الجمعة، ديسمبر 07، 2012

صقر: حزب الله ابتزّني بالتسجيلات قبل نشرها في وسائل الإعلام

بيروت - اكد النائب اللبناني عقاب صقر ان حزب الله اللبناني سعى إلى ابتزازه بتسجيلات صوتية مفبركة قبل أن يتم نشرها في وسائل إعلام لبنانية مقربة من نظام بشار الاسد. وقال إن التسجيلات التي نشرت له مؤخرا وتظهر تواصله مع مقاتلين سوريين معارضين لتزويدهم بالسلاح، كانت مجتزأة بشكل يحرف موقفه من الصراع الدائر في سوريا. واعتبر صقر المقرب من رئيس الوزراء السابق سعد الحريري المعارض لسوريا، ان التسجيلات "هي اكبر فضيحة سياسية واخلاقية"، لأن ما نشر منها اجزاء مقتطعة تلمح الى انه يزود المعارضين السوريين بالسلاح. وكشف صقر في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول ونقلته قنوات تلفزيونية لبنانية مباشرة، ان احد المسؤولين في حزب الله اللبناني ابرز حلفاء دمشق، اتصل بمسؤول امني لبناني مقرب من الحريري "وابلغه بامتلاك هذه التسجيلات، وطلب منه ان نتحاور في الموضوع لئلا تثار الفتنة" في لبنان. وأشار إلى أنهما هو وسعد الحريري، رفضا بشكل قاطع الوقوع تحت طائلة هذا الابتزاز "لأنه ليس لدينا ما نخفيه"، معتبرا ان "الثورة السورية ستنتصر". واشار الى انه سيسلم التسجيلات التي نشرتها الاسبوع الماضي صحيفة "الاخبار" وقناة "او تي في" اللبنانيتان المؤيدتان لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، كاملة الى وسائل الاعلام، قائلا "يمكنكم أن تأخذوها الى كل مختبرات العالم لتثبتوا صحتها". واوضح ان التسجيلات تعود الى سبعة اشهر ومدتها نحو 500 دقيقة "بينها اكثر من مئة دقيقة لي شخصيا"، وانه كان على معرفة بسرقتها اضافة الى اشرطة فيديو وصور فوتوغرافية، رافضا تقديم تفاصيل اضافية. وبث صقر في مؤتمره الصحافي مقاطع اطول، يسمع في احدها وهو يقول لقائد ميداني معارض اسمه "ابو النعمان" طلب منه سلاحا "بالنسبة للسلاح ليست هناك امكانية (...) انا لا أستطيع أن اؤمن لك اي سلاح". واوضح النائب الشيعي المنتمي الى كتلة المستقبل التي يتزعمها الحريري، ان "ابو النعمان" هو من اتصل به مدعيا انه هو المسؤول عن خطف زوار لبنانيين شيعة في سوريا خلال ايار/مايو. ويسمع صقر في التسجيل يقول ان خطف هؤلاء "اثر على الثورة (...) نريد ان نتوصل الى حل انساني واخلاقي". وعن تسجيل آخر نشرته الصحيفة والقناة، ويسمع فيه صقر يقول "نريد زيادة الكميات"، اوضح صقر ان الامر كان متعلقا بمساعدات انسانية. وفي المقطع الكامل الذي عرضه الخميس، يقول النائب لمحدثه "بالنسبة لحليب الاطفال (...) أريد أن تقدم لنا جردا بعدد الاطفال الموجودين على الحدود". ويضيف ان "الرئيس الحريري وجه بالاهتمام بقضية البطانيات". وقال صقر للصحافيين "نعم نحن نزود سوريا بحليب الأطفال، وهذا سلاح خطير لأن بشار الاسد يسقي أطفال سوريا الدم". وهنأ الحريري صقر في اتصال هاتفي بالمؤتمر الصحافي "والمواقف التي أطلقها"، مؤكدا ان "دعم الشعب السوري سوف يستمر لانتصار الثورة، وهو مسؤولية أخلاقية ووطنية وعربية لن يتخلى عنها أي لبناني شريف"، بحسب ما جاء في بيان للمكتب الإعلامي للرئيس السابق للحكومة وزع اليوم في بيروت. وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد صرح لقناة المنار التفلزيونية التابعة لحزب الله تعليقا على التسجيلات في نسخها المعدلة، متسائلا "هل كان في امكان سوريا ان تقف مكتوفة اليدين امام رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وعضو كتلة المستقبل النيابية عقاب صقر الذي يوزع الاموال والسلاح للإرهابيين لقتل الشعب السوري؟". واضاف "نحن شعب واحد، فلماذا يقتلنا اللبنانيون؟"، وذلك بحسب ما نقل عنه الموقع الالكتروني للقناة. وحظيت سوريا بنفوذ سياسي واسع ووجود عسكري في لبنان طوال نحو 30 عاما، قبل انسحابها منه العام 2005 بعد مقتل رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، والد سعد الحريري، في تفجير ببيروت في شباط/فبراير من العام نفسه، اتهمت المعارضة اللبنانية دمشق بالمسؤولية عنه. ودعا المقداد الحكومة اللبنانية الى اتخاذ موقف من اتهام صقر بتزويد المقاتلين المعارضين بالسلاح. وقال "لا يمكن اتباع سياسة النأي بالنفس عندما ينتشر الإرهابيون في لبنان"، داعيا اياها "بكل محبة (الى) ان تتخذ موقفا لمنع الجهات الارهابية من التدخل في سوريا ومحاكمة المسؤولين عن التزويد بهذا الارهاب ضد سوريا". وتؤكد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي انها تعتمد سياسة "النأي بالنفس" ازاء النزاع السوري، في بلد ذي تركيبة سياسية وطائفية هشة ومنقسم بين مؤيدين للنظام السوري ومعارضين له. واعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي بدأ الخميس زيارة لليونان تستمر ثلاثة ايام، ان النزاع في سوريا ينبغي انهاؤه من دون تدخل قوات اجنبية. وقال سليمان اثر لقائه نظيره اليوناني كارولوس بابولياس في اثينا، "آمل ان يتمكن السوريون وحدهم من التوصل الى حلول سياسية مقبولة، بعيدا من اي عنف واي تطرف او اي تدخل عسكري اجنبي". واضاف "ينبغي احترام ميثاق الامم المتحدة وقرارات المنظمات الدولية". الى ذلك، قتل ثمانية اشخاص منذ الثلاثاء جراء اشتباكات واعمال قنص بين سنة وعلويين في طرابلس بشمال لبنان على خلفية مقتل لبنانيين في سوريا على يد القوات النظامية، بحسب ما افاد مصدر امني. وتكررت المواجهات المسلحة في طرابلس منذ بدء النزاع السوري قبل 20 شهرا، بين العلويين المؤيدين للرئيس بشار الاسد، والسنة المعارضين له، وادت الى سقوط قتلى وجرحى.

1 comments:

غير معرف يقول...

النائب اللبناني يؤكد أن التسجيلات ستشكل اكبر فضيحة سياسية لأنها نشرت مجتزأة بهدف إدانة كل لبناني يدعم المعارضة السورية.

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية