قوات النظام من "الفرقة 25 مهام خاصة" و"الحرس الجمهوري" و"لواء الباقر" و"الفرقة التاسعة" تمكنت من السيطرة على أكثر من 10 قرى ومواقع جديدة، أهمها، بلدات حور وعين جارة والسلوم وقبتان الجبل، وتمكنت قوات النظام أيضاَ من السيطرة على جبل الشيخ عقيل شمال غربي عندان وهو موقع استراتيجي تتمركز فيه نقطة مراقبة تابعة للجيش التركي، والتي تمت محاصرتها بعد تقدم القوات المهاجمة أخيراً.
وتتواصل المعارك بين الطرفين في بالا وشمال قبتان الجبل وبلنتا، وتمكنت "الجبهة الوطنية للتحرير" من تدمير دبابة وعدد من الآليات العسكرية لقوات النظام، وفي حال نجحت القوات المهاجمة في السيطرة على مناطق الاشتباك الحالي سيكون الطريق أمامها مفتوحاً للوصول إلى دارة عزة التي تعتبر من أكبر المدن في ريف حلب الشمالي الغربي.
تقدم قوات النظام والمليشيات وقصفها التمهيدي نحو دارة عزة دفع عشرات الآلاف من المدنيين إلى النزوح عن المدينة ومحيطها من المزارع نحو منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" في ريف حلب الشمالي، وتشهد المعابر الفاصلة بين ريف حلب الغربي ومنطقة عفرين حشوداً هائلة لأرتال السيارات التي تنقل النازحين.
مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني "الخوذ البيضاء" إبراهيم أبو الليث أكد ل"المدن"، أن الطائرات الحربية الروسية شنت غارات على مشفيين في مدينة دارة عزة. واستهدف القصف مشفى الفردوس ومشفى الكنانة، وتسبب في خروجهما عن الخدمة بسبب الأضرار والدمار الذي ألحقه القصف بالبناء والمعدات الطبية كما أصيب عدد من المدنيين والعاملين في المشفيين بالغارات الجوية.
مصدر خاص في منظمة "منسقو الاستجابة" سوريا، أكد ل"المدن"، أن المشفيين اللذين قصفتهما الطائرات الروسية مؤخراً هما آخر النقاط الطبية في مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب الغربي. وينضم المشفيان إلى 72 مشفى ونقطة طبية دمرتها قوات النظام بقصفها الجوي والبري منذ بداية عملياتها العسكرية في أيار/مايو 2019.
خسارة المعارضة لجبل الشيخ عقيل الذي يشرف على منطقة دارة عزة إلى الشمال الغربي يشكل خطراً على مواقع الفصائل المعارضة في المنطقة، وفي حال سيطرت قوات النظام على المدينة فإنه من السهل عليها السيطرة على أكثر التلال الاستراتيجية أهمية في ريف حلب الشمالي الغربي، وهو جبل الشيخ بركات، والذي يؤمن لقوات النظام إشرافاً نارياً على منطقة واسعة قرب الحدود السورية-التركية، ويمكنها من قطع الطريق الواصل بين ريف حلب الشمالي وادلب.
وفي حال نجحت القوات المهاجمة في تطبيق السيناريو المفترض فإنه سيصبح في إمكانها الوصول إلى الدانا وسرمدا وباب الهوى بسهولة وستصبح إدلب معزولة كلياً عن مناطق المعارضة الأخرى في ريف حلب.
وتتمركز في أعلى قمة جبل الشيخ بركات أكبر القواعد العسكرية التركية في ريف حلب الشمالي الغربي، وفي حال وصول قوات النظام إلى المنطقة ستكون القاعدة التركية بحكم المحاصرة وتنضم بذلك إلى باقي القواعد والنقاط التركية التي حاصرتها قوات النظام خلال الأسابيع القليلة الماضية.
الناشط الإعلامي عبد الفتاح الحسين أكد ل"المدن"، أن قوات النظام والمليشيات المدعومة من إيران والتي تتمركز في بلدتي نبل والزهراء شمالي حلب تسعى إلى توسيع سيطرتها في محيط البلدتين غرباً. وقتل خلال المعارك المستمرة منذ ثلاثة أيام في جبهة جبل الشيخ عقيل عدد كبير من قوات النظام والمليشيات الإيرانية.
وفي المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام والمليشيات الموالية مؤخراً في ضواحي حلب وأريافها الجنوبية والغربية والشمالية، تتواصل زيارات مسؤولي النظام إلى المواقع الاستراتيجية المنتشرة على جانبي الطريق الدولي "إم5". وزار وزير الصناعة في حكومة النظام محمد معن زين العابدين جذبة، ومحافظ حلب حسين دياب، ورئيس اتحاد غرف الصناعة السورية فارس شهابي، عدداً من المعامل والمنشآت العامة والخاصة، وتم رفع علم النظام على عدد من المباني المدمرة في الزربة والعيس وزيتان وخان العسل وجمعية المهندسين ومدير الخدمات الفنية وغيرها من المناطق والمواقع.
وتناقلت مواقع إعلامية موالية للنظام، صوراً وفيديوهات مسجلة لعائلات مدنية بقيت في المناطق التي تقدمت فيها قوات النظام بريف حلب الغربي، وتظهر المقاطع المتداولة أعداداً من الأهالي كانوا يتجمعون في منازل معينة بانتظار قوات النظام، وهم من الموالين للنظام وأبنائهم من بين عناصر القوات التي دخلت البلدات التي كانت تسيطر عليها المعارضة، وتكرر الأمر ذاته في أكثر من بلدة وقرية.
0 comments:
إرسال تعليق