الخميس، أكتوبر 11، 2012
حزب الله ورّط نفسه بدعم الأسد
يرى مصدر ديبلوماسي عربي في بيروت ان تورط حزب الله في دعم النظام ضد الثوار هو مؤشر غير ايجابي على الاطلاق بالنسبة الى مستقبل الحزب نفسه وعلاقته بالحكم السوري العتيد وبما سيجلب ذلك على لبنان والطائفة الشيعية الى جانب الاستمرار في نهج توريط اللبنانيين في الأجندة السورية ـ الايرانية مهما كانت كلفتها باهظة على الشعب اللبناني. وفي مطلق الأحوال يؤكد المصدر لـ «الأنباء» تراجع تأثير النظام السوري على الواقع اللبناني وان كان حزب الله والعماد عون ووزير الخارجية عدنان منصور يستمرون في الوقوف الى جانب الأسد حتى الرمق الأخير. وأمام التطورات في سورية يصاب حزب الله بحسب المصدر أكثر فأكثر بالضعف والإحراج فهو غير قادر على ان يبرر سياسات الحكومة اللبنانية واستمرار تحالفاته مع الأسد ويعجز عن رفض املاءاته على الشعب اللبناني وعن توفير الدعم الفعال للتيار العوني خصوصا في ظل تراجع الأخير بين المسيحيين والانتخابات النيابية على الأبواب. ومن تداعيات التطورات في سورية ان حزب الله ما عاد يجرؤ في الحسابات الدقيقة على خريطة الأوضاع أمنيا وعلى نسف الاستحقاق الانتخابي وهو أصلا لم يدافع عن ميشال سماحة ولن يقدم على فرض قانون الانتخاب الذي يلائمه، حتى ان يقوم بانقلاب على غرار استقالة الوزراء المعارضين وتجمع القمصان السود في بيروت والجبل مطلع عام 2011. ومن هنا فإن مسار الدولة يتقدم مقابل تراجع هيمنة حزب الله على لبنان والأمر يسير بتؤدة وبطء حيث يسجل التوازي من هذا القبيل خطوة خطوة وحيث تسنح الفرصة لتسجيل نقاط لصالح الشرعية والمؤسسات والقانون الواحدة تلو الأخرى والحبل على الجرار. ولا يعني ذلك بحسب المصادر ان حزب الله سيسلم سلاحه للدولة في فترة زمنية غير بعيدة أو انه لن تعود هناك مربعات أمنية على الاطلاق وهي تنتشر في كل مكان من لبنان. الا ان الدولة تتقدم كالسلحفاة مقابل تراجع هيمنة حزب الله بالنمط نفسه مع فارق نوعي ينطلق من أن الشرعية ستستعيد دورها وحقوقها وان الخارجين على القانون سيصلون الى حائط مسدود ومصيرهم معروف في نهاية المطاف وكل ما بنوه سيتهاوى عاجلا او آجلا فهو على الباطل قد بني. من هنا تصاعد استعادة السيادة والاستقلال والسيطرة على القرار الوطني بتدرج مقابل تراجع الدويلة وهيمنتها. ومن هنا ايضا يتقدم رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يحرز الخطوة تلو الأخرى وكانت مواقفه الأخيرة في أميركا اللاتينية خير مؤشر على ذلك. وتابعت المصادر قولها ان سليمان يتدرج في تطوير مواقفه التي ستضعه في نهاية المطاف فوق فريقي 8 و14 آذار وهو سيمضي قدما في تعزيز موقعه رئيسا للبلاد، وسيحسن كيف ينقلها الى بر الأمان على رغم العواصف التي تهب من كل حدب وصوب. وبقدر ما يتعزز موقع سليمان بقدر ما سيعاديه حلفاء الأسد وبقدر ما سيحرج حزب الله وسيضطر للتعامل مع سليمان بواقعية اكبر وليونة اكثر وان كانت النوايا على خلاف ذلك. أما عون فهو يصاب بخيبات أمل متزايدة وهاهي جولته على قضاء جبيل بعد اشاعة محاولة اغتياله خير مؤشر على ذلك. زار عون جبيل ولم يجد الجماهير الغفيرة في استقباله لا بل كانت مشكلته مع سيدة ايليج افضل صورة عن ازمته مع جزء كبير من المجتمع المسيحي. أتى عون الى جبيل من باب ردة الفعل على تصاعد الرئيس سليمان وتراجع شعبية التيار العوني في جبيل وفي كل المناطق المسيحية على مساحة لبنان. وإذا أجريت الانتخابات على أساس قانون 1960 فإن عون سيخسر مسيحيا وان لم تكن قوى 14 آذار ستحقق الفوز الكاسح الذي سيقضي على شعبية التيار العوني وسيقربها من حيازة أكثرية الثلثين في مجلس النواب المقبل. ويبدو ان المعركة الطاحنة على الدوائر الانتخابية لن تحقق مراميها مع أن الاصرار المسيحي على رفض العودة الى قانون 1960 قد يخرق الجدار من مكان ما، وفي نهاية المطاف تحمل السياسة اللبنانية مفاجآت قد تحل على اللبنانيين من كل حدب وصوب.

الخميس, أكتوبر 11, 2012

Posted in:
0 comments:
إرسال تعليق