الأحد، يوليو 08، 2018

حلاق ومطهر أولاد

وقد كتب عليها عبارة " حلاق ومطهر أولاد " ويدخل الحي كنا نعلم أن هناك صبيا ما قد جاءه الدور فنركض خلفه حتى نعرف وجهته الى أي منزل وننتظر بفارغ الصبر وما أن نسمع زغرودة أم الصبي حتى نتوجه الى بابهم نبارك قيام الولد بالسلامة ولأخذ التوفي والحامض حلو "الملبس" حلوان طهور الولد ثم نرى جاراتها يطلن عليها من على السور مهنئين ومباركين " مبروك طهور سعد يا أم علي " حتى أننا كنا نعمل من مباركتهن نكته للضحك ونردد من بعدهن " مبروك طهور سعد يا أم علي وعقبال أبوه " وكنا نردد أيضا " طهروا يا مطهر وناولوا لأمو يادموع الغوالي نزلت على ثمو "

في اليوم التالي كانت بهجتنا بالضحك والفرفشة تزداد عندما نرى الصبي سعد وقد خرج من الدار يلبس ثوبه المخطط ويسير جذعه الى الخلف رافعا مقدمة الثوب الى أعلى على شكل خيمة أو هرم فاذا ما كنا قد سمعنا بكاءه يوم الواقعة نعايره بذلك واذا مرت أموره على خير دون أن نسمع بكاءه كنا نغبطه ونثني على شجاعته وتحمله للصعاب.

الحلاق وحقيبته والصبي وثوبه المخطط يذكروني جميعا بالأنظمة العربية من جهة والشعوب العربية من الجهة الأخرى .

فالأنظمة العربية لا تحلق رؤوس الشعوب فحسب بل تقوم بختانها أيضا والشعوب العربية أن بكت أو تحملت أو تحاملت سوف تلبس الثوب المخطط لا محالة حتى ان حاولت الهرب مثل بعض الصبية ستجد بانتظارها قبضايات يأتون بها لتفحج عنوة أمام الحلاق والحلاق الماهر أبو يد خفيفة هو ذلك الذي يعاجلها بلمح البصر وكلمته السحرية " شوف العصفورة عالشباك " وما أن يدير الشعب بنظره نحو نافذة الأمل يكون قد تم الأمر ولما تنتهي ألامه ويكف عن البكاء ينظر ثانية وعاشرة الى نافذة الأمل فلا يجد عصفورة هذا ان وجد النافذة أصلا .

أما عملية شد الجذع الى الخلف ورفع طرف الثوب الى أعلى على شكل خيمة أو هرم فهذا تقليد على الشعوب أن تراعيه وتعمل به مفاده أن لا تقرب انجازات الحكومات خوفا من الالتهابات بقي أن أقول أن الختان الذي تمارسه الأنظمة العربية بحق شعوبها هو ختان الزامي مثله مثل التعليم الابتدائي والويل كل الويل للمتسربين .

السؤال الذي يطرح نفسه ترى من ذلك الحلاق الذي يقوم بختان الأنظمة ؟؟؟؟ أغلب الظن أنها أنظمة ولدت مختونة لما لا فقد أثبت علم الطب حقيقة الوحم . وسامحونا .

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية