الخميس، ديسمبر 05، 2013

كيف تستّر ضابط بريطاني على إحدى أسوأ الفظائع بحرب العراق؟


مزعل السويدي يحمل صورة ابنه الذي قتل بظروف غامضة..
أفاد ضابط بريطاني برتبة ميجر أمام لجنة تحقيق الاربعاء بأنه تخلص من جهاز كمبيوتر محمول يحتوي على الصور الأصلية لجثث عراقيين قتلوا في ظروف مختلف عليها بالقائه في البحر من عبارة.
وكان الضابط جيمس راندز يدلي بإفادته كشاهد في التحقيق الذي تجريه لجنة معروفة باسم "لجنة تحقيق السويدي" في مزاعم تعرض عراقيين للتعذيب والقتل على أيدي القوات البريطانية بعد معركة قرب بلدة المجر الكبير في جنوب العراق يوم 14 مايو ايار 2004. والسويدي أحد العراقيين الذين قتلوا ونقلت جثثهم ويجري التحقيق في الظروف التي أحاطت بموتهم.
وإذا أكد التحقيق المستمر منذ فترة طويلة هذه المزاعم التي يرددها عراقيون محليون ونفاها الجنود البريطانيون فستعد من بين أسوأ الفظائع التي ارتكبت في حرب العراق.
وكان راندز آنذاك ضابط مخابرات برتبة كابتن في معسكر أبو ناجي وهو القاعدة العسكرية التي يقول البريطانيون إن جثث 20 عراقيا نقلت إليها بعد معركة ضارية.
والتقط راندز صورا للجثث اصبحت الان من بين الأدلة الأساسية في التحقيق. وما زالت تلك الصور موجودة لأن نسخا منها كانت متداولة قبل ان يلقي راندز بجهاز الكمبيور المحمول الذي حملها عليه في بادئ الأمر في القنال الانجليزي عام 2006.
وأصبح إلقاء الجهاز في البحر مسألة حساسة لان المحامين البريطانيين الذين يمثلون أصحاب المزاعم العراقيين قالوا انه تخلص من الجهاز لاخفاء انه عدل الملفات الاصلية لتغيير توقيت الصور.
ونفى راندز ذلك ووصفه بأنه نظرية مؤامرة "سخيفة".
وقال انه بحلول عام 2006 كان الجهاز قد تلف ولم يعد متأكدا من أنه ما زال يحوي الصور. وتخلص منه لانه رقي الى رتبة أعلى وأصبح بحاجة الى مستوى أعلى من التصريحات الامنية وكان قلقا بشأن انتهاك قواعد الجيش بتخزين مواد حساسة على جهازه الشخصي.
وقال "ما كان لي ان اتوقع اهمية هذه الصور أو الاتهام بأنني غيرت تلك التوقيتات قبل طرح هذه المزاعم".
والتوقيت مهم لان الشهود العراقيين يقولون ان بعض الرجال نقلوا احياء واعدموا في وقت لاحق في المعسكر بينما يقول البريطانيون انهم قتلوا في المعركة.
والمعتاد بالنسبة إلى الجيش البريطاني ترك قتلى العدو في ساحة المعركة لكن في هذه الحالة يقول البريطانيون ان جثث القتلى نقلت الى المعسكر للاشتباه في أن من بينهم زعيم مهم للمقاتلين يعتقد انه قام بدور رئيسي في قتل ستة من افراد الشرطة العسكرية البريطانية في المنطقة قبل ذلك بعام.
وأبلغ راندز لجنة التحقيق بأنه تأكد من عدم وجود ذلك الزعيم بين القتلى لكنه التقط الصور على أي حال لانه اعتقد انها قد تكون مفيدة في اغراض المخابرات الاشمل.
وسئل لماذا كانت الاعضاء التناسلية لخمسة من القتلى مكشوفة فقال إنهم كانوا يرتدون سراويل فضفاضة انزلقت عند حملهم وعندما سئل لماذا لم يغطهم حفاظا على كرامتهم قال انه لو اقدم على هذا لكان "مهمة كريهة للغاية".
وبدأت لجنة السويدي التي شكلتها الحكومة في عام 2009 بالتحقيقات الميدانية التي استمرت ثلاث سنوات ثم بدأت الاستماع إلى الإفادات الشفهية في مارس اذار هذا العام. وتكلف التحقيق حتى الآن 20.3 مليون جنيه استرليني (33.3 مليون دولار).
واستمعت اللجنة الى 60 شاهدا عراقيا وستستمع الى نحو 200 شاهد بريطاني ويتوقع ان تستمر جلساتها حتى الربيع القادم. ولا يتوقع ان يصدر التقرير النهائي لرئيس لجنة التحقيق وهو القاضي المتقاعد ثين فوربز قبل أواخر عام 2014.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية