الاثنين، أغسطس 08، 2011

النصّ الحرفي لمحضر الاجتماع للقاء الرئيس الشهيد و وليد المعلم ؛الحريري: لبنان لن تحكمه سوريا إلى الأبد





الجزء الاول

نشرت صحيفة "الجمهورية" النصّ الحرفي لمحضر الاجتماع للقاء الاخير بين رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ووزير الخارجية السوري وليد المعلم في منزل الحريري في قريطم قبل اغتياله في العام 2005؟ "ولفتت الى ان "اللقاء الذي فتح خلاله الحريري قلبه وصارح ضيفه قائلا "أشعر بمرارة منكم"، فأجابه الدبلوماسي السوري "الرئيس الأسد لديه مرارة منك". وأضاف "كم عانيت لأقنع الرئيس الأسد وأصل إليك. "لاطيينلي" ولا يريدون أن يتغير شيء".ولم يخفِ الحريري مواقفه إذ قال ان "لبنان لن تحكمه سوريا إلى الأبد"، و"أنظر إلى أين أوصل أبو عبدو "اللواء رستم غزالة" الأسد"، واضاف انه "منذ 4 أعوام أقاوم التقارير، استسلمت لأنني لا أستطيع مقاومتها". وتابع انه "أبلغت إلى السوريين أنني سأستقيل من مجلس النواب، ولست أنا من صنع القرار 1559".المعلم: كيف صحتك؟

الحريري: في خير، أرى زياراتك اليوم أكان للهراوي، أو لأمين الجميّل وسليم الحص.

المعلم: وحسين الحسيني، وغدا سأذهب للقاء رشيد الصلح وكامل الأسعد وميشال المرّ.

الحريري: أين ستلتقي ميشال؟

المعلم: في مجلس النواب.

الحريري: الاجتماعات اليوم وغدا؟

المعلم: غدا أنا مدعو إلى غداء وبعدها أبدأ.

الحريري: كيف الوضع عندكم؟

المعلم: حمدالله...

الحريري: شو بتشرب، عصير أو شيء تاني؟

المعلم: مي.

الحريري: خير إن شاء الله.

المعلم: ما يكتبه دولة الرئيس يجب أن يحصل.

الحريري: أريد أن تعرف أمرا، بعيدا من كل ما يحصل، مهما حصل هناك مكان لسوريا في قلبي دائما.

المعلم: لا شك عندي.

الحريري: لقد تعرضت كثيرا من أعلى المستويات في سوريا، لمجموعة من الكلام لا أريد أن أعاتب في شأنه، أنا لم أرفع أبدا تقريرا في شأن أحد لكنهم في لبنان معتادون على إرسال التقارير... أتمنّى لك النجاح لا أريد أن تخرج الأمور غير موفقة.

المعلم: دولة الرئيس، هناك شخص اسمه فخري البارودي...

الحريري: إبن الحلبية؟

المعلم: كلا شامي، لكن هناك المطرب صباح فخري اسمه الفني على اسم فخري البارودي.

(وروى له نكتة عن البارودي).

الحريري: أنا حريص على إنجاح العلاقة بين لبنان وسوريا، وأنا حريص على أن يحصل هذا الأمر على يديك، نظرا إلى احترامي الكبير لك، وأعرف أنك رجل "آدمي وطيّب" وليس لديك مصالح خاصة، من دون شك أن العلاقة اللبنانية – السورية ليست في أفضل الأوقات، وقد تسوء أكثر، وهذا ما يهمنا. لقد سبق وقلت لك إن سوريا في قلبي وعيوني، ولا يمكن أن أقوم بأي عمل يؤذيها. أنا واحد من الأشخاص الذين لهم كلمة في البلد، ولا يمكن أن أقبل أن يكون الحكم في لبنان لأي كان، معاد لسوريا ولا على الحياد معها، فنحن نريد حكما مع سوريا. لكن لبنان لن تحكمه سوريا إلى الأبد، فقد وصلنا إلى مرحلة نؤذي فيها أنفسنا ونؤذي سوريا في كل القضايا. سمعت تصريحك قبل قليل أنك جئت لموضوع قانون الانتخاب، وقانون الانتخاب "ملزّق" بكم. وسليمان فرنجية عمل القانون، وقال لأشخاص عدة وآخرهم شخص من عندي، أننا قسمنا بيروت على هذا الشكل، إذا أراد الحريري التغيير "يعطينا كم نائب ببيروت"، أقسم بالله العظيم.

المعلم: صادق دولة الرئيس، صادق.

الحريري: وهذا التقسيم الذي أملكه، "أراه إياه على الورق" وقال له بالحرف الواحد، إذا اتفقت معكم سأعيدها دائرة واحدة، أو نقسّمها بطريقة ترضيكم وأنا سأذهب إلى الرئيس بشّار وأقنعه بها.

المعلم: هل هذا ما قاله؟

الحريري: وحياة ولادي وحياة بنتي أنا لا أكذب.

المعلم: أنت لا تكذب.

الحريري: هذا التقسيم "يريه على الورق" هدفه واضح: هذه المنطقة، أنظر كم هي كبيرة، وضعوا فيها ستة نواب، وهذه تسعة نواب وهذه أربعة. هذه منطقة سنية وهذه منطقة مسيحية بالكامل وهذه منطقة شيعية – أرمنية – سنيّة - مسيحية أي مختلطة. والهدف ضرب رفيق الحريري، فقد وضعوا تسعة نواب أي نصف نواب العاصمة. وهذه المقولة سمعناها من قبل، لا نريد أحجاما كبيرة في البلد ولا نريد أن يملك أحد عدد نواب كبيرا، لا الحريري ولا بري ولا جنبلاط ولا أحد. وهذ الكلام صدر من عندكم وهذه ترجمته.

المعلم: من سليمان؟

الحريري: كلا، صدر من عندكم، لا أقول في الخارج أنكم أنتم تقومون بهذا الأمر، أقول السلطة، لكن أنا أعرف أن هذا الكلام لم يصدر من السلطة، طالما يملكون الإمكانات فهم مستعدون لفعل أي شيء. هذا التقسيم يثير النعرات المذهبية وهم يقولون رفيق الحريري يثير النعرات المذهبية، وإذا قسمت هكذا تقسيم ستثير النعرات المذهبية، إذهب إلى حسن نصرالله واسمع ماذا سيقول لك.

المعلم: النواب يريدون المحافظة؟

الحريري: طبعا يريدون المحافظة وأنا أريد المحافظة.

المعلم: لكن حزب الله لا يمكن أن يقبل.

الحريري: يا وليد يا حبيبي، سأكلمك بصراحة، اتفقنا في اتفاق الطائف مع إخواننا المسيحيين على إعطاء نصف النواب إلى المسلمين ونصفهم إلى المسيحيين، واتفقنا في الوقت نفسه على إجراء انتخابات على أساس المحافظة، بعد إعادة تقسيمها أي 9 أو 11 محافظة، لكن مع إبقاء بيروت محافظة واحدة، لأننا لا نريد نوابا مسيحيين متطرفين. سم لي نائبا مسيحيا واحدا في بيروت من نوابي متطرفا. النائب غطاس خوري ماروني عندما هدّدنا سليمان فرنجية بتقسيم بيروت بطريقة تضع كلا من المسيحيين والمسليمن على حدة، أصبح يأخذ مواقف أقرب إلى الاعتدال من التطرف ليستطيع أن يترشح إلى النيابة. بهذا التقسيم، هناك جبران تويني سيترشح. يقال إن ميشال عون سينزل إلى النيابة، وكذلك صولانج الجميّل، ماذا نفعل؟ أنا سأنزل شخصيا في هذه الدائرة وهذا التقسيم لن ينفعهم. أنا سأربح هذه الدائرة وتلك، والمسيحيون المتطرفون سيربحون هذه الدائرة، وهم بذلك لن ينجحوا في التخلص من الحريري إنما ربحوا 3 أو 4 مسيحيين متطرفين سيشتمون سوريا طوال اليوم وهذه النتيجة العبقرية التي توصلوا إليها.

هذا القانون "مش كويّس" وهو مصنوع بصورة كيدية وممكن أستقيل من المجلس النيابي لأفتعل ضجة. وأنا أتكلم جديا ولقد أبلغت هذا الكلام إلى السوريين.

المعلم: مين السوريين؟

الحريري: "إنت مبارح جيت يا وليد"، هناك أبو عبدو، وهذا الكلام قبل ان تأتي أنت، وأنا فهمت أنك لن تأتي قبل إقرار القانون في مجلس الوزراء، وأنا أبلغت إليهم هذا الكلام قبل إقرار القانون في مجلس الوزراء، أبلغته إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ووزير الداخلية وإلى أبو عبدو من طريق شخص ما.

اليوم أسمع أنهم يريدون أن يدخلوا تعديلات جديدة، يريدون وضع هذه المنطقة هنا "يريه على الورقة" أي مزيد من الشرذمة وعدم إبقاء أي لقاء سنّي – مسيحي، ماذا يفعلون؟ لهذا يقول لك نبيه إنه مع المحافظة وحسن نصرالله مع المحافظة، وأنا مع المحافظة، أنا أسير بهذه وهذه.

لأنو متل ما شايف بـ"النكايات" بيننا وبينكم...

المعلم: ما دخلنا.

الحريري: دخلكن ونصف، هل تريد أن نجامل بعضنا؟ أنا أقول الحقيقة، بالنكايات والتكتكات سينشأ لبنان معادٍ لسوريا ولنا و"رح تزمط هيدي القرطة بموضوعن". البطريرك، وهم عملوا كل هذا الموضوع لإرضائه، يتكلم بالطائف قبل إقرار مشروع القانون في مجلس الوزراء، ويقول إن القرار 1559 قصة دولية لا علاقة لنا به. أقر القانون في مجلس الوزراء وهو في روما، وقد انتقل إلى باريس وقبل أن يقابل شيراك قال نحن مع القرار 1559، وبعد رؤية شيراك قال يجب على اللبنانيين أن يعملوا يدا في يد لتطبيق 1559. لماذا؟

أنا قلت مرّة لسيادة الرئيس: أنت في الأخير ليس لديك إلا المسلمون وإنّ من يقول لك عكس ذلك، يكون يتكلم في شكل خاطئ. نحن نختلف معكم أو نتفق معكم، "بيطلع دينا منكن"، "بتقرفو منا" لكن في الأخير لا يمكننا أن نخرج منكم نهائيا ولا أن تخرجوا منا نهائيا، "ما حدا بيطلع عن جلدو". أنا أشعر بمرارة منكم.

المعلم: والرئيس عنده مرارة منك












المصدر : جريدة الجمهورية








0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية