الخميس، سبتمبر 27، 2018

ترامب يدعم خطة سلام على أساس حل الدولتين

نيويورك - أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء أنه سيقدم خطة للسلام في الشرق الأوسط تقوم على حل الدولتين قبل نهاية العام، معربا عن ثقته بعودة الفلسطينيين إلى المحادثات رغم دعمه القوي لإسرائيل.
وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الرئيس الأميركي الذي يدفع لخطة سلام تحت مسمى صفقة القرن ويرفضها الفلسطينيون، قبوله بحل الدولتين أساسا لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال ترامب أثناء إجرائه محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على هامش انعقاد الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن "حلمه" هو حل النزاع سلميا بعد أن فشل في ذلك العديد من الرؤساء الذين سبقوه.
وفيما قال إنه يتوقع أن تقدم إسرائيل تنازلات في التسوية النهائية للنزاع المستمر منذ عقود، اعتبر الفلسطينيون أن سياسات إدارة ترامب في الشرق الأوسط تدمر الآمال في السلام.
ويعمل غاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره البارز في البيت الأبيض، منذ أكثر من عام على وضع خطة سلام، إلا أنه لم يصدر أي مؤشر إلى التاريخ الذي يتوقع أن يقدم فيه خطته.
وفي إشارة إلى الجدول الزمني لعرض الخطة قال ترامب "أستطيع أن أقول خلال الشهرين أو الثلاثة أو الأربعة المقبلة".
ولأول مرة قال ترامب صراحة أنه يدعم الحل على أساس إقامة دولتين والذي سيؤدي إلى فلسطين مستقلة. وقال "أعتقد أن هذا هو الحل الأنجع، هذا ما أشعر به".
وقال "أعتقد بحق أن شيئا ما سيحدث. إنه حلمي بأن أتمكن من فعل ذلك قبل انتهاء مدة رئاستي الأولى".
وانتخب ترامب لمدة أربع سنوات تنتهي في يناير/كانون الثاني 2021، فيما يتعرض الرئيس الأميركي المعروف بمواقفه المتقلبة لضغوط داخلية شديدة على خلفية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية وقرارات يرفضها شقّ من فريقه الحكومي وفي ظل حركة مقاومة داخل طاقمه تستهدف عزله.
وعملية السلام متوقفة فعليا منذ قطع الفلسطينيون الاتصالات مع إدارة ترامب العام الماضي احتجاجا على قراره الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
وأصدر ترامب أمرا بعد ذلك بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة توافق على أنه حتى إذا ما تم التوصل إلى حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، فسوف تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية الشاملة على الضفة الغربية.
وفي لقاء مع المراسلين الإسرائيليين بعد لقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نيويورك، قال ننتياهو إنه بموجب أي اتفاق سلام ، ستحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط،بحسب صحيفة"تايمز أوف إسرائيل،.
وحول سؤال لنتنياهو عن احتمال إقامة دولة فلسطينية خلال فترة توليه منصبه ، ابتسم وقال: "أقترح عليكم الانتظار بصبر".
قال نتنياهو إنه لم يفاجأ بتأييد ترامب لحل الدولتين،مضيفا "نحن نناقش القضية باستمرار منذ أن أصبح ترامب رئيسًا في كانون ثان/يناير 2017.
وقبل تصريح ترامب، امتنعت إدارة ترامب عن إصدار بيانات لدعم حل الدولتين والذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.
ويرغب الفلسطينيون في أن تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية ويقولون إن وضع هذه المدينة يجب أن يحدد فقط كجزء من اتفاق سلام أكبر.
وتدهورت العلاقات بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة بشكل أكبر خلال الأسابيع الأخيرة بعد أن قطعت واشنطن التمويل عن الفلسطينيين خصوصا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) التي تساعد ملايين اللاجئين الفلسطينيين.
إلا أن ترامب أورد أنه لا يشك في أن الفلسطينيين سيعودون قريبا إلى طاولة المفاوضات.
وقال "سيأتون بالتأكيد إلى الطاولة بكل تأكيد 100 بالمئة"، مضيفا "الكثير من الأشياء الجيدة تحدث" قبل أن يؤكد أنه "سيتعين على إسرائيل أن تفعل شيئا يكون جيدا للطرف الآخر".
إلا أن رد الفعل الفلسطيني الأولي يوحي بأن على ترامب أن يبذل جهدا كبيرا لإقناع الفلسطينيين بأنه وسيط محايد للسلام.
وقال حسام زملط رئيس البعثة الفلسطينية التي أغلقت مؤخرا في واشنطن، إن سياسات البيت الأبيض تدمر آمال السلام، مضيفا "أقوالهم تعاكس أفعالهم، وأفعالهم واضحة تماما وتدمر احتمال حل الدولتين".
وتابع أن تصريحات ترامب لوحدها ليست كافية لإعادة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات. وقال "كل تحرك اتخذه ترامب هو في الاتجاه المعاكس لحل الدولتين".
ولم يعلق نتانياهو مباشرة على مسألة حل الدولتين، إلا أنه أشاد بترامب الذي وثق معه علاقة قوية من خلال عداوتهما المشتركة لإيران.
وقال نتانياهو متوجها إلى ترامب "لم يدعم أحد إسرائيل كما دعمتها أنت ونحن نقدر ذلك".
ولعب العديد من الرؤساء الأميركيين السابقين دورا كبيرا في محاولة إنهاء النزاع في الشرق الأوسط من بينهم جيمي كارتر الذي توسط في التوصل إلى اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 والتي نتج منها اعتراف مصر رسميا بإسرائيل.
كما أشرف بيل كلينتون على اتفاقيات أوسلو للسلام قبل ربع قرن والتي نصت على هدف الدولتين وسمحت بقيام السلطة الفلسطينية لتحكم الضفة الغربية وقطاع غزة.
إلا أن تلك الاتفاقيات تركت دون حل عدة مسائل بينها ترسيم الحدود ووضع مدينة القدس المحتلة. ولم تعترف بإسرائيل رسميا أي دولة عربية باستثناء مصر والأردن.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية