السبت، يوليو 07، 2018
بعد "فاغنير" مؤسسة عسكرية روسية جديدة تقاتل في سوريا
السبت, يوليو 07, 2018
اضف تعليق
كشفت قناة "دوجد" الروسية المعارضة، عن انضمام شركة
عسكرية روسية خاصة جديدة إلى القتال في سوريا، ورجحت أن تكون الشركة
الجديدة مرتبطة بوزارة الدفاع الروسية.
وفي مقدمة التقرير أشارت القناة إلى شركة "فاغنير" العسكرية
الروسية الخاصة، التي تشارك في القتال إلى جانب قوات النظام منذ عام 2013،
وقالت إن منافسا قويا لها ظهر في سوريا، هي مؤسسة "باتريوت" العسكرية
الخاصة، التي "يعتقد أنها مرتبطة بوازرة الدفاع الروسية، وبدأت تشارك في
القتال في سوريا منذ العام الحالي على أقل تقدير".
وتوضح القناة أنها حصلت على المعلومات بشأن "باتريوت" من
شهادات ضباط في وزارة الدفاع، وآخرين من منظمات المحاربين القدامى، وأشارت
إلى أن اسم المؤسسة ظهر كذلك، إلى جانب اسم "فاغنير" في خطاب موجه إلى
السلطات، وقعه كل من الجنرال المتقاعد إيغر أيفاشوف، وفلاديمير بيتروف،
رئيس منظمة "الوطن والشرف" الدولية، ويفغيني شابايف رئيس لجنة "مجلس ضباط
عموم روسيا".
وأكد جميع هؤلاء للقناة معرفتهم بوجود مؤسسة باتريوت العسكرية
الخاصة، ووجهوا خطابا للسلطات يطالبونها فيه بتحديد الوضع القانوني
للمواطنين الروس الذين يقاتلون ضمن الشركات العسكرية الخاصة، وسيقومون
بتوجيه نسخة من الخطاب قريباً إلى النيابة العامة الروسية، والمحكمة
العليا، والرئاسة.
ويحذر الموقعون من أزمة مقبلة في صفوف المحاربين القدامى، على
خلفية شكاوى تصل من مقاتلين أصيبوا بجراح خلال القتال في سوريا، ولا
يحصلون من السلطات على أي مساعدة اجتماعية أو مالية، بسبب غياب صفة قانونية
للمقاتلين في الشركات الخاصة.
ونقلت القناة عن شابايف تأكيده أن "باتريوت" يتم تشكيلها
بالاعتماد على كوادر من العسكريين العاملين في القوات المسلحة، وقال بهذا
الصدد: "يأخذون في تلك الشركة أصحاب الخبرة والمحترفين، الذين تشير
معلوماتنا إلى أنهم ما زالوا يجتازون الخدمة في وزارة الدفاع الروسية". ومن
جانبه أشار الجنرال إيفاشوف إلى أن الحديث يدور عن خبراء يعملون حاليا في
المديرية العامة لهيئة الأركان الروسية، وجنود من وحدات المهام الخاصة، يتم
استقبالهم في "باتريوت".
وقارن ضباط وزارة الدفاع الروسية الشركة العسكرية الجديدة
"باتريوت" مع شركة "فاغنير"، وأشاروا إلى أن الأولى تدفع للمتعاقدين مبالغ
أكبر، وتقوم بوضع المهام بشكل أدق من "فاغنير". وحسب شابايف "قد تصل قيمة
الأجور الشهرية من 400 ألف حتى مليون روبل روسي (6500 حتى 17 ألف دولار
أميركي) حسب الاختصاص. ويكون العقد لمدة شهرين فقط، حيث لا توجد عقود لفترة
أطول في باتريوت".
ولم يستبعد شابايف حصول قادة المجموعات في الشركة الجديد، على
نسبة من قيمة العقود التي توقعها شركتهم مع "الزبائن" الذين يحتاجون
خدماتها. وقال ضباط من مؤسسات المحاربين القدامى إن "فاغنير" و "باتريوت"
تنافستا على عقد حراسة وحماية مناجم الذهب في أفريقيا الوسطى، وفازت
"فاغنير" بالعقد، كما تعمل الشركتان في سوريا، وإذا كانت "فاغنير" تأخذ على
عاتقها المهام القتالية بصورة رئيسية، فإن "باتريوت" تقوم بمهام ضمان أمن
وحماية كبار الشخصيات، وفق ما قال الأشخاص الذين تحدثت معهم قناة "دوجد".
يُذكر أن الشركات العسكرية الروسية الخاصة لعبت دورا رئيسيا
في حماية المنشآت النفطية في مناطق عدة على الأراضي السورية، لاسيما في
محافظتي حمص ودير الزور، وشاركت في معارك النظام ضد فصائل المعارضة، في
مراحل مبكرة قبل التدخل العسكري الروسي في الأزمة هناك، ومن ثم شاركت في
المعارك ضد تنظيم "الدولة" وبصورة خاصة في المناطق النفطية، على أساس عقود
مع حكومة النظام، وحصلت "فاغنير" بموجبها على حصة في الإنتاج النفطي من تلك
الحقول، وفق ما قالت وسائل إعلام روسية.
وعلى الرغم من نشر عشرات التقارير حول تلك الشركة، تلتزم
الجهات الرسمية الروسية الصمت، وتحاول النأي بالنفس، والنفي أحياناً، وتقول
إن الجنود الروس الذين تعلن وسائل الإعلام أنهم قتلوا في سوريا "أشباح"
والمعلومات بحد ذاتها "تسريبات كاذبة". وما زال عمل تلك الشركات العسكرية
ومقاتليها المدربين أفضل تدريب محاطاً بالغموض.
وكانت مؤسسة "آر بي كا" الإعلامية الروسية الضخمة قد أجرت
تحقيقا حول الشركة العسكرية الخاصة "فاغنير" كشفت فيه أن عدد المقاتلين
المرتزقة في تلك الشركة يزيد عن 2500 مقاتل، غالبيتهم من العسكريين سابقا،
وقالت إن الحكومة الروسية ومن وصفتهم بـ "رجال الأعمال المسؤولين الكبار"
أنفقوا على تلك الشركة ما بين 5 وحتى 10 مليارات روبل روسي.
وتقول "آر بي كا" في تحقيقها إن شركة "فاغنير" العسكرية
الخاصة تستخدم البنى التحتية للقوات الروسية وتعتمد عليها في السلاح
والعتاد. وسقط عدد كبير من الجنود الروس نتيجة غارات أميركية على دير الزور
مطلع فبراير (شباط) الماضي، ولم تعترف وزارة الدفاع الروسية بداية
بالحادثة، وعادت وأقرت بسقوط الجنود، لكنها قالت إنهم ليسوا من القوات
الرسمية، بينما أكدت تقارير إعلامية أنهم ينتمون إلى شركة "فاغنير".
0 comments:
إرسال تعليق