الأربعاء، ديسمبر 05، 2012
الحريري يتخلّى عن واجب التحفظ اللبناني في دعم المعارضة السورية
بيروت - التقى رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري، ابرز اركان المعارضة اللبنانية، في الرياض وفدا من الائتلاف السوري لقوى المعارضة السورية، مؤكدا وقوفه الى جانب "الثورة السورية" في مواجهة "النظام المستبد"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه وزع في بيروت الثلاثاء.
ويأتي هذا اللقاء بعد ايام من إذاعة وسائل إعلام لبنانية لتسجيلات صوتية تظهر ضلوع نائب لبناني مقرب من الحريري في تزويد المقاتلين السوريين المعارضين بالسلاح.
وجاء في البيان ان الحريري استقبل "في منزله في الرياض اليوم وفد الائتلاف الوطني السوري الذي يقوم بزيارة للمملكة العربية السعودية، وضم الوفد رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب ونائبي الرئيس رياض سيف وسهير الأتاسي والأمين العام مصطفى الصباغ والشيخ أحمد العاصي".
وأوضح البيان انه تم خلال اللقاء "التداول في الأهداف التي يعمل الائتلاف على تحقيقها وخصوصا في هذه المرحلة التي بلغت فيها الثورة السورية أبواب دمشق وصارت على قاب قوسين أو ادنى من الانتصار".
ونقل عن الحريري تأكيده خلال اللقاء على "التضامن الكامل مع الثورة وقيادتها السياسية".
وقال الحريري "اننا في لبنان نتطلع الى اليوم الذي تتحقق فيه أماني الشعب السوري في قيام نظام ديمقراطي وانهاء عهد الاستبداد الذي جثم فوق صدور السوريين لسنين طويلة"، مضيفا "نحن لن نتراجع عن تأييدنا للثورة للسورية وقواها الديمقراطية مهما بلغت التحديات حتى اللحظة التي تقوم فيها قيادة وطنية ديمقراطية في سوريا الشقيقة على أنقاض النظام المستبد".
وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها الحريري علنا مسؤولين من المعارضة السورية، علما انه اعلن من قبل وقوفه الى جانب المعارضة ضد النظام الذي يتهمه فريق الحريري السياسي باغتيال رفيق الحريري، والد سعد الحريري، في عملية تفجير في بيروت العام 2005 خلال ما يعرف بفترة "الوصاية السورية" على لبنان.
وأثارت تسجيلات صوتية تظهر ضلوع نائب لبناني مقرب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في تزويد المقاتلين السوريين المعارضين بالسلاح، جدلا في لبنان المنقسم بين مؤيدين للنظام السوري ومعارضين له.
ونشرت صحيفة "الأخبار" وقناة "او تي في" التلفزيونية اللبنانيتان القريبتان من تحالف الأكثرية في لبنان (ابرز اركانه حزب الله والتيار الوطني الحر بزعامة الزعيم المسيحي ميشال عون المؤيدان لدمشق) الخميس تسجيلات صوتية لاتصالات بين مقاتلين سوريين وعقاب صقر، واخرى لصقر مع مجهول يطلب فيها اسلحة وذخيرة "لحلب وريف حلب ومنطقة ادلب"، مشددا على وجوب "تامين الطلبية" في اسرع وقت.
وأقر صقر في تصريح الاثنين بان التسجيلات عائدة له، مشددا على ان ما يقوم به "مبادرة شخصية"، الا ان ما نسب اليه في التسجيلات ينقل عن الحريري قلقه ازاء تطورات الأحداث في سوريا ورغبته في "حسم" الامور "باي طريقة".
وصقر هو نائب شيعي ينتمي الى كتلة المستقبل النيابية التي يتزعمها الحريري السني، احد ابرز قادة المعارضة اللبنانية المناوئة لدمشق.
ويتواجد الاثنان خارج لبنان منذ إسقاط حكومة الاخير مطلع العام 2011.
وفي أحد التسجيلات الذي نشرته "الاخبار" على موقعها الإلكتروني، يؤكد صقر لمحدثه الذي عرفت عنه الصحيفة بكونه "صديقا شخصيا" لصقر وناطقا باسم المجلس الأعلى للجيش السوري الحر، إن "الرئيس الحريري جن جنونه، ويريد ان يحسمها بأي طريقة".
وأضاف "لم يكن ينام، كان يتابع ساعة بساعة، لحظة بلحظة، وثانية بثانية.. ويقول لي ليس هناك أي مجال للفشل في الموضوع".
وقال معارضون للحريري انه لا يمكن ان يكون بعيدا عما يقوم به النائب الشاب البالغ من العمر 38 عاما.
وفي حين لم يعلق حزب الله أبرز حلفاء دمشق، مباشرة على الموضوع، قالت قناة المنار التلفزيونية التابعة له ان التسجيلات "تؤكد وبالجرم المشهود تورط حزب المستقبل عبر اقرب المقربين من رئيسه"، وان صقر "يعتبر الذراع اليمنى للحريري".
من جهته، قال التلفزيون الرسمي السوري في نشرته الاخبارية ان التسجيلات تظهر "تفاصيل الدور الذي يؤديه احد وكلاء تمويل الإرهاب في سوريا (...) بتكليف من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري".
واشارت صحيفة "الأخبار" الى ان مصدرها تحدث عن "ثلاث غرف عمليات عسكرية موجودة في انطاكيا واضنة واسطنبول (...) ومبنى خاص لصقر في منطقة فلوريا في إسطنبول"، وان العمليات تتم "تحت اشراف ضباط استخبارات اتراك وقطريين".
ويتهم النظام السوري دولا عربية وغربية بينها قطر وتركيا بدعم المقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ 20 شهرا.
كذلك، يتهم اطرافا لبنانية بدعم الاحتجاجات المطالبة بسقوطه التي اندلعت منتصف آذار/مارس 2011، وتوفير ملجأ للمقاتلين في مناطق لبنانية حدودية لا سيما ذات الغالبية السنية منها.
وقال السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي في حوار مع "المنار" الخميس ان ما كشفته التسجيلات "ليس خافيا" بالنسبة السوريين الذين "يدركون ان فريقا في لبنان حرض ومول ودعم واحتضن مسلحين من جهات عربية ودولية".
ويؤكد زملاء صقر في الكتلة نفسها انه يتصرف من منطلق شخصي.
وقال عضو الكتلة النائب احمد فتفت ان موقف الكتلة ثابت "لجهة رفض اي تدخل ميداني في سوريا".
واكد فتفت ان "توجيهات الرئيس الحريري واضحة في هذا المجال، وهي ضد اي تدخل في الداخل السوري"، مؤكدا ان الرئيس السابق للحكومة "لا يتدخل في كل الامور، واذا حصل تجاوز فعلا، فالأمر يعود اليه لاتخاذ القرار المناسب".
1 comments:
رئيس الحكومة اللبناني السابق يلتقي وفدا من الائتلاف الوطني السوري بعد أيام من إذاعة تسجيلات صوتية تظهر ضلوع نائب مقرب منه في تزويد مقاتلي الأسد بالسلاح.
إرسال تعليق