعوات دولية بهذا المعنى.

وتأتي تصريحات كير غداة دعوات صدرت عن مجلس الامن الدولي والاتحاد الافريقي لسحب قوات جنوب السودان من هذه المنطقة الحدودية والنفطية. وقال "هذه المرة لن اصدر اوامر الى قوات (جنوب السودان) بالانسحاب من هجليج".

وفي 26 اذار/مارس استولت قوات جنوب السودان على حقول النفط في هجليج التي استعادها في اليوم التالي جيش الخرطوم.

وفي تلودي احدى مدن جنوب كردفان التي دار فيها قتال الاسبوع الماضي قال والي جنوب كردفان احمد هارون للصحافيين ان "كل انتاج النفط في هجليج توقف منذ وقوع الهجوم الثلاثاء"، موضحا ان "هذا التوقف سيكون لبعض الوقت".

واكد هارون لدى توقف طائرة تقل صحافيين في عاصمة ولاية جنوب كردفان كادقلي، ان "جيشنا يتعامل مع الموقف ونأمل في انهاء العملية خلال ساعات".

وفي بروكسل اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون ان احتلال جنوب السودان لمنطقة هجليج "غير مقبول". وقالت ان "القرار الذي اتخذته القوات المسلحة لجنوب السودان باحتلال هجليج غير مقبول اطلاقا".

وعبرت اشتون عن اسفها ايضا لقصف طائرات الخرطوم لاراضي في الجنوب، مؤكدة انها "تشعر بقلق عميق من تصاعد النزاع المسلح على الحدود" بين السودانين.

من جهة ثانية قال رئيس جنوب السودان للبرلمانيين انه اكد للامين العام للامم المتحدة بان كي مون في اتصال هاتفي "انه اذا لم تنسحب قوات (عمر) البشير (الرئيس السوداني) من ابيي سنعيد النظر في موقفنا وسنتقدم باتجاه ابيي".

واكد انه قال ايضا لبان "لست تحت اوامرك".

ولم يكن البلدان يوما اقرب من حرب جديدة في حين تستمر المعارك منذ الثلاثاء عند حدودهما المشتركة على خلفية تصريحات شديدة اللهجة صادرة عن العاصمتين.

ودارت حرب اهلية بين الخرطوم وجوبا دامت عقودا حتى توقيع اتفاقات السلام في 2005 التي افضت الى استقلال جنوب السودان في تموز/يوليو 2011.

وقد اتهمت جوبا طائرات سودانية بأنها قصفت للمرة الاولى الخميس منطقة بالغة الاهمية في جنوب السودان، معتبرة ذلك مرحلة جديدة من تصعيد للمعارك يحمل على التخوف من حرب مفتوحة بين السودانين.

وصرح ادم ياك ادم نائب وزير الاعلام لوكالة فرانس برس "لقد القوا قنابل على بنتيو وكانوا يستهدفون جسرا على ما يبدو".

وقال نائب الوزير "لم يصب احد بجروح لكن الجيش الشعبي لتحرير السودان (جيش جنوب السودان) ارسل فريقا للتحقيق". واضاف "هذا الامر لا يفاجئنا انهم يحاولون ايجاد ذرائع لشن حرب جديدة".

وبحسب هذا المسؤول القيت فجر الخميس خمس قنابل على الجسر القريب من مجمع للامم المتحدة، والذي يربط بنتيو بالطريق المؤدية الى الشمال. وتقع بنتيو على بعد حوالى ستين كلم من الحدود مع السودان الذي يشهد منذ الثلاثاء معارك عنيفة بين البلدين الجارين.

وقال نائب الوزير "هاجموا اماكن اخرى، مثل قرى وبنى تحتية نفطية وحقول نفط ... لكن بنتيو هي اول منطقة تتعرض للقصف". واضاف "اعتقد انهم يريدون تعطيل وسائل الاتصال والنقل لدينا، قالوا انهم يريدون تدمير الجنوب".

واوضح نائب الوزير "هذا الامر لا يفاجئنا انهم يحاولون ايجاد ذرائع لشن حرب جديدة".

وقررت الخرطوم الاربعاء الانسحاب من المفاوضات التي تجرى برعاية الاتحاد الافريقي، والرامية الى تهدئة علاقاتها مع جوبا. وتسابقت العاصمتان في اصدار التصريحات النارية، ودعتا شعبيهما الى الاستعداد للحرب.

ومنذ تقسيم البلاد، ما زالت العلاقات متوترة بين السودان وجنوب السودان. ولم تتوصل جوبا والخرطوم الى الاتفاق على ترسيم حدودهما وتبادلتا الاتهام بأن كلا منهما يؤجج تمردا على اراضي الاخر.

ويشكل النفط الذي يقع ابرز حقوله في الجنوب مسألة خلافية كبيرة. ولدى حصوله على الاستقلال، ورث الجنوب ثلاثة ارباع الاحتياطات النفطية، لكنه يحتج على الرسوم التي تريد الخرطوم حمله على دفعها لاستخدام منشآتها التحتية. ولا تزال جوبا تعتمد بالكامل على انابيب النفط السودانية لتصدير نفطها.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية