وبعد انتخابه في الرابع من اذار/مارس بنسبة 64% تقريبا من الاصوات في استحقاق تخللته عمليات تزوير بحسب المعارضة، يؤدي بوتين القسم في قاعة سانت جورج الفخمة في الكرملين الذي غادره العام 2008 ليتولى منصب رئيس الوزراء، نظرا الى تعذر تولي الرئاسة لاكثر من ولايتين متتاليتين بحسب الدستور.
وترك موظف الكي جي بي السابق منصب الرئاسة لمساعد مقرب منه هو ديمتري مدفيديف المدعو بعد ايام الى تولي منصب بوتين السابق كرئيس للوزراء، بما يبدو تمركزا دائما للرجلين في السلطة.
وسيقام احتفال كبير بعودة بوتين الى الكرملين حيث دعي اكثر من الفي شخصية روسية واجنبية وعلى الاخص رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلوسكوني والمستشار الالماني السابق غيرهارد شرودر اللذين حافظ بوتين على علاقات صداقة مع كل منهما.
وشهدت السنوات الاولى من حكم بوتين (2000-2008) تشديد القبضة على البلاد ونوع من الاستقرار بعد السنوات الليبرالية وانما الفوضوية ابان ولاية بوريس يلتسين. وتبدو الولاية الثالثة التي باتت مدتها ستة اعوام، اكثر صعوبة في مجتمع لم يكن متعطشا الى التغيير كما هو عليه الان منذ سقوط الاتحاد السوفياتي العام 1991.
وبعد ان اكتسب وضع "قيصر" لا يمكن ان يطاله اي شيء طوال عقد من الزمن، وجد بوتين نفسه في اواخر 2011 امام موجة احتجاجات شعبية غير مسبوقة تمثلت في تجمعات ضخمة في الشارع للتنديد بتزوير الانتخابات والفساد المستشري في البلاد.
ولعبت الشبكات الاجتماعية دورا كبيرا في هذه الاحتجاجات غير المسبوقة من حيث النمط والحجم. وانطلقت هذه الحركة اثر عمليات التزوير الواسعة النطاق التي كشفها المراقبون والمعارضة في الانتخابات التشريعية في كانون الاول/ديسمبر التي فاز فيها حزب بوتين، روسيا الموحدة.
وبعد جمع عشرات الالاف في عدة تظاهرات بين كانون الاول/ديسمبر واذار/مارس في موسكو اعتراضا على عودة بوتين الى الكرملين، تراجعت وتيرة تعبئة الحركة التي تجمع اطيافا مختلفة والمستوحاة خصوصا من المعارض والمدون ضد الفساد اليكسي نافالني، بسبب غياب قائد و استراتيجية حقيقية لها، بحسب محللين.
ودعت معارضة بوتين مجددا الى تظاهرة حاشدة الاحد تحت مسمى "مسيرة الملايين" ستشكل اختبارا حول قدرتها على التعبئة عشية تنصيب الرئيس المنتخب.
كما اعرب ممثلون للمعارضة عن خشيتهم من تشدد النظام مع عودة بوتين الى الكرملين، الذي ما زال يحظى بدعم شعبي واسع وانتقد معارضيه بحدة متهما اياهم بانهم يخدمون الخارج.
وامام الاحتجاجات، وعد بوتين بزيادة رواتب المعلمين والاطباء وبتوفير مساعدات اجتماعية كبيرة قبل نهاية ولايته في 2018.
كما اعلن برنامجا لاعادة تسليح غير مسبوق للبلاد بقيمة 590 مليار يورو مع حلول 2020 وزيادات تصل الى 300% لرواتب العسكريين. غير ان تكاليف هذه الاجراءات خيالية وقد تشكل كارثة على البلاد ان تم تطبيقها كلها بحسب خبراء.
ووعد بوتين ايضا بمكافحة التراجع الديموغرافي وانتهاج سياسة خارجية "متوازنة كما في السابق".
لكنه سيواجه، اذا لم يستجب لتطلعات التغيير لدى المجتمع الروسي، اضطرابات خطيرة على ما يحذر الخبراء.
وقال المحلل فيودور لوكيانوف محذرا ان "بوتين يسير على خطى الكثير من القادة الروس المحافظين الذين لطالما طلبوا منحهم الوقت. والتجربة اثبتت ان التاريخ لم يمنح احدا الوقت"، على ما نقلت وكالة ريا نوفوستي.

السبت, مايو 05, 2012

Posted in:
0 comments:
إرسال تعليق