الاثنين، يوليو 09، 2018
حمير فوق.. وحمير تحت..
الاثنين, يوليو 09, 2018
اضف تعليق
*****
عَّین العظیم، حاكم الشام مشرفین بلا حساب، وعین مراقبین على مداخل ومخارج الشوارع، واوجد عناصر أمنیة
اشتھرت في الشام باسم الشبیحة، قد یفوزون بالمیدالیات الذھبیة في الاولمبیادة القادمة ، بجمیع فنون القتال، بدءا
من المصارعة الحرة والرفس ألجحشي وصولا إلى ضرب العصي. وضاعت الأسماء من الأرشیفات ولم یعد یعرف
عدد من عینھم ،فاستبدلت الأسماء بالأرقام لسھولة الجمع والطرح والوصول لمجمل المعینین.
وحتى لا یضطر إلى تحریر سوریا زنقة زنقة ،بصفتھ دكتورا ولیس دابة عمیاء، لم تظل زنقة في سوریا لم یضع
فیھا مشرفا أو مستشارا أو مراقبا أو شبیحا أو شاعرا یتغني بسوریا الحرة تحت نعال بشار وشبیحتھ.
وبما انھ یعمل أكثر مما یحب أن یفكر ، صونا لقیمة عقلھ ، حیث أن العقل العربي من أغلى العقول في العالم لأنھ
غیر مستعمل ، قرر إقامة استعراض لرجال النظام الأشاوس، ودعوة الإعلام الأجنبي لیعرف حقیقة حب الشعب
لبشار، واصطفافھم وراءه في المعارك ضد الصھیونیة والاستعمار. وكان طلبھ أن یستعرض رجال دولتھ المخلصین ،
وتقرر في الھیئات المشرفة على الاستعراض الكبیر،أن یركب فیھ الوزراء الحالیین والسابقین ، الذین لم ینتحروا
وقبلوا الاقالة بطیب خاطر، والمشرفین والمراقبین من عیون النظام المقربین من العرش الرئاسي،على مختلف
توزیعاتھم الجغرافیة والتنفیذیة، على الخیول، ویركب الشبیحة، بما فیھم بثینة شعب واحد، ملكة شارع الصحافة
والسیاسة بلا منازع،على الحمیر .
وھذا الاستعراض ھو تقلید لما جرى في مصر أیام الملك فاروق، حین استعرض
البكوات والباشوات في مصر ، الیوم اختلفت التسمیة ولم تختلف المراتب أو یتأثر العقل بالتطور.فجلالة الفاروق
أراد استعراض بكواتھ وباشاواتھ ، وجلالة رئیس دولة الوراثة الجملكیة السوریة یرید استعراض حاشیتھ وأزلامھ،
لیعرف ما لھ وما علیھ.
في یوم الاستعراض لبس الجمیع أزھى وأبھى ملابسھم ، وتحاشروا وتجاحشوا، لیكونوا أقرب لمنصة الملك –
الرئیس ، لعلھم یفوزون بنظرة ترفع من قیمتھم في سلسلة المناصب، قد یصیروا وزراء حكومة أو شبیحة أو
إعلامیین أو ھتافین للتلفزیون الوطني السوري،أو موظفین لدور الصھاینة وعملاء الاستعمار، وكلھا وظائف ھامة قد
تكون خطوة نحو الرقي الوظیفي، وانتفاخ الحساب البنكي.
ولولا الخوف من إزعاج الرئیس طویل العنق في یومھ العظیم، لتضاربوا بالأیدي والسیقان ومعط الشعر لیقفوا بقرب
منصتھ.. حتى ینتبھ لوجودھم ، لعل وعسى یرزقھم حمارا أو فرسا للركوب في الاستعراض القادم .
وما ھي إلا لحظات وإذا بموكب كبیر ممتد لا ترى العین نھایتھ، یركبون الخیول العربیة الأصیلة، ووراءھم قافلة
تركب الخیول الأجنبیة بل وبعض البغال.. سأل العظیم مستشاره الخاص : كلھم من وزرائنا ومستشارینا ؟
- أجل یا عظیم .
ابتسم شاعرا بمجده . وسأل :
- لماذا یركب بعضھم خیولا أجنبیة وبغالا ؟
- یا سیدي عددھم أكثر من الخیول العربیة والبغال في مملكة سوریا.. اركبنا الوزراء على الخیول العربیة
وأركبنا المراقبین والمستشارین على الخیول الأجنبیة والجواسیس كما ترى فخامتك على البغال الشبیھة بالخیل
من حیث الحجم.. ھكذا أیضا یمكن التمییز بین أدوارھم في النظام.من یسبق من في سلم الأھمیة.
- حسنا حسنا یا
ما أكثرھم؟
وما أن أنھى كلامھ، وإذا بقافلة من الحمیر المركوبة. تفاجأ العظیم :
- ومن ھؤلاء راكبي الحمیر ؟
- إنھم شبیحة النظام ، وضامني أمن الجمھور وسعادتھ واستمرار ابتساماتھم ورضاھم على حكمك الدائم أبد
الدھر إن شاء الله، والذي لا یسعد من نفسھ وإرادتھ نسعده بعصي الشبیحة.او نرسلھ الى جنة رضوان.
- یا للمنظر الجمیل، عددھم كبیر.وھل سجلاتھم الأمنیة نظیفة؟
- لا تقلق یا سیدي الرئیس، سوریا وسعادتك تستحقون أكثر.
قال مستشاره الخاص.وأضاف:
- أنا فحصت السجلات شخصیا، عدا جرائم السرقة والنصب والاحتیال والتزویر وحوادث الاغتصاب والانحرافات
الجنسیة والخلقیة، لا علاقة لھم بسائر المواطنین. المواطنون نبذوھم لحسن حظنا، فأضحوا اشد المخلصین
لسلامة سوریا البعث وقائدھا العظیم.
- ولكني أرى وراء قافلة الحمیر أشخاصا یمشون. من ھم ؟ ولماذا لا یركبون الحمیر ؟
- یا صاحب العظمة ، نفذنا أوامرك . أركبنا أصحاب المراتب العلیا الخیول والبغال كما رأیت ، والشبیحة أركبناھم
الحمیر .. وللأسف عدد الشبیحة في سوریا أكثر من عدد الحمیر ـ فمشى الذین لم نجد لھم حمارا یركبوه !!
- انظر انظر..
(قال العظیم) من ذاك الذي یحمل شخصا على ظھره ؟
- انھ الشبیح الأول .. لم نجد حمارا لبثینة شعب واحد، شبیحة الإعلام، ورفضت أن تمشي مثل شبیحة العصي
الذین لم نجد لھم حمیرا في سوریا، بحثنا بطول الجمھوریة وعرضھا ولم نجد حمارا آخر لتركبھ مثل
الآخرین،حاولنا استیراد حمیر من الدول الشقیقة، وأنت تعلم سیدي إننا نواجھ مقاطعة صھیونیة استعماریة
تصعب علینا حتى شراء الحمیر في السوق الدولیة،التي ارتفعت بورصتھا في نیویورك وھونغ كونغ وباریس
ولندن، والكل ینتظر ارتفاعا باسھم الحمیر قبل البیع، ولم یكن لدینا الوقت لتأجیل الاستعراض الرئاسي،
وعر ُضنا لشراء الحمیر من القادة العرب سبب أزمة حمیر عربیة، وبنفس الوقت رفض الأشقاء العرب التنازل
عن حمیرھم،وخلق أزمة علاقات مع رجال أنظمتھم، حتى إیجارا لیوم واحد رفض ، رغم اتفاقات الدفاع
المشترك بیننا وتبادل الخبرات في قمع العملاء الاستعماریین والصھاینة، واضطررنا لسحب سفرائنا من الدول
الشقیقة تحت صیغة التشاور، وھذا لم یفد ایضا،استمروا في عنادھم بعدم تأجیر حمیرھم. وكانت مشكلة مع
بثینة شعب واحد، حتى تبرع الشبیح الأول أن یحملھا على ظھره، ویسیر بھا مع قافلة الحمیر، حفظا لمكانتھا
الإعلامیة.. حتى لا یفسر الأعداء غیابھا بالعزل او الانتحار.. ولتسقط جمائل الأشقاء العرب.
- ظننت للوھلة الأولى أني أرى حمارا بطبقتین .
قال العظیم بشار بسعادة لكثرة رجالھ...
- ھذا صحیح یا صاحب الفخامة، شبیحك الأول قوي كالحمار!
(حمیر فوق.. وحمیر تحت.. (كتابات ساخرة 2018/9/7 نبیل عودة
0 comments:
إرسال تعليق