ويقول الناشط الاعلامي ابو غازي من مدينة حماة في وسط سوريا لوكالة "الناس يشككون بالدوافع التي حملته على الانشقاق. لعل المجتمع الدولي والنظام اللذين يشعران ببوادر تغيير في الموقف الروسي، يسعيان الى جمع شخصيات تشكل حكومة توافقية. وربما يندرج الانشقاق في هذا الاطار".
ويضيف "نريد ان نعيش في ديموقراطية حقيقية وفي دولة قانون. وهذه لا يمكن بناؤها مع اشخاص ايديهم ملوثة بالدماء وكانوا لفترة ططويلة شركاء للنظام".
ويلتقي مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن مع هذا الراي، ويقول "اعرف ان هذا الرجل مجرم".
ويضيف "القصة تشبه قصة مناف طلاس. اذا كان السفير انشق، فلانه يسعى الى السلطة. بينما تسعى اجهزة الاستخبارات الغربية الى اختيار شخصيات يمكن استخدامها في المرحلة الانتقالية".
وعلى موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي على الانترنت، نشر شخص قال انه من قرية نواف الفارس على اكثر من صفحة للتنسيقيات السورية معلومات مفادها ان نجل نواف الفارس، برجس، "يأتي الى السعودية ويشتري سيارات فارهة يسجلها بلوحات سورية ويبيعها بثمن غال"، و"تغض الجمارك السورية النظر عنه" بسبب موقع ابيه.
ويعلق احد متصفحي الموقع "بكرا يسووه شريف وحر وكان حامي البلد".
في المقابل، في منتدى قبيلة العقيدات على الانترنت، تؤكد نبذة عن نواف الفارس انه "رمز وقدوة" و"رفع اسم قبيلة العقيدات عاليا".
ويشيد الموقع "بتواضعه وحبه للناس".
والخميس، نشرت وكالة سانا بيانا صادرا عن الشيخ كمال الفارس الجراح، شيخ عشيرة الدميم من قبيلة العقيدات من مدينة البوكمال، جاء فيه "سمعنا عبر الاذاعات المغرضة الليلة الماضية انشقاق السفير نواف الفارس عن الوطن الام سوريا الحبيبة"، مؤكدا ان العشيرة تعتبر ان "التصرف الذي قام به السفير نواف الفارس هو تصرف شخصي"، مؤكدا ان "عشائر الدميم تؤمن بحل القضية السورية بحلول داخلية وعلى طاولة المفاوضات والحوار".
وطالب السفير المنشق عن النظام السوري الجيش بأن "يدير فوهات مدافعه الى صدور مجرمي هذا النظام" بينما اجتاحت القوات الحكومية ريف العاصمة السورية الخميس في محاولة للقضاء على معارضين مسلحين.
واعلنت دمشق الخميس اقالة أول سفير سوري في الخدمة يعلن انشقاقه منذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل 16 شهرا. ويأتي انشقاقه بعد ايام من اعلان العميد مصطفى طلاس، قائد لواء في الحرس الجمهوري ونجل وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس، انشقاقه وخروجه من سوريا.
وأعطى انشقاق الفارس دفعة قوية للانتفاضة المناهضة للأسد خاصة أن انشقاقه يأتي بعد أيام من انشقاق العميد مناف طلاس قائد أحد ألوية الحرس الجمهوري في الأسبوع الماضي.
ولم يدل طلاس وهو ابن العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع الأسبق بأي تصريح منذ فراره إلى باريس. ولكن الفارس وضع بيانا مصورا على موقع فيسبوك الأربعاء كرر فيه قوله إن الحكومة تقتل المدنيين.
وقال "أعلن انضمامي من هذه اللحظة لصفوف ثورة الشعب في سوريا وهو مكاني الطبيعي في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها سوريا".
وقال في بيانه "ادعو كل شرفاء وأحرار سوريا وخاصة العسكريين منهم إلى الالتحاق فورا إلى صفوف الثورة والذود عن الوطن والمواطنين... أديروا فوهات مدافعكم وطلقات دباباتكم الى صدور مجرمي هذا النظام قتلة الشعب".
وأضاف قوله "على كل شاب من شباب سوريا الالتحاق فورا بالثورة لنعجل بإزاحة هذا الكابوس وهذه العصابة التي عاثت فسادا وتدميرا بسوريا الدولة والمجتمع على مدى أكثر من أربعين عاما مضت لنضمن لأجيالنا القادمة مستقبلا مزهرا ومشرقا".
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن الفارس موجود في قطر الآن.
وقال للصحفيين في باريس عن السفير السوري المنشق "هو رجل لديه خلفية عسكرية وأمنية قوية". وأضاف قائلا "فوجئنا بانشقاقه لأنه كان عضوا مواليا للنظام".
وقال البيت الأبيض الخميس إن انشقاق سفير سوريا في العراق دليل على تنامي اليأس داخل نظام الرئيس بشار الأسد وعلامة أخرى على أنه يفقد قبضته على السلطة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين "المحيطون به من دائرة المقربين منه ومن الدائرة الأوسع في قيادة الجيش والحكومة بدأوا يقيمون فرص بقاء الأسد في السلطة ويختارون التخلي عنه والانضمام للشعب السوري".
ونواف الشيخ فارس الجراح، وهو اسمه الكامل، من المقربين من الاجهزة الامنية التي بدأ حياته المهنية فيها، قبل ان يعين محافظا ثم اول سفير لبغداد بعد اعادة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والعراق في 2008.
وولد الفارس في بلدة البوكمال في محافظة دير الزور في اقصى الشرق السوري على الحدود العراقية، وهو ينتمي الى عشيرة الدميم التي تشكل جزءا من قبيلة العقيدات السنية الكبيرة الموجودة في شرق البلاد، لا سيما في دير الزور، وكذلك في العراق والاردن وفي شمال المملكة العربية السعودية.
وحصل نواف الفارس على اجازة في الحقوق قبل ان يدخل كلية الشرطة ويتخرج منها ضابطا.
عين رئيسا لفرع الامن السياسي في محافظة اللاذقية (غرب) بين 1990 و1994، ثم امين فرع حزب البعث في محافظة دير الزور بين 1994 و1998، ثم محافظا للاذقية (غرب) بين 1998 و2000، ومحافظا لادلب (شمال غرب) بين 2000 و2002، ومحافظا للقنيطرة (جنوب غرب) بين 2002 و2008.
في 16 ايلول/سبتمبر 2008، اختاره الرئيس بشار الاسد سفيرا في بغداد، ما يدل على الثقة التي كان يتمتع بها لدى النظام.
وكانت هذه المهمة تتسم بالتعقيد نظرا لانها اتت بعد ثلاثين سنة من قطع العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والعراق بسبب دعم دمشق لطهران في الحرب الايرانية العراقية في ايام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وأدى قمع الأسد لانتفاضة مطالبة بالديمقراطية بدأت حركة سلمية إلى تحويلها إلى معارضة مسلحة لكن المسلحين يعرفون أنه لا بد أولا من تقليص الولاء لحكومته لتخفيف قبضته على السلطة.
وفي دمشق جاء في بيان مقتضب للحكومة السورية "تعلن وزارة الخارجية والمغتربين بأن نواف الفارس قد اعفي من مهامه ولم يعد له اي علاقة بسفارتنا في بغداد او بوزارة الخارجية والمغتربين كما ستواصل سفارة الجمهورية العربية السورية عملها المعتاد".
ورغم التفاوت الكبير في التسليح وقوة النيران بين مقاتلي المعارضة والقوات السورية إلا ان المسلحين استطاعوا ترسيخ أقدامهم في بلدات ومدن وقرى في شتى أنحاء سوريا مما دفع قوات الأسد غالبا إلى الرد بطائرات الهليكوبتر الحربية والمدفعية.
وأبلغ مقيمون الخميس عن أول قصف للعاصمة حيث استخدمت قوات الأمن قذائف المورتر ثم الدبابات وقوات المشاة في محاولة لطرد المعارضة المسلحة في حي كفر سوسة في جنوب دمشق.
ومنطقتا اللوان وبساتين في كفر سوسة من المناطق قليلة السكان وبهما بساتين للزيتون والفاكهة على الطريق السريع الجنوبي الذي أطلق عليه اسم الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد.
وقال نشطون ان الدبابات تطلق قذائفها من عند جامع الهادي الى الشرق من الحقول ومن مطار المزة العسكري الى الغرب مباشرة.
وقال حازم العقاد وهو نشط معارض "استيقظت هذا الصباح ورأيت طائرات هليكوبتر تحلق فوق المنطقة. ثم بدأت اسمع قذائف مورتر. سقطت ستة او سبعة خلال النصف ساعة الماضية. وسمعت للتو واحدة اخرى تسقط الان. يمكننا رؤية النيران والدخان يتصاعد من حقل قريب".
وأضاف "الناس مذعورون. الاسر تركب سياراتها وتنطلق باسرع ما يمكن الى مناطق اخرى. نحو 200 شخص في منطقتي رحلوا حتى الان".
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن القوات السورية قتلت عددا من المسلحين الذين كانوا ينقلون السلاح والذخيرة في زورقين في بحيرة قطينة قرب حمص.
ومع توالي الأحداث على الأرض بسرعة تفوق الجهود الدبلوماسية وزعت بريطانيا مشروع قرار تدعمه الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا في الأمم المتحدة الأربعاء يجعل الالتزام بتطبيق خطة لانتقال السلطة اقترحها المبعوث الدولي كوفي عنان يستند الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
ويتيح هذا لمجلس الأمن التفويض بإجراءات تتراوح بين العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية إلى التدخل العسكري.
وطلب عنان من مجلس الأمن الموافقة على "عواقب واضحة" إذا لم تلتزم الحكومة السورية والمعارضة بخطته لإنهاء الصراع التي لم تؤد إلى وقف لإطلاق النار ولا حوار سياسي منذ الموافقة عليها في أبريل نيسان الماضي.
ويهدد مشروع القرار البريطاني على وجه الخصوص الحكومة السورية بفرض عقوبات عليها إذا لم تكف عن استخدام الأسلحة الثقيلة وتسحب قواتها من البلدات والمدن في غضون 10 أيام من صدور القرار.
ولكن روسيا ظلت داعمة للرئيس السوري بقوة وقدمت مشروع قرار يوم الثلاثاء لم يتضمن الإشارة إلى فرض عقوبات.
وقالت موسكو انها لن تؤيد مشروع قرار في مجلس الامن الدولي بشأن سوريا من شأنه ان يسمح للمجلس بإجازة فرض عقوبات دبلوماسية او اقتصادية بل والتدخل العسكري.
ونقلت وكالة انترفاكس للانباء عن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف قوله "إذا قرروا ذلك (طرح مشروع القرار للتصويت اليوم الخميس) وهم يعرفون انه غير مقبول لنا فلن ندعه يقر".
0 comments:
إرسال تعليق