وقالت المراة وهي ام ثمانية اطفال عن ابنها دابر (17 سنة) الذي لم تصلها اخباره منذ شهر انه "تم تجنيد كثيرين. عندما راى الناس يجندون تقدم طوعا".
واضافت "اذا رفض شاب التجنيد فانهم يرغمونه". وتحدثت عن عمليات مداهمة يضرب خلالها مسلحون الذين يرفضون القتال.
وجاء المجندون مرتين الى قرية ونشويي الفقيرة التي تلفها الغبار وتبعد ساعة عن طريق ابيي- المنطقة التي تضاهي مساحتها لبنان وتقع عند الحدود بين السودان وجنوب السودان المستقل منذ تموز/يوليو الماضي، ويطالب بها البلدان.
وروت نيروب نيول وهي تنظر بقلق الى ابنها البالغ من العمر 13 عاما ونجا من الاسر مع والده ان "اخر مرة، بدأوا في الصباح الباكر عندما كان الناس نياما. في المرة الاولى لم يكونوا يبحثون عن الاطفال لكن في المرة الاخيرة اخذوا الجميع بمن فيهم الاطفال".
وكانت نيروب نيول تامل ان يتم ابنها دابر دراسته ليصبح طبيبا او مدرسا ويساعد عائلته على الخروج من البؤس الذي تعاني منه منذ رحيلها من ابيي في 2008.
وهي لا تعلم الى اي وحدة ينتمي ابنها وتامل ببساطة ان يعود الى كوخه العائلي المكون من غرفة واحدة.
وقرب قرية ابوثوك يقول المسؤول المحلي كات كوول ان افراد مجموعة الدينكا نغوك -التي ترتبط اتنيا بالجنوب- الذين اجبروا على اللجوء الى الجنوب فرارا من ابيي، مدعوون الان الى القتال من اجل "استقلال" تلك المنطقة.
ولم يتم استفتاء كان متوقعا في كانون الثاني/يناير 2011 ليقرر من خلاله سكان ابيي مصيرهم. وفي ايار/مايو احتل الجيش السوداني تلك المنطقة مدعوما بميليشيات من قبيلة المسيرية.
وفي بلدة اغوك، روى مدير المدرسة سيمون مانيول ان المقاتلين جاؤوا الى السوق واطلقوا النار على المتاجر الفقيرة بقصد الترهيب وطاردوا رجالا في الشوارع الوحلية المدمرة وضربوا الذين يرفضون الصعود الى الشاحنات.
واوضح مانيول الذي يدل جرح فوق عينه على محاولته المقاومة "انهم ياتون ويدفعون الناس وهم يصيحون: انهض انهض، واذا قاومت يضربونك ويقتادونك الى الشاحنات".
واوضح ان بعض المجندين لا يرتدون الزي العسكري بينما يرتدي البعض الاخر بزة الجيش الشعبي لتحرير السودان، حركة التمرد السابقة التي قاتلت عقودا قوات الشمال قبل ان تتحول الى الجيش النظامي في جنوب السودان.
وتابع "يقولون انهم سيدربوننا واننا سنذهب بعدها الى القتال عند حدود ابيي".
من جانبه اكد فيليب اغوير الناطق باسم جيش جنوب السودان انه لا يعرف شيئا عن حملة التجنيد في المنطقة بينما تثير الصدامات عند حدود السودانين مخاوف من اندلاع حرب جديدة.
وبعد ثمانية اشهر من المباحثات تعثرت المفاوضات بين البلدين حيث ان الجنوب يطالب خصوصا ان يتضمن اي اتفاق حول تقاسم النفط مسالة ابيي.
وروى مانيول انه قضى يومين في حقل مع نحو ثلاثة الاف رجل قبل ان ياتي مسؤولون من وزارة التربية ويفرجوا عن بعض الاساتذة وبينما كان عائدا الى منزله اتت حافلات اخرى تاخذ مجندين اخرين.
واضاف "انه خليط بين اناس سعداء واخرين حزانى" لان بعضهم ترك وظيفته.
واكد "انهم لا يفرقون بين الاعمار ويجندون ايضا اطفالا في التاسعة او العاشرة" قبل ان يطلقوا سراح الذين لم يبلغوا الخامسة عشر.
وقالت نيول ان "الاطفال صغار حقا".
واكد عامل البناء نيالور نيوك ان قلة الرجال بعد عمليات التجنيد تضر بالعمل هنا في الزراعة والبناء.
واوضح انه "عندما وصل المقاتلون ذهبت من قرية الى اخرى لاختبئ، انا خائف ان لا يتكفل احد بعائلتي" اذا جند.
0 comments:
إرسال تعليق