الأربعاء، سبتمبر 28، 2011

بعد فضيحة "ويكيليكس".. بري يتحوّل إلى "جثة سياسية".. فهل يتخلى عنه "حزب الله"؟



"رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بدا مسروراً لقيام الجيش الاسرائيلي بقصف مواقع "حزب الله" في العام 2006 ويصف خطاب الرئيس السوري بشار الاسد بأنه "احمق"... نبيه بري قايض تجميد المحكمة الدولية بفتح المجلس النيابي وقال ان نصرالله مصاب بهاجس "بارانويا"... بري شجّع ضرب اسرائيل لـ"حزب الله" ولم يكن مستعجلاً لوقف الحرب... ومستشار بري التقى فيلتمان سراً في بيروت"...

لا شك ان ما اوردته الوثائق المنشورة على موقع "ويكيليكس" الشهير نقلاً عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، اثار الكثير من التساؤلات عن حقيقة تعاطي دولته مع الاحداث والتطورات، وعن حقيقة تحالفه مع "حزب الله". فهل صحيح ما يحكى في الكواليس عن ازمة ثقة بين الحزب والحركة، والى اي حد فقد الرئيس بري مصداقيته في التعاطي السياسي؟، وكيف استقبل الشارع الجنوبي هذه الوثائق المنشورة؟.

مصدر سياسي بارز في الجنوب، ومعارض لسياسة الثنائي "امل – حزب الله" يعلّق على "الوثائق الويكيليكسية"، فيعتبر ان "مجموعة الحوارات السريّة التي تم نشرها مؤخراً بين الرئيس بري والسفير الاميركي جيفري فيلتمان، وموفد الخارجية الاميركية ديفيد وولش ابان حرب تموز عام 2006 على موقع "ويكيليكس"، تكشف ان الادعاءات الوطنية لبرّي فارغة وزائفة ومرتبطة بشكل اساسي بالمصلحة السياسية لا اكثر ولا اقل".

"كلام بري السياسي عبارة عن بيع كلام تحت شعار "التمسك بالمبادىء والثوابت"، يقول القيادي الذي رفض الكشف عن اسمه: "بإختصار، الرئيس بري انتهى وتحوّل الى جثّة سياسية بعد فضائح ويكيليكس، وننصحه بالإستقالة الفورية من رئاسة المجلس، لأنه بات يسيء الى الشعب اللبناني بالدرجة الاولى، والى الموقع الذي يشغله بالدرجة الثانية".

هل انتهى او اهتز تحالف بري - نصرالله؟... يجيب القيادي الجنوبي: "لا شك ان الثقة بين كلّ من "حزب الله" و"حركة امل" انهارت منذ مدة ليست بقصيرة، وقد بدا ذلك واضحاً بعد سلسلة من التطورات والاستحقاقات المحلية والجنوبية والوطنية، لتصل اليوم الى ادنى مستوياتها بفعل الكلام المسيء المنقول عن لسان بري ابان حرب تموز 2006".

ويلفت الى "ان "حزب الله" الذي وضع "الحركة" ورئيسها في الواجهة السياسية لسنوات عديدة قرر التخلي عن حليفه بعد ان تحول و"حركته" من لاعب سياسي الى جسم لا يعرف الحراك، بعد الاستنتاج بأن الإساءات التي وجهها "دولة الرئيس" الى المقاومة كانت اشرس بكثير من تلك التي صرّحت بها قوى الرابع عشر من آذار".

ويشدد المصدر على ان "حزب الله" لم يعد قادراً على تغطية الرئيس بري بعد اليوم، لان من يقول للأميركي ان القصف الاسرائيلي كالعسل قليل ومفيد، دفعه الى ان يعيد تصويب علاقاته مع "النبيه" الذي خدع الرأي العام و"الحزب الاصفر" بتصريحاته "المقاومة" خلال حرب ال33 يوماً قبل 5 سنوات"...

لا شك ان قوى 14 اذار كانت ارحم بكثير على "حزب الله" من حلفائه، فالكلام الذي صدر عن كل من عون وميقاتي عن الحزب، وما قيل عن الرئيس بري يدل على ان لا قيمة سياسية او مصداقية لحلفاء الحزب الذين تحولوا الى اطراف تلهث وراء مغانم السلطة والمال من دون تحمل اي مسؤوليات سياسية.

ويضيف: "انها جبهة من دون مبادىء او رؤية سياسية او برنامج عمل، لأن السلطة بالنسبة لهم تبقى الاهم، حتى ولو وصلت الامور الى استرضاء "الاميركان" و"تمسيح الجوخ" لحزب الله او غيره"...

ويرى المصدر ان " دموع الرئيس فؤاد السنيورة في حرب تموز كانت صادقة ولم تكن خادعة، في وقت كان حلفاء حزب الله يركبون له المؤامرات للإحتفاظ بمواقعهم في السلطة على حساب الدماء التي كانت تسفك من جراء القصف الاسرائيلي الوحشي".

ويستطرد المصدر قائلاً: "اذا كان الرئيس بري قال في ويكيليكس ان خطاب الرئيس بشار الاسد هو خطاب احمق، فيا تُرى هل سيصدق الاسد موقفه الجديد الداعم للنظام ضد الثوار؟".

ويلفت المصدر نفسه الى ان "نبيه بري داخل الطائفة الشيعية بات يشبه اي ديكتاتور عربي يتربع على كرسي السلطة والحكم لعقود وعقود، حيث يريد الحفاظ على الوضع القائم بأي ثمن، والمحسوبيات لديه اهم من مبدأ الكفاءة، والتنفيعات والترقيعات اهم بكثير من التنمية والمشاريع المفيدة للناس والمواطنين، والكذب في خطابه يكاد يسابق المصداقية في ادائه".

كما يحمّل المصدر الجنوبي "حزب الله" كامل المسؤولية "في حال استمر هذا الواقع المرير في مناطق نفوذه، لان ما يحصل يساهم في تحجّر وجمود الطائفة الشيعية ويزيد من افقارها".

وفي الختام يدعو المصدر "حزب الله" الى التخلي عن نبيه بري والتفتيش عن حليف شيعي جديد حتى لا يغرق في فخّ الازدواجية وفي مستنقع الاستغلال والمصالح الشخصية والفئوية، وبالتالي لا يمكن للطائفة الشيعية ان تسجن نفسها في هذا المشروع، لان ما يقوم به الحزب والحركة اليوم عبارة عن احراق متعمد لمستقبل هذه الطائفة في لبنان، من خلال زجها في مشاريع غريبة وبعيدة عن المصلحة الوطنية العامة".

بقلم: سلمان العنداري

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية