الأربعاء، يوليو 11، 2012

أنان يحصل على دعم طهران وبغداد ويخسر الدعم الأميركي

أجرى المبعوث الدولي إلى سورية كوفي أنان أمس مباحثات في طهران وبغداد، تناولت الاقتراحات الجديدة لحلّ الأزمة السورية، والتي أعلن أنه اتفق عليها مع الرئيس بشار الأسد خلال لقائهما في دمشق أمس الأول

.
وبدا من تصريحات المسؤولين الإيرانيين والعراقيين، أن أنان حصل على دعم البلدين لاقتراحاته الجديدة، التي من المقرر أن يعرضها على مجلس الأمن اليوم.
ورفض المبعوث الدولي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في طهران، إعطاء أي تفاصيل عن المبادرة الجديدة، إلا أنه كشف أن الأسد اقترح عليه إنهاء العنف المسلح “خطوةً خطوة”، بدءاً من المناطق الساخنة.

وحذر أنان من أن “هناك خطراً من أن تخرج الأزمة السورية عن السيطرة وتمتد إلى المنطقة”، معتبراً أنه “بإمكان إيران أن تلعب دوراً إيجابياً” في الحل.
وفي رد مباشر على هذه تصريحات، رفض المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني اعتبار أنه بإمكان إيران لعب دور إيجابي في الأزمة السورية، كما رفض كارني، ضمناً، اقتراحات أنان الجديدة، مبدياً رغبة بلاده في تطبيق خطة أنان الأساسية، وأن “يجري الانتقال الذي تدعو إليه هذه الخطة بدون الأسد”.

وبينما شدد صالحي، خلال المؤتمر الصحافي المقتضب، على أن إيران جزء من حل الأزمة السورية، منتقداً الدول الغربية والعربية التي تعزل بلاده عن الملف، جاء الكلام الإيراني الأبرز على لسان أمین المجلس الأعلی للأمن القومي سعید جلیلي، الذي طرح على أنان أن يقوم مراقبو الأمم المتحدة الموجودون في سورية بـ”الحیلولة دون دخول السلاح والعناصر المسلحة إلی سوریة”.

وفي بغداد، جدّد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، بعد لقائه أنان، دعمه للجهود التي يبذلها الأخير بهدف “إيجاد حل سياسي يحقق الأهداف المشروعة للشعب السوري”.
وفي ما بدا أنه ردٌّ من “المجلس الوطني” المعارض على خطة يتمّ تداولها تنص على تشكيل حكومة وحدة وطنية دون الإشارة إلى موضوع رحيل الأسد عن السلطة، أكد “المجلس”، في بيان أمس، أنه “لا مرحلة انتقالية قبل رحيل الأسد وزمرته الحاكمة”، وذلك قبل لقاء مقرَّر بين رئيس المجلس عبدالباسط سيدا ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو اليوم.


في السياق، دعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس إلى اجتماع جديد لمجموعة العمل الدولية حول سورية.
وفي حين قُتِل أكثر من 60 شخصاً أمس، في العمليات العسكرية التي تشنها القوات الموالية للأسد، أعلنت الحكومة السورية أنها ستوفر 25 ألف فرصة عمل للشباب بعقود سنوية في القطاع العام

أنان من طهران: الأسد اقترح إنهاء العنف خطوة خطوة

كشف المبعوث الدولي كوفي أنان من طهران أمس، أن الرئيس السوري بشار الأسد اقترح إنهاء العنف في البلاد تدريجياً بدءاً من المناطق الأكثر سخونة، معتبراً أن طهران قد تلعب دوراً إيجابياً في الأزمة السورية.

بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، استغل المبعوث الدولي الى سورية وجوده في طهران لتوضيح بعض ملامح المبادرة الجديدة التي سيحملها الى المعارضة السورية، مشيراً الى أن الأسد اقترح انهاء العنف المسلح “خطوة خطوة” بدءاً من المناطق الساخنة التي تشهد أسوأ أعمال عنف.

وقال أنان في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، “اقترح الأسد وضع منهج تدريجي يبدأ من بعض المناطق التي شهدت أسوأ أعمال عنف في محاولة لاحتوائه فيها خطوة بخطوة والبناء على ذلك لإنهاء العنف في جميع البلاد”، ورفض ذكر تفاصيل أخرى، مشيراً الى أن المبادرة الجديدة تحتاج إلى تناقَش مع المعارضة. وحذر أنان من أن “هناك خطراً من أن تخرج الأزمة السورية عن السيطرة وتمتد الى المنطقة”، معتبراً أنه “بإمكان إيران أن تلعب دوراً ايجابياً” في حل الأزمة السورية.

صالحي

من ناحيته، قال صالحي خلال المؤتمر الصحافي المقتضب، “ننتظر من أنان أن يواصل تحركه حتى النهاية لإعادة الاستقرار والهدوء في سورية والمنطقة”، مؤكداً أن “إيران جزء من حل” الأزمة السورية ومنتقداً الدول الغربية والعربية التي تعزل طهران في هذا الملف. وكان صالحي قال مساء أمس الأول خلال زيارة مفاجئة الى أبوظبي إن الشعب السوري يجب أن تتاح له حرية اختيار رئيسه بنفسه في الانتخابات المقررة عام 2014 وإنه ليس هناك “رئيس خالد”، مطالباً جميع الدول أن تتجنب اراقة الدماء حتى انتهاء ولاية الأسد في عام 2014.

جليلي

بدوره، قال أمین المجلس الأعلی للأمن القومي الإیراني سعید جلیلي خلال لقائه أنان أمس إن حل القضیة السوریة یكون “عبر الدیمقراطیة لا عبر إرسال السلاح والقیام بأعمال إرهابیة”. وشدد جليلي على أن”طریق حل القضیة السوریة هو طریق الحل السوري والذي ینبغي متابعته من قبل الشعب والحكومة السوریة من دون التدخل الأجنبي”. واضاف أن “الخلفیة التاریخیة لبعض الدول مثل أمیركا بدعم الدیكتاتوریین والممارسات اللادیمقراطیة تشیر الی أن هذه الحكومات لا یمكن أن تكون جزءا من حل بالقضیة السوریة”. واشار الى أنه “يجب متابعة الحوار السیاسي في سوریة تزامناً مع الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار”، واقترح أن یقوم مراقبو الأمم المتحدة بـ”الحیلولة دون دخول السلاح والعناصر المسلحة الی سوریة”.

موسكو و«الوطني»

الى ذلك، دعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس الى اجتماع جديد لمجموعة العمل الدولية حول سورية، في حين تستقبل روسيا اليوم رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبدالباسط سيدا. وفيما بدا أنه رد من “المجلس الوطني” على خطة قد تكون تسوق لها موسكو لتشكيل حكومة وحدة وطنية دون الإشارة الى رحيل الأسد عن السلطة، أكد “المجلس” في بيان أمس أنه “لا مرحلة انتقالية قبل رحيل الأسد وزمرته الحاكمة”. ولفت المجلس في بيان الى أنه بمناسبة زيارة وفد رفيع من المجلس برئاسة سيدا إلى موسكو “يهمنا أن نعلن الاستمرار بخط الثورة ومطالب الشعب السوري وأولها العمل على إسقاط النظام بكل رموزه”. وشدد البيان على “دعم الجيش السوري الحر بكل أشكال الدعم بصفته أحد أذرع الثورة والمدافع عن المتظاهرين والضامن الأساسي لاستمرار سلميتها”، مشيراً الى ضرورة “عدم الافلات من العقاب لكل من ارتكب الجرائم بحق الوطن والشعب”. واعتبر ممثل المجلس الوطني في موسكو محمود الحمزة مطلب أنان بضرورة تشكيل حكومة انتقالية في سورية سابق لأوانه، وانتقد موقف إيران من الأزمة السورية متهماً إياها بتقديم الدعم العسكري والمالي لنظام الأسد




0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية