وقال وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد احمد اثر المباحثات التي عقدت في كمبالا بهدف إنهاء أكثر من أربع سنوات من الحرب الاهلية "لقد تم الاتفاق على ان يكون هناك اربعة نواب للرئيس: نائبا الرئيس الحاليان الى جانب رياك مشار الذي سيتولى منصب النائب الاول للرئيس ومن ثم المنصب الرابع الذي سيمنح لامرأة من المعارضة".
وأضاف إن هذا الطرح "وافقت عليه حكومة" جنوب السودان، في حين ان حركة التمرد التي يقودها مشار اعطت موافقة "مبدئية" على الاتفاق ووعدت بـ"درسه واعطاء موقفها النهائي" بعد جلسة مفاوضات جديدة يفترض ان تنطلق الأحد في الخرطوم.
ويأتي الاعلان عن هذا الاتفاق بعدما امهلت الامم المتحدة كير ومشار حتى نهاية حزيران/يونيو للتوصل الى "اتفاق سياسي قابل للحياة" تحت طائلة فرض عقوبات عليهما.
ومحادثات السبت الطويلة استضافها الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني وحضرها الرئيس السوداني عمر البشير اضافة الى ممثلين عن المعارضة.
واندلعت الحرب الاهلية في جنوب السودان حين اتهم كير نائبه السابق مشار بالتخطيط لانقلاب ضده، وقد اوقعت عشرات الاف القتلى وارغمت الملايين على النزوح من منازلهم منذ كانون الاول/ديسمبر 2013.
وكان طرفا النزاع في جنوب السودان وافقا الجمعة على سحب قواتهما من "المناطق الحضرية" في اطار اتفاق امني تم توقيعه في الخرطوم.
إعلان الخرطوم
وأتى الاتفاق الامني الذي اطلق عليه "اعلان الخرطوم" بعدما وافق كير ومشار في 27 حزيران/يونيو على "وقف دائم لاطلاق النار". وأحيت هذه الاتفاقات الآمال بقرب حلول السلام في الدولة الفتية التي غرقت في حرب اهلية بعد عامين فقط من استقلالها عن الخرطوم.
ولكن اتفاقات عدة مماثلة لوقف النار بين الطرفين لم تصمد، كما حدث في 2016 حين فر مشار من بلده الى جنوب افريقيا حيث يعيش مذاك في المنفى. غير ان ابتعاد مشار عن بلاده لم يقلل من النفوذ الواسع الذي يتمتع به في صفوف "الحركة الشعبية لتحرير السودان-المعارضة" التي يتزعمها.
وبينما اندلعت الحرب في البداية بين أكبر مجموعتين عرقيتين في جنوب السودان -- الدينكا التي ينتمي إليها كير والنوير التي ينتمي إليها مشار -- ظهرت منذ ذلك الحين ميليشيات أصغر تتقاتل في ما بينها ما يثير الشكوك حيال قدرة الزعيمين على وقف الحرب.
وشهدت الحرب الاهلية مذابح اتنية وفظائع بحق المدنيين وعمليات اغتصاب واسعة النطاق وتجنيد اطفال وعددا آخر من انتهاكات حقوق الانسان.
وبعد حرب طويلة ودامية بين المتمردين الجنوبيين وقوات الحكومة السودانية نال جنوب السودان استقلاله عن الخرطوم بدعم من دول عدة في مقدمها الولايات المتحدة التي ما زالت بالنسبة اليه المانح الاساسي على الرغم من عدم رضاها على الطريقة التي تدير فيها حكومة كير شؤون البلاد.
ويعاني جنوب السودان من تراجع عائداته النفطية، وقد نص "اعلان الخرطوم" على أن يتعاون جنوب السودان مع السودان على إعادة تأهيل حقول نفطية في ولاية الوحدة بهدف إعادة مستوى الانتاج إلى سابق عهده.
وخلال الحرب، انخفض انتاج جنوب السودان من النفط إلى 120 ألف برميل يوميا من 350 ألف برميل، وفق البنك الدولي، علما أن البلاد كانت تجني منه 98% من عائداتها اثر استقلالها.
0 comments:
إرسال تعليق