السبت، أغسطس 31، 2013
رسائل سرية بين أوباما والأسد؟
عشية مذبحة الكيميائي بدأ التراشق بالرسائل غير المباشرة بين باراك اوباما
وبشار الاسد قبل ان يبدأ التراشق بالصواريخ، وهو ما يدفع اوساطاً سياسية
الآن قبيل "الضربة العقابية" الى القول هذا تراشق بالتصريحات المموّهة على
قاعدة ان لا تفسد الضربة في الود السوري - الاميركي قضية!
الرسالة الاولى جاءت من واشنطن عبر الموقف الذي اعلنه اوباما وكرره، اي
الحرص على طمأنة النظام السوري: انتبهوا سنضربكم ولكن برفق وبشكل محدد لا
يؤلم ولا يسقط النظام ولا يغيّر من قواعد التوازنات الميدانية عندكم، [التي
تسر قلوبنا جداً ونريد لها ان تستمر الى ما ينهك نظامكم واستطراداً نظام
حلفائكم الايرانيين ويدمر المنظمات التكفيرية والارهابية حتى آخر نقطة دم]
فسيروا ونحن من ورائكم، لكن اسمحوا لنا بضربة محدودة تحفظ لنا ماء الوجه
حيال ما قلناه سابقاً عن ان استخدامكم الاسلحة الكيميائية "خط احمر"، ولكن
اعلموا ان عيوننا لم ولن تحمر منكم، وفي اي حال هذه هي قائمة الاهداف التي
سنضربها فاعملوا معروف واخلوها لإبعاد الاذى عنكم وعنا!
الرسالة الجوابية جاءت من الاسد بعد اقل من عشر ساعات عندما نشرت دوائره
المقرّبة معلومات بدت موجهة الى اوباما: اذا كانت الضربة التي ستوجّهونها
إلينا موضعية ومحددة وغير كاسرة للتوازن، وتريدونها للوفاء بالتزاماتكم
الادبية والمعنوية لجهة تصريحاتكم السابقة والمتهورة عن "الخط الاحمر"،
فنحن سنتقبلها بكل طيبة خاطر وسنعتبرها ترجمة اميركية بارعة للمثل العربي
الذي يقول "ضرب الحبيب زبيب" ولو كان الزبيب من نوع "كروز وتوماهوك"، لكن
ما رأيكم ايها الاصدقاء ان تمددوا مهمة مفتشي الأمم المتحدة مدة يومين او
ثلاثة، لنتمكن من اخلاء المواقع التي ستضربونها. أما اذا اردتم ضربنا
بطريقة مؤلمة تغيّر التوازن على الارض، فسنشعل المنطقة وصواريخنا اقرب الى
اسرائيل مما كانت عليه صواريخ صدام حسين!
الجواب الاميركي جاء سريعاً: لقد تم تمديد مهمة المراقبين ثلاثة ايام
اضافية حيث اخليت المواقع السورية المستهدفة خلالها، وأعيد التأكيد مراراً
ان الضربة ستكون فعلاً من زبيب الحبيب، اذ اعلن البيت الابيض اول من امس:
"انها ليست مصممة لإسقاط النظام او التأثير على مجرى التطورات الميدانية بل
ستكون عقابية ردعية ومحدودة، لمجرد التأكيد ان خط اوباما الاحمر ليس
مكتوباً بالحبر المخفي كما يتهمنا جون ماكين"!
والنتيجة عشية الضربة انهم في دمشق يحتفلون بالانتصار: الاهداف تم افراغها
والضربة رمزية سننجو منها ونواصل الحرب على "الارهابيين"، اما في واشنطن
فيصرخ دونالد رامسفيلد في وجه البيت الابيض: هذا تصرف طائش... ماذا تفعلون،
ولماذا يصل السوء الى درجة ان اميركا صارت دولة الانسحاب والاعتذار امام
القتلة اينما كان؟!

السبت, أغسطس 31, 2013

Posted in:
0 comments:
إرسال تعليق