على شاشة التلفزيون الاسرائيلي خرجت المذيعة تقول في عنوان مفاجئ "ما هو وجه الشبه بين المرأة والحمارة ؟"، ثم اردفت وهي تبتسم ان علماء اوروبيون انهوا بحثا جديدا يؤكد النتائج السابقة التي تقول ان حليب الحمارة ( الاتانة ) هو اقرب انواع الحليب بين الثديات لحليب المرأة الام وانه يحتوي على العناصر المفيدة جدا للطفل في حال جرى ارضاع الاطفال البشر منه.
ويهدف البحث الجديد الى قياس امكانية تسويق حليب الحمير ( لونه مائل للاصفر كثيرا ) وبيعه في الاسواق لمن يريد، وفي حين يتوقع ان شعوب ادلول المحافظة لن تشتري هذا الحليب الا ان الاوروبيين وحتى الغرب بشكل عام يمكن ان يقدموا على شرائه من المتاجر لا سيما اذا كان الطفل الرضيع بحاجة لذلك في ظل وجود امرأة عاملة وربما لا تستطيع الالتزام بأوقات الرضاعة، فقد تبين أن حليب الحمارة هو الاكثر تشابها مع حليب المرأة والاكثر ملائمة للاطفال بعد حليب الام وكذلك للشيوخ والحوامل.
ولكن للاسف إن تربية الحمير وإستغلال حليبها من أصعب ما يكون إذ يجب حلب الحمارة 6 مرات في اليوم وبشكل يدوي, شرط أن يكون صغيرها بجانبها حتى يدر حليبها وبكميات قليلة جدا...فالحمارة لا تنتج اكثر من لترين في اليوم بعكس البقرة التي تنتج 30 لتر في اليوم الواحد..كما ان حليب الحمارة يتأكسد بسرعة كبيرة ومن الضروري تجليده لنقله وتسويقه, مما يتطلب استثمارات مالية كبيرة لا توفر سوى إنتاج ضئيل.
و(هكذا فإن الجهاز الهضمي الاحادي لدى البشر والحمار يرد العناصر الاساسية من دون أكسدتها لذا تكون موجودة بكثره في حليبهم..كما وأن طبيعة الحليب عند الفئتين من حيث بروتيناتها وسكرياتها متشابهة. وحليب الحمارة مليء بالفيتامينات A,B1,b2,B6,d,E,C وبالمعادن والكالسيوم والمغنيسيوم والفسفور والصوديوم والحديد والزنك.....والحوامض الدهنية غير المشبعه وأيضا بالكيل جليكيرول الذي يدخل في تركيبه جهاز المناعة. كما أن حليب الحمارة خفيف على المعدة لانه لا يحتوي على الكازيين القابلة للتخثر. ونسبة المواد الدهنية فيه قليلة لذا هو مناسب للاطفال الذين يعانون من حساسيه ازاء بروتين حليب البقر.. وهذا البروتين أيضا غائب عن حليب الام لذا فإن بعض المراكز الاستفائية في المانيا وفي ايطاليا تعتمد حليب الحمارة لتغذية الرضع).
(ويؤثر حليب الحمارة في مختلف أنظمه الجسم فيقوي المناعة ويسهل الهضم, كما وأن خمائره تجدد البيئة المعوية وتحد من البكتريات المسببة للامراض في الامعاء, كما أنه يساعد على التخلص من الحموضة في المعدة ويقدم مادة السيستين للكبد والتي تعمل على إزالة الشوائب منه.
ويستخدم حليب الحمارة لعلاج الجلد المصاب بالاكزيما وحب الشباب والتقشر لانه ذو مفعول مطهّر..ويبدو أن تأثيره على البشرة ناجم من تحسن تأثيره على الجهاز الهضمي والكبد وهما جهازان إن أصابهما خلل أنعكس مباشرة على البشرة... لذا يعتبر حليب الحمارة مساعدا في محاربة حالات حساسية الجلد والكثير من أمراضه, ويوصف في حاله الشيخوخة البشرة المبكرة, من تجاعيد وجفاف بسبب تأثيره المضاد للتأكسد !!.
0 comments:
إرسال تعليق