السبت، سبتمبر 10، 2011

"ويكيليكس": عون يتوسل الأميركيين لفك عزلته و"يبيعهم" موقف نزع سلاح "حزب الله


كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 20/2/2009 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 205 أن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون مستاء من "عزلته" التي فرضتها الحكومة الأميركية عليه، وعدم توطيدها العلاقات معه، على الرغم من مواقفه الداعمة للمفاوضات المباشرة بين لبنان واسرائيل كنموذج لاستقلاليته عن "حزب الله"، لاسيما وأن هدفه بحسب الوثيقة "يتطابق مع هدف الولايات المتحدة بنزع سلاح "حزب الله" ولكنه اختار نهجاً مختلفاً".

ونقلت الوثيقة مواقف حلفاء عون إثر لقاءات مع كل من النواب غسان مخيبر وابراهيم كنعان وايلي سكاف وفريد الخازن، مع السفيرة الأميركية السابقة ميشال سيسون والقائم بأعمال السفارة آنذاك ما بين 5 و15 شباط 2009، فاتهم مخيبر النائب ميشال المر بمحاولة طرده من مجلس النواب عندما اقترح المر وضع "قائمة مستقلة" في المتن. وفسّر كنعان المعركة حول الموازنة المخصصة لمجلس الجنوب بأنها "وسيلة للكتل المتنافسة في مجلس الوزراء للضغط من أجل التعيينات القضائية التي طال انتظارها". وأشار سكاف إلى أن "عون دعا إلى إقفال صناديق الرعاية ضارباً على وتر حساس، لا سيما بالنسبة للمسيحيين الذين يشعرون بأن المسلمين أخذوا جميع الغنائم من النظام الفاسد لفترة طويلة جداً". كما أشارت الوثيقة إلى أن مخيبر والخازن قدّما الحجج بهدف توطيد علاقة الولايات المتحدة بعون، ولفتا إلى "الانسجام مع سياسة الولايات المتحدة في مكافحة الفساد والشفافية والحكم الرشيد، ناهيك عن القبول بالمحادثات مع اسرائيل".

وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "09Beirut205"، تحت عنوان: "لبنان: حلفاء عون يدافعون عن رؤيته، ويتوسلون لعلاقات أفضل مع الحكومة الأميركية" الآتي:

خلال سلسلة من الاجتماعات مع السفارة (الأميركية) في الأسابيع الأخيرة، عم الهدوء والتركيز على النواب المسيحيين في المعارضة من كتلة "التغيير والإصلاح" التابعة للنائب ميشال عون، الذين أعربوا عن ثقتهم بفرص النجاح في الانتخابات البرلمانية في حزيران. ورفضوا مفهوم المرشحين "المستقلين" أو "الوسطيين"، معتبرين أن هؤلاء يمثلون قوى 14 آذار ووضعوا لتحدي عون ونيل الدعم المسيحي، وأضافوا أنه من المستحيل لأي مرشح أن يكون "مستقلا" في نظام لبنان السياسي). يتطلعون إلى ما يشغل الحكومة حالياً بالنسبة إلى الخلافات حول الموازنة وملف التنصت بأبعادها السياسية وكرمز من رموز السياسة المعيبة في لبنان. واشتكوا من استمرار وضع عون في "عزلة" عن الحكومة الأميركية، مؤكدين أنه يدعم الحوار اللبناني مع اسرائيل، ولهذا السبب يتوجب عليها توطيد العلاقة معه أكثر من ذلك. وأكدنا مع مندوب عون الإعلامي الاستناد إلى تصريح صحافي في 22 كانون الأول/ديسمبر 2008، قال فيه: "لا نمانع بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل اذا كانت سوريا على الطاولة نفسها".

وأشارت الوثيقة إلى أنه"خلال اجتماعات عقدتها السفيرة (الأميركية ميشال سيسون) والقائم بأعمال السفارة ما بين 5 و15 شباط، نقل أعضاء المعارضة في كتلة ميشال عون "التغيير والإصلاح" ثقة هادئة حول قدرتهم على المنافسة والفوز في الانتخابات النيابية في 7 حزيران. وقدموا كل التفسيرات المنطقية التي تثبت شعبية عون وقوته الفردية في مناطق معينة. وأوضح مرشح مقعد الروم الكاثوليك ايلي سكاف (زعيم كتلة زحلة، وهو حليف لـ"التيار الوطني الحر" العوني) أن تجربة عائلته السياسية الطويلة في مدينته زحلة ستساعده للفوز، لا سيما في صفوف الناخبين المسلمين. وأشار النائب الماروني، في حزب عون، ابراهيم كنعان إلى أن لائحة عون في المتن، تضم إليه، عن الروم الارثوذكس غسان مخيبر والروم الكاثوليك ادغار معلوف، وهي أقوى من أي لائحة يمكن أن يضعها الارثوذكسي ميشال المر. وأكد مخيبر أن اهتمام الكتلة بقضايا تهم الناس مثل الفساد والشفافية، ستجعلهم متقدمين في الانتخابات".

وأوضحت الوثيقة "نفي المعارضة المسيحية فكرة الحركة السياسية "المستقلة" في لبنان. وأشاروا إلى أن المرشحين "المستقلين" هم المسيحيون الذين ترشحوا في المناطق حيث يستطيعون اسقاط الدعم عن عون، وهؤلاء لديهم ميول سياسية معروفة، وهم أساساً موالون لـ14 آذار. وقال سكاف: "ينتقد عون المستقلين لأنهم ليسوا سوى الأشخاص نفسهم بعناوين مختلفة"، وادعى بأن هؤلاء "المستقلين" يتمولون من رئيس 14 آذار (الرئيس) سعد الحريري، وأشار إلى أن الزعيم الدرزي في 14 آذار، (النائب) وليد جنبلاط سبق وأيّد علناً "مستقلين" في بعبدا.

وتساءل كنعان عن الأرضية التي يقترحها "المستقلون" وكيف تبرر تسميتهم بذلك. وقال: "ليس هناك رؤية على الإطلاق في السياسة اللبنانية، لكنها مستقلة؟ ومستقلة عن ماذا؟".

وردد مخيبر المقولة نفسها فقال: "في ظل نظام اللاسياسة، لا يوجد أي مرتكز". أضاف أنه عندما اقترح النائب ميشال المرّ "قائمة مستقلة" في المتن مع المرشحين من الطائفة الأرثوذكسية ، كان يحاول "طردي من مجلس النواب". وذكّر بأن "المستقلين" ينافسون كتلة عون، والتصريحات العلنية لـ"المستقلين" تنتقد عون مما جعلت الأمر جلياً".

وأضافت الوثيقة: "رأى أعضاء كتلة عون أن دوافع الخلافات حول الموازنة الجارية (المرجع أ) وملف التنصت (المرجع ب) سياسية. ورفض مخيبر هذه الاتهامات ووصفها بأنها "ضجيج الفترة الانتخابية"، في حين رأى سكاف بأنها محاولة "لتخريب الانتخابات". وفسر كنعان المعركة حول موازنة مجلس الجنوب كوسيلة للكتل المتنافسة في مجلس الوزراء للضغط من أجل التعيينات القضائية التي طال انتظارها. وأكد أن تكتل "التغيير والاصلاح" دعا إلى إغلاق الصناديق الأربعة التي ترعاها الحكومة اللبنانية، مجلس الجنوب وصندوق المهجرين وهيئة الإغاثة العليا ومجلس الإنماء والإعمار لتحل مكانها وزارة التخطيط. وتوقع من الغالبية التوصل الى حل وسط من خلالها الإبقاء على أموال مجلس الجنوب مقابل تعيين القضاة "الذين لا يجدر تعيينهم ككتبة" في القضاء".

وتابعت الوثيقة: "قدم النواب تبريرات تفسر شعبية عون بين المسيحيين اللبنانيين بشكل خاص، إنهم يقدمونه كمدافع عن المسيحيين، بطلاً بالنسبة للبعض، حارب كلاً من القوى الأجنبية وأخرى داخلية لحماية المسيحيين في لبنان".

وعلى عكس ما يدعيه من نحن على تواصل معهم في 14 آذار، اعتبر إبراهيم كنعان أن عون أثبت من خلال رحلاته إلى إيران وسوريا بأنه لا يدين بالولاء لتلك البلدان، وذلك بالمضي قدماً، بعد عودته، في طرح رؤيته للبنان. وقال: "فتح الباب ولكنه لم يبتلعه". ومن خلال اتصالات عدة بين المعارضة، اعتبر نائب حزب "الطاشناق" هاغوب بقرادونيان في اتصال مع كنعان أن المسيحيين اللبنانيين "دفعوا ثمن" القرارات الخارجية حول مصيرهم، وأبرزها "قرار الولايات المتحدة والسعودية وسوريا بسيطرة الأخيرة على البلاد". واشاروا الى ان وزير الاتصالات جبران باسيل قطع خطوط الهاتف غير المشروعة في الضواحي الجنوبية لبيروت، الواقعة تحت سيطرة "حزب الله"، كما أن إعلان عون في كانون الثاني أنه يدعم محادثات مباشرة بين سوريا وإسرائيل كنموذج على استقلاليته عن "حزب الله". وبالإضافة إلى ذلك، يصر نواب عون على وجود خلافات مع رئيس حركة أمل نبيه بري بالنسبة إلى تحديد أسماء المرشحين المسيحيين، لصالح عون، في المناطق الجنوبية المختلطة في جزين (وليست لايذاء التحالف). واعتبرت أنه بذلك سيكون عون، لمرة أخرى، في مشهد الدفاع عن المسيحيين، يصر على اختيار المرشحين المسيحيين، بدلا من السماح بذلك لحليفه الشيعي. وأبدى أعضاء الكتلة تفاؤلهم بالبرنامج التشريعي الإصلاحي (المرجع ج)، وبالمبادرات الاجتماعية المتنوعة، وحاز على تقدير الناخبين لهجومه على الفساد. وأشار سكاف إلى أن عون دعا إلى إقفال صناديق الرعاية ضارباً على وتر حساس لا سيما بالنسبة للمسيحيين الذين يشعرون بأن المسلمين أخذوا جميع الغنائم من النظام الفاسد لفترة طويلة جداً".

وأوضحت الوثيقة أن مخيبر والخازن "قدما الحجج المؤثرة بهدف توطيد علاقة الولايات المتحدة بعون، ولفتا الى المواضيع التي تنسجم معها قاعدة عون المفترضة مع سياسة الولايات المتحدة: مكافحة الفساد والشفافية والحكم الرشيد، ناهيك عن القبول بالمحادثات مع اسرائيل. ورأى مخيبر أن هدف عون يتطابق مع هدف الولايات المتحدة (نزع سلاح "حزب الله") ولكنه اختار نهجاً مختلفاً. وأضاف إن الغالبية لم تتوافق مع "حزب الله"، ولو لم تفشل، لما بحثت عن شيء ما في "الوسط"، مشيراً إلى قائمة المرشحين المستقلين للانتخابات. وقال: "لقد فشلوا، فدعونا نحاول". وتوسل الولايات المتحدة لعدم رفض تحالف عون مع "حزب الله"، مذكراً بأن سعد الحريري ووليد جنبلاط تحالفا مع الحزب لأغراض انتخابية في العام 2005. ولفت مخيبر والخازن إلى ضرورة إعلام السفيرة بدعم عون لاجراء محادثات مباشرة بين لبنان واسرائيل. وتابعنا مع المكتب الاعلامي لعون وعلمنا بأمر تصريح عون في 22 ديسمبر 2008 ، قوله: "نحن لا نمانع في إجراء مفاوضات مباشرة مع اسرائيل اذا كانت سوريا على طاولة واحدة "، هذا بعد وقت قصير من دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى سوريا لاستئناف المحادثات بينها وبين اسرائيل بوساطة تركية".

وبحسب الوثيقة فإنه "في حين أن حجج كتلة عون غير مقنعة دائما بالنسبة إلينا، إلا أنها تعرض بشكل جيد، ويمكن للمرء أن يرى كيف يمكن للبناني مسيحي من الطبقة الوسطى الاقتناع بهذه الحجج. نواب عون يؤكدون أن مذكرة التفاهم مع "حزب الله" في العام 2006، كانت وسيلة لـ"التواصل" إلى الشيعة في لبنان. وأضافوا "اذا كان لديكم طريقة أفضل للتعامل مع "حزب الله"، قولوا لنا"، لكننا نراها، استغلالاً من عون للانتخابات أكثر منه محاولة صادقة لإيجاد حل لمشكلة سلاح "حزب الله". وفي الوقت نفسه، فإن الإصلاحات العونية والنداءات لبرنامج مكافحة الفساد يعجب الناخبين المسيحيين كثيراً. بالإضافة إلى ذلك، فإن قاعدة عون المسيحية من أشد الموالين، ليس لأن البعض يعتبرونه بطل الحرب وحسب، ولكن أيضا لأنهم يرون أن البديل المسيحي الوحيد هو سمير جعجع، وهو لا يزال، شخصية مثيرة للجدل، وحليف لـ14 آذار، وقائد عسكري سابق في الحرب الأهلية، (والآخر هو زعيم مسيحي في قوى 14 آذار، الرئيس السابق أمين الجميل، يقود مجموعة متواضعة من أتباعه). وإن الانتخابات في المناطق المسيحية ستكون قريبة، وماكينة عون الانتخابية وقدرات المراسلة المتوافرة لديه هائلة".

(صحيفة "المستقبل")

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية