الأربعاء، أكتوبر 10، 2012

حزب الله ودم جبران تويني...

لما أميط اللثام عن وثائق حصلت عليها قناة "العربية" تشير بشكل غير مباشر الى ان اغتيال جبران تويني في الثاني عشر من كانون الاول ٢٠٠٥ تم بقرار من المخابرات العسكرية السورية بأمرة آصف شوكت وبتنفيذ مشترك منها ومن أمن "حزب الله" لم يتعجب اللبنانيون في معظمهم، بل ان الكثيرين اتصلوا بنا ليدلوا بدلوهم حول هذا الحزب الذي يعتبر حالة فريدة من نوعها في لبنان ما بعد الحرب من حيث تورطه بسفك دماء لبنانيين، واليوم مع كل جنازة تخرج في قرى بقاعية او جنوبية او في الضاحية لمقاتليه يثبت تورطه في سفك دماء السوريين نصرة لقاتل أطفال سوريا. كثيرون قالوا لنا: ان من يقتل أبناء سوريا الذين حملوا "حزب الله" ومقاتليه في قلوبهم وآووهم في بيوتهم، وأحبوا من أحبه، وعادوا من عاداه لا يُستغرب ان يكون متورطا في ما هو اكثر: سفك دماء لبنانية ولا سيما دماء رموز وطنية شريفة وزعامات كبيرة أمثال رفيق الحريري او جبران تويني.

 ننقل هنا جزءا بسيطا من كلام سمعناه في اليومين الماضيين عن "حزب الله". ونحن لا نتبنى ما بثته قناة "العربية" من وثائق ولا ندعي اننا تحققنا من صحتها. وانما ما يؤلمنا هو هذا الواقع الذي بلغه فريق لبناني نختلف معه حول خيارات كبيرة، لكننا ما فكرنا يوما ان ننقل خلافنا الى الارض، ولا ان يكون بيننا دم وثأر لدماء. فقد انتهت الحرب اللبنانية، وانكفأت كل القوى اللبنانية الى الحياة السياسية شبه الطبيعية، حتى في زمن الوصاية الاحتلالية، فيما بقي الحزب المذكور وبعض القوى الاقل هامشية على سلاحهم، كخيار اتخذته الوصاية.

وعام ٢٠٠٠ انسحب الاسرائيليون من جنوب لبنان، فاخترعوا موضوع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ذريعة لتبرير بقاء السلاح بيد هذه الفئة. سنة ٢٠٠٥ كان أملنا ان نلتقي كلبنانيين من دون استثناء حول فكرة بناء مشروع الدولة الواحدة، وان نفتح صفحة جديدة في البلد. وفشلنا لأن "حزب الله" صادر القرار الشيعي، ووضع سلاحه في الميزان اللبناني الداخلي كأداة سياسية يفرض عبرها شروطا جديدة على الحياة الوطنية المشتركة. لا نريد التأريخ لتلك المرحلة، ولكننا نود ان نتوقف قليلا عند مسألة الاغتيالات: فقد سبق ان تبين تورط "حزب الله" في محاولة اغتيال مروان حماده في الاول من تشرين الاول ٢٠٠٤ وكانت فاتحة مرحلة القتل في لبنان. ثم وجهت لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رفيق الحريري ورفاقه تهمة لاربعة قياديين من الحزب بالتورط في اغتياله، واليوم وثائق تتحدث عن تورط في اغتيال جبران تويني.

ولا نعرف متى تتوقف سبحة التورط في الدم اللبناني. يقيننا ان حزبا يقدس قتلة الحريري، ويعتبر قتل السوريين جهادا لا يتورع ليس عن قتل جبران تويني بل الف جبران تويني وغيره من القادة الوطنيين الكبار في لبناننا الحبيب. خلاصة القول: نكرر ما قلناه قبل سنوات: مؤسف أننا نعيش مع قتلة.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية