الاثنين، يوليو 04، 2011

سورية: كرة ثلج تتعاظم، واحتجاجات واسعة وحماة تتصدر المشهد




جمعة احتجاجات جديدة،مشاركة شعبية واسعة خرجت هذا الأسبوع في مظاهرات ومسيرات جمعة الرحيل ،أو كما أطلق عليها جمعة "ارحل" من قبل اتحاد تنسيقيات ثورة سورية بتاريخ تموز "يوليو" 2011 ،هذه المشاركة الكبيرة من قبل مختلف شرائح المجتمع السوري في هذه المظاهرات، والتي طالبت جميعها بإسقاط النظام ... طبعا حشد مختلف وتوسع مذهل في كافة القطر السوري ،فالالتفاف الشعبي أضحى اكبر واكبر لان كل أسبوع جمعة ،وكل جمعة مظاهرة، يخرج الشعب السوري فيها للتظاهر في الساحات والشوارع للتعبير عن رفضهم الكلي لبقاء نظام الأسد، وبالرغم من استمر القتل الذي يسيطر على المشهد،الضحايا في ارتفاع دائم ،والدم السوري يسيل في الشوارع وساحات الاعتصام، من قبل النظام وأعوانه ،لان الشعب قال كلمته الأخيرة ،وهي"إسقاط نظام البعث البائد ،ومحاسبة كل المجرمين الذين ارتكبوا المجازر بحق المتظاهرين العزل الذين رفعوا أغصان الزيتون بوجه كل السلاح والقمع والقتل. لا تفاوض ولا اعتراف بسلطة النظام، الذي يقتل ويحرق شعبه من اجل البقاء في السلطة، فهذه المظاهرات بحد ذاتها تحدي للنظام وأدواته ،لان العنف والبطش ليس هما الحل الأنسب.
تظاهرة حماة:
لقد تميزت هذه الجمعة عن غيرها بمظاهرة حماة الذي خرج أهلها إلى ساحة العاصي في اكبر استعراض شعبي منذ بدء المظاهرات في 15 آذار "مارس "الماضي، لتقول كلمتها الفاصلة لأنها ولية الدم الذي ارتكب نظام الأسد الأب بحقها أبشع المجاز والقتل،النظام اخضع المدينة وسورية كلها لعبودية طويلة، لقد افزع الشعب السوري بمجاز حماة،أهل حماة لم ينسوا فضاعت القتل والتعذيب بحق أبناء المدينة في العام 1982 ، شبابها قتلوا وذبحوا ودمرت منزلها، وجز بالباقي في سجون النظام الذين لا يزلون حتى اليوم في عداد المفقودين، لقد اعتقل النظام الأخوة المسحيين وقتها وجزهم بالسجن بتهمة الانتماء إلى حركة الأخوان المسلمين، هذه المدينة لها تاريخها مع نظام البعث وتعرفه جيدا، خرج أهل حماة في المظاهرة الكبير التي قدرتها وكالة رويترز بنصف مليون شخص كانوا في الساحة ، لتقول للأسد ارحل، فالمدينة المنكوبة لن تعطيه أي فرصة جديدة لنظام البعث من اجل التنكيل بها مجددا ،لان جرائم حماة التي ارتكبها نظام الأسد الأب من القرن الماضي لا تقل أهمية أبدا عن الجرائم التي ارتكبها نظام الراحل "صلبدان ميلسوفيتش"،في البوسنة والهرسك،وكسوفو، من القرن الماضي ،فإذا كانت مجاز السربرنيتش في البوسنة تعتبر أبشع مجاز القرن الماضي، فان مجزرة حماة لا تقل فظاعة وأهمية عنها، لان حماة ستبقى دائما نقطة سوداء في تاريخ النظام السوري،وحزب البعث.
لذلك خرجت حماة منتفضة ضد النظام الفاسد، ضد القتل والبطش والاعتقال ،مع لحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في سورية الجدية ، مما دفع الرئيس بشار الأسد إلى إقالة محافظ حماة بسبب ضخامة التظاهرة التي تعبر عن فشل النظام الحالي في قمع وضبط الشارع،والتي ترسل إشارة للعالم كله بان هذه المظاهرات هي حركة شعبية اجتماعية بعيدا عن التلاعب والتأمر كما يدعي النظام السوري ، فأهل حماة أدرى بشعابها ،حماة المدينة الأبية التي تقول كلمتها، "لا تفوض ولا اعتراف مع نظام فقد شرعيته وبداء يتلاش رويدا رويدا"... لذا لبت المدينة دعوة منسيقيات الثورة السورية في اكبر استعراض شعبي ، لتقول للجميع بإمكانها أن تحشد أكثر،إذا النظام منع شبيحته وفرق موته من ارتكاب مجازر بحق الشعب السوري.
دور حلب الشهباء في التظاهر :
وأخيرا خرج أهل حلب الشارع ،لقد لبى أهل المدينة نداء منسيقيات ثورة سورية الداعية للمشاركة الواسعة في جمعة ارحل ،فكان لحلب وأهلها دورا مميزا في المشاركة الشعبية التي أزعجت النظام لكون النظام وضع كل ثقله لكي يبعد حلب ودمشق عن حركة الاحتجاجات متحالفا مع طبقة رجال الإعمال وأصحاب الرأسمال السوري،لان هذه الطبقة المالية تعمل من اجل مصلحتها الخاصة وهي تدخل في تحالف مع النظام والعائلة الحاكمة ، لان حلب تتميز بوجود طبقية مالية تمارس التجارة وربح الأموال ،دون التدخل في السياسة ،لكن أهل المدينة لم يستطيع الوقوف أمام حركة التغير التي تجري في القطر والذين هم جزاء لا يتجزءا منها ،فكان الفراق النهائي بين الشعب من جهة والحزب والنظام ورجال الأعمال،بالرغم من العتاب الكبير الذي يحمله الشعب السوري اتجاه حلب وأهلها والذين كانوا مطالبون دائما بالانخراط والانحياز إلى جانب الثورة ،لكنهم أخيرا خرجوا للتظاهر في أكثر من 20 نقطة في المدينة ولبوا النداء،لحلب لون وطعم خاص في حركة التظاهر التي تخيف النظام ،حلب هي المدينة الثانية، والعاصمة الاقتصادية ،هي المحرك المالي ،ذات الثقل السكاني ومحرك القدرة الكبيرة في حركة الاحتجاج المقبلة للثورة السورية، فإذا كانت درعا أول من دق الإسفين الأول في نعش النظام السوري وأسقطت النظام ،فان حلب ودمشق هما من سوف يدق الإسفين الأخير في نعش النظام السوري في رحيل النظام وإسقاط شرعيته ، بالرغم من وجود كتلة كبيرة في حلب لا تزال تؤمن بوعود الإصلاح وتحاول أن تعطي النظام السوري وقت إضافيا لتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها الشعب ،عكس حماة والمدن الآخرة التي لا تؤمن بوعود النظام وتصر على رحيله.
مؤتمر سمير اميس:
مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في فندق سمير أميس في دمشق في 27 حزيران يونيو من هذا العام بين شخصيات معارضة والنظام السوري تحت شعار"سورية للجميع في ظل دولة ديمقراطية مدنية"،
-النظام السوري يسعى إلى امتصاص نقمة الشارع والى كسب المزيد من الوقت ولا يزال يرهن على حل من الخارج من اجل الدعم لإبقاء نظام الأسد عبرا صفقة معينة يقم بها ،لذلك يسعى إلى عقد مؤتمرات من اجل تبيض صفحته أمام الغرب وتحديدا أمريكا بعقد هكذا مؤتمرات مع بعض وجوه المعارضة السورية الشريفة ولكنها لا تمتلك التأثير على حركة الشارع،ملعب رخيص يريد استخدمه النظام السوري للالتفاف على الشارع الذي يرفض الحوار معه .من اجل إيصال رسالة للعالم مفاده إن النظام السوري يقوم بإصلاحات داخلية في سورية ،فالنظام السوري لا يريد محاورة المعارضة.ولكن النظام يبتعد كليا عن تلبية مطالب ورغبات الشعب، والابتعاد الفعلي عن الإصلاحات الحقيقية، وإنما يحاول شراء الوقت من اجل إخماد حركة الحراك الشعبي وإحباط معنويات المتظاهرين من اجل أطالت عمر النظام،من خلال الوعود بإصلاحات كرتونية بعيدة الأمل، فالنظام يعمل على خلط الأوراق مجددا في الساحة السورية من خلال التالي:
1- لقد تم عقد لقاء مع بعض شخصيات المعارضة ، والذي سميي باسم مؤتمر السيد بوثينة شعبان ،لان النظام لم يقدم شيء للشعب السوري، ولا أية مبادرة سريعة يمكن وضعها على طريق تنفيذ الوعود وعودة الثقة مع الشارع الشعبي.
-2-النظام يحاول اللعب على الورقة الكردية مجددا من خلال مغازلة القيادات الكردية لإبعاد الكرد وفصلهم عن الحراك الشعبي السوري من خلال وعود يقطعها النظام على نفسه أمام قيادات الشعب الكردي، بعيدة جدا عن مطالب الشباب الأكراد السوريين القابعين في الساحات .
3-النظام السوري يحاول التنفيس عن نفسه من خلال الحوارات التي يطرحها، من اجل التقاط الأنفاس والانقضاض مجددا على الشعب،النظام خاطبة الغرب من خلال عقد هذه المؤتمرات وتحديدا أمريكا، فالنظام السوري يعلم جيدا بان أمريكا لا تزال تراهن على إصلاحات في سلوك النظام ،وتبقيه في الحكم وعدم تغير نظام الأسد.
- لكن المعارضة السورية نجحت في نزع الاعتراف الرسمي بوجودها من قبل هذا النظام المرتبك، مهما قيل عن الاجتماع فان النظام اعترف بوجود العارضة، واعترف بالحوار السياسي نتيجة فشل حله الأمني والعسكري. وهذه نقطة جديدة تسجل للمعارضة،وهذا مما جعل شخصيات سورية جديدة معارضة تفكير بعقد مؤتمر إنقاذ وطني في دمشق ضمن بنود عريضة وواضحة تلبي حركة الشارع السوري المحتج ،والتي تتضمن: "تشكيل حكومة وطنية بقيادة المعارضة وتأسيس لانتخابات نيابية ورئاسية معا ،ومحاكمة كل الذين لطخت أيدهم بدماء الشعب السوري"،طبعا هذا المؤتمر أو الحركة الحوارية تمهد بدورها إلى إدخال فئات متعددة من شخصيات معارضة أو من شخصيات ذات صلة بالنظام والحزب والجيش من اجل التفكير والبحث الجدي بإنقاذ سورية وتسلم السلطة بطريقة سلمية من اجل إنقاذ البلد لان الحل في سورية قالته الجماهير المتظاهرة في "جمعة ارحل "والذي بلغ تعدادها حوالي 3 مليون متظاهر بالرغم من القبضة الحديدية التي تسيطر على القطر السوري وانتشار إعداد القوى الأمنية والعسكرية لقمع الحركة الاحتجاجية،فالنظام السوري عجز عن تقديم حلول وإصلاحات جديدة وهو يطالب نفسه بإسقاط شرعية فقدها من خلال القتل والبطش والاعتقال التعسفي واحتلال المدن وتهجير السكان .
لكن المهم من كل حراك المعارضة والمعارضين التوصل إلى صيغة سياسية وخارطة طريق يتم تبنيها من قبل المعارضة والعمل على تنفيذ بنودها،ولمخاطبة الغرب والعالم بوجود خطة يتم السير عليها ولا خوف على مستقبل سورية برحيل النظام الحالي ،لان الشعب السوري قادر وكفيل بطرح شخصيا سورية تستطيع تولي إدارة البلاد دون أية مشاكل تذكر، فالوفود المعارضة يجب ان تجوب الدول العربية والأجنبية لشرح أفكار المعارضة والتعرف عليها عن قرب كما فعل الوفد اثناء زيارة موسكو الأسبوع المقبل .
المحكمة الدولية:
وأخيرا صدر القرار ألضني الدولي من المحكمة الدولية الخاصة بقتلة الرئيس رفيق الحريري، بظل حكومة لبنانية شكلت خصيصا لفتح تغره سياسية للنظام السوري،لان مهمتها الوحيدة هي رفض وتصدي القرار ألضني وصولا إلى المواجه مع المجتمع الدولي ،لان تشكيل الحكومة اللبنانية بالأساس هو الدفاع عن النظام السوري وحلفاء سورية في لبنان ، بالرغم من إعلان الحكومة اللبنانية بأنها ستتعامل بمسؤولية مع القرار ألاتهامي بشأن جريمة الرئيس الحريري،لكن الواضح غير ذلك لان الاتهام ضد أعضاء في حزب حليف لسورية ،هو اتهام للرئيس الأسد شخصيا وليس للشعب السوري، لقد صدر الاتهام الدولي بظل معاناة النظام السوري والوقوع في أزمة داخلية لا يستطيع الخروج منها ومص نقمتها التي تكاد تعصف بنظامه وبوجوده ،فالحكمة أتت بالوقت الذي يعاني النظام من عزلة دولية وعقوبات اقتصادية عالمية فرضت على هرم النظام بمن فيهم الرئيس الأسد ،فالمحكمة الدولية سيف مسلط على رقبة نظام الأسد والتي سوف تطال العديد من قيادته وأعوانه بظل هذه الظروف البشعة التي يعاني منها حكم الأسد ونظام البعث، مما استدعى الحليف الإيراني الذي يعاني من ضغوطات دولية التعليق على المحكمة الدولية بلسان رئيس البرلمان السيد علي لارجاني الذي وصف المحكمة الدولية غير قانونية، بأنها تعمل لأجندة سياسية خاصة ،من خلال المضبطة الدولية التي اتهمت عناصر حزب الله في تنفيذ عملية الاغتيال .
اتحاد التنسيقيات في الداخل والخارج :
إن تشكيل اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في الخارج والداخل هي خطوة عظيمة من قبل لجان تنسيق الثورة والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى ربط حركة الداخل بالخارج من خلال التنسيق المتوازي بينهما في الخطاب والحركة، لان النظام السوري يسعى إلى الفصل بين الداخل والخارج ،ونشر مفهوم جديد عن مدى عمق الخلاف بين قوى المعارضة المنشقة بعضها عن بعض ،فكانت هذه الخطوة من قبل هذه اللجان لقطع الطريق على النظام وأعوانه، فالمنسيقيات هي القوى الشبابية القوية في حركة المعارضة التي تدير الشارع وتزعج النظام ،لان قوة الشباب هي التي تسيطر على الساحات، فاستثناء أو تجاهل هذه القوة يعني تجاهل الشارع ومطالبه المحقة.فالمعارضة السورية التي تنبذ الطائفية وتدعي إلى مظاهرات سلمية ،والابتعاد عن التدخل الخارجي ،والحفاظ على التراب السوري ووحدة الدم والشعب والبلاد.بالرغم من أن النظام لا يزال يصف المعارضة والمحتجين بالعصابات المسلحة والإرهابية وبأنها أقلية متمردة ،وجراثيم تنتشر في جسم الشعب.
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه أمام المعارضة التي تدير حركة الشارع،كيف يمكن التحاور مع نظام يقتل الأطفال ويتهم الطفولة بالسلفية والإرهابية، مع نظام يطلب الجلوس إلى طاولة المفوضات ولا يقدم أي حلول يمكن الاتفاق عليها من البدء بالحوار،نظام يحاور من اجل تبض صورته المحروقة دوليا ،نظام يحاصر المدن ويحتلها ويهجر أهلها ،نظام لا يعترف بمعارضة سورية ويطلق على شعبه أبشع التسميات والأوصاف .
الحوار هو ثقة بين الشعب والنظام ،لكن النظام السوري لم يغير نهجه بل تكتيكه ،لا يزال يمارس نفس الدور والحل الأمني ،الدبابات تهجم وتسطر على المدن والرصاص يقتل والطفولة ضحية، أمام هذه النهج الذي يمارسه النظام ،لن يكون في سورية أي مستقبل للحوار .
الانشقاق العسكري:
أن جز الجيش العربي السوري في معركة خاصة لحماية النظام الأمني والعائلة الحاكمة هي اكبر مشكلة توجه نظام الأسد لان الجيش السوري ذات عقيدة وطنية وقومية مهمته الأساسية هي المحافظة على الشعب والأرض والتصدي للعدو الصهيوني وحماية حدود سورية من كل معتدي والذي لا يزال جزاء منها محتل،فان عملية جز الجيش في محاربة الشعب وسعة الهوة بين الشعب والنظام ،مما أعطى فرصة كبيرة لكوادر الجيش العربي السوري بالتمرد والخروج عن الأوامر التي تقضي بقتل المدنيين ،مما ساعد العديد من هؤلاء الضباط بالتمرد على أوامر القيادة والوقوف مع ثوار سورية ،وهذا الذي حدث في محافظة ادلب ،والإعلان عن تشكيل هيئة ضباط الأحرار في سورية،فالنظام السوري الذي لا يرد الاعتراف العلني في حالة التمرد العسكرية التي حصلت بين العسكر مما أدت إلى ارتكاب مجزرة "جسر الشغور"ضد قوات الأمن والشبيحة الذين هجموا السكان الأبرياء العزل ،فكانت عملية الرد المباشر التي تبنها المقدم السوري" حسين الهرموش"، مما جعل القوات السورية الخاصة تفقد عقلها وتقوم بعملية تهجير واسعة للأهلي في محافظة ادلب بكل نواحيها ومدنها نحو تركيا والحدود الإقليمية السورية ،في محاولة للقبض على هذه القوة المتمردة ،فكان الرد السوري الرسمي وحشي لدرجة تهديم القرى وحرق الغابات والمحاصيل الزراعية وتهجير الأغلبية من السكان إلى منطقة الشريط الحدودي. النظام يبرر جرائمه هذه ضد عصابات مسلحة ترعها تركيا وتؤمن لها كل الدعم ،لكن مع الفبركات والتحريف الذي يقوم به النظام وأدواته الإعلامية الرسمية وغير الرسمية ،لم يردع حركة التمرد التي أضحت تزداد بانضمام العديد من كواد الجيش السوري الى حركة ضباط سورية الأحرار.
لاجئوا سورية:
إن حركة النزوح السورية نحو دول الجوار ساعة في اتساع الهوة والضغط على النظام السوري وخاصة لاجئوا تركية حيث العدد الأكبر من تعدد نازحي الشعب السورين ومن بينهم عددا واسع من القومية التركمانية ،مما يساعد تركيا على ممارسة ضغط اكبر وأوسع على القيادة السورية،لان تركيا وقعت في مشكلة إنسانية لم تكن جاهزة لها ،مما استدعى من الساسة الأتراك برفع النبرة عاليا باتجاه النظام السورية،بان تركية سوف تكون لكل الاحتمالات بما فيها العسكرية ، لذلك يقوم الجيش السوري باحتلال القرى المجاورة لتركيا ضننا منه بقطع كل الطرق المؤدية إلى الحدود مع تريكا مما يخفف حدة النازحين إلى الأراضي التركية،ويساعد النظام السوري بتنفيذ عمليات عسكرية عديدة في مناطق الاحتجاج دون الانتباه لعمليات القمع والتنكيل ،وهذا ما سوف ينفذه الجيش السوري في مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب.
إن عملية تدويل اللاجئين السورين سوف يكون لها الانعكاس السلبي على النظام السوري وستكون السيف الثاني المسلط على رقبة النظام ، مما يسمح لدول خارجية بالتدخل في سورية تحت غطاء المساعدة الإنسانية ،وهذا ما حصل فعليا مع نظام صربيا الدكتاتوري في العام 1999عندما قام الجيش الصربي بمهاجمة واحتلال إقليم كسوفو الصربي، وتهجير أغلبية سكان الإقليم إلى دول مجاورة ،والتي عرفت هذه الحالة بعملية تطهير عرقي للأقلية المسلمة،فكانت النتيجة تغير النظام الصربي واعتقال أركان النظام وتحويلهم إلى محكمة دولية تحت بند ارتكاب جرائم إنسانية بحق المدنيين، وهذا مما أصبح يدور في رأس النظام السوري و يدرك خطره ويخافه ،فحالة النزوح التهجير ألقصري للشعب تحت حجة محاربة العصابات المسلحة لم تخدم النظام أبدا، ولم يستطيع النظام السوري إقناع العالم برويته وتحديدا تركية،لذا يعمل النظام السوري على قطع الإمداد والحد من حركة النزوح نحو الحدود الإقليمية، من خلال عمليات عسكرية جديدة قد تثير غضب القادة الأتراك الذين لا يزالون بدورها يأملون من النظام السوري الدخول بإصلاحات واسعة تحد من حركة الاحتجاجات ،لا بعد ذلك لا تنفع روسيا ولا أمريكا في مغازلة النظام السوري، وسوف يكون عواقب النظام وخيمة من خلال صرخة اللاجئين .
حركة الشارع تقرر مستقبل النظام :
إن اتساع رقعة المظاهرات والاستجابة الواسعة من قبل الجماهير السورية في كافة المناطق ومدن القطر،يعني بان النظام أصبح غير قادر على الحد من قدرت هذه الاحتجاجات بالرغم من ممارسة الحل الأمني والعسكري،فالمشاركة كانت واسعة جدا ،ولقد تميزت هذه المظاهرات بخروج العنصر النسائي إلى المشاركة بشكل كثيف إضافة إلى الأطفال والشيوخ،فالمظاهرات أضحت تعبر عن لحظة توحيد لحركة الشارع السوري منذ 50 عام بعدما سيطر نظام البعث وحزبه الشمولي على عقول الجماهير السورية بقوة المخابرات ورجال الأمن، ففي جمعة ارحل أظهرت للجميع في الداخل والخارج بان المتظاهرين ليس بأقلية تطالب بالخبز والطعام وإنما بتغير النظام ورحيله بالرغم من انتشار الشبيحة ورجال الأمن الذين لم يتركوا هذه الجمعة تمر دون نزف الدماء الطاهرة والذكية في ساحة المدن والنواحي .
لننتظر معا ماذا تخبئ لنا هذه الجمعة من مفاجآت يريد النظام السوري أن يخرجها من جعبته المثقوبة، وما هي مناورته الجيدة الذي يحاول أن يوهم الداخل والخارج بها ،وكيف سيكون الوقف الدولي نحو هذا النظام الذي أضحى يفقد شرعيته، وكذلك ما هي رد المعارضة السورية الممثلة بالمنسيقيات على العيب النظام المتكررة . فان أي للقاء مع النظام السوري سوف يعطيه جرعة إضافية لممارسة القتل والبطش والانتقام ،وهذه الجرع ستقوي النظام الأمني وتساعده على التقاط أنفاسه والانقضاض مجددا على الثورة وجماهيرها .
الشعب السوري خلق لينتصر وليس ليموت لان النصر من نصيب الشعوب والأنظمة الاستبدادية والشمولية لا تستطيع تحدي إرادة الشعوب، فالشعب السوري يريد اليوم كسر القيود من اجل الوصل إلى الحرية التي سوف يبني من خلالها سورية الجديدة والعظيمة.
لنناضل جميعنا من اجل أن يرفع شعار عام في سورية " الحياة دون البعث أجمل وأفضل









بقلم: د.خالد ممدوح العزي

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية