الثلاثاء، أكتوبر 11، 2011

ويكليكيس عن ميشال عون: حسن نصرالله إنسان مخادع ويتلاعب بالشيعة



كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 18/5/2006 ومنشورة في موقع "ويكيليكس" تحت الرقم 1559 أن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون رأى أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كان يتلاعب بالشيعة في لبنان، وشكك بكلامه عن اهتمام الحزب في الدفاع عن لبنان فقط، قائلاً: ""قد يكون نصر الله مخادعاً". وأشار إلى أن الوقت وحده كفيل بتقليل النوايا الحسنة التي راكمها "حزب الله" خلال صراعه مع اسرائيل، متنبئاً بأن وجود الحزب سيتضاءل في حياة الناس بعد أن تعود إلى طبيعتها.

ورداً على تخوف الحكومة الأميركية من استمرار"حزب الله" بتنفيذ عمليات عسكرية ضد اسرائيل، قدّم عون التطمينات والوعود، مؤكداً أن نصرالله تراجع عن موقفه الدفاعيّ في ما يتعلق باسرائيل، وبأن "حزب الله" لا يمكنه منطقياً الدفاع ضد أي هجوم من الجنوب، ولا يمكنه الهجوم على إسرائيل على نحو فاعل. كما وعد ببذل كل جهده في الحفاظ على هدوء الحدود. واعترف بأنه شخصياً لا يعتقد ان اسرائيل ستغزو لبنان اذا نزع سلاح "حزب الله"، واقترح انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا الذي من شأنه أن يقوّض الدعم الشعبي لسلاح الحزب، معرباً عن أمله في أن يساعد الحوار الوطني في كشف الموقف التفاوضي الحقيقي لنصر الله في موضوع نزع السلاح. وقال "نحن نعرف ما هو الحد الأقصى له الآن، لكننا في حاجة إلى إيجاد الحد الأدنى لمطالبه، علينا أن نفرض تفكيرنا. فالحرب انتهت".

وهنا الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم "60 بيروت 1559" تحت عنوان: "ميشال عون عن الرؤية الدفاعية لـ"حزب الله" - لا تخافوا مازلنا نتكلم":

"التقى السفير الأميركي يرافقه مسؤول سياسي أميركي في 17 أيار زعيم "التيار الوطني الحر"، لمناقشة مخاوف الحكومة الأميركية من العرض الذي قدمه "حزب الله" في 16 أيار في جلسة الحوار الوطنيّ. وكشف السفير أجزاء من وثائق الجلسة. وقال: "علمنا أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله قدم رؤيته للبنان التي شملت المسؤولية المشتركة للدفاع ضد ما يعتبره تهديداً دائماً من اسرائيل لغزو لبنان. واحتفظ الحزب بالحرية التكتيكية الكاملة للعمل، من دون الرجوع إلى قيادة عامة مركزية، وخاضعة للمساءلة. وأكد عون أن معلومات السفير كانت صحيحة. واستمع عون إلى مخاوفنا وحاول الطمأنة بينما كان يحاول أن يستبعد هذه المخاوف. على الرغم من اللغة العدائية للحزب خلال الحوار، قال عون بأنه مقتنع بأن نصرالله تراجع عن موقفه الدفاعي في ما يتعلق باسرائيل، وبأن "حزب الله" لا يمكنه منطقياً الدفاع ضد أي هجوم من الجنوب. وأضاف أنه سيرد على نصرالله ، بالقول ان أي قرار لوضع استراتيجية مشتركة يجب أن تنتهي مع السيطرة الكاملة على جميع العناصر المسلحة ووضعها تحت سلطة الدولة اللبنانية".

نصر الله يستلّ سيفه وعون غير مبال

وأشارت البرقية إلى أن السفير ومسؤولاً سياسياً أميركياً زارا عون في منزله في إحدى التلال المحيطة ببيروت (الرابية)، وقال السفير لعون انه غير راض عما قرأه من عرض نصر الله خلال جلسة الحوار الوطني في 16 أيار، حيث بدا نصر الله في تصريحه عدوانياً، يهدد اسرائيل بعمل عسكري، ويصرّ على أن الاسرائيليين لديهم أطماع أبدية في الأراضي اللبنانية. وبينما كان نصرالله على استعداد لمناقشة استراتيجية واسعة النطاق للدفاع عن لبنان، أشار إلى أن "حزب الله" سيحتفظ بالحرية الكاملة في اتخاذ أي إجراء بشأن التكتيكات. وقال السفير إن الحزب هو من يتسبب بالأخطار التي تستدعي الدفاع عن لبنان. إذا كان "حزب الله" لا يشكل تهديداً لإسرائيل، فلن تملك إسرائيل أي سبب لموقفها الأمنيّ المتشدد أو للتحليق المستمر فوق الأراضي اللبنانية. أضاف السفير أن ناخبي عون لن يكونوا سعداء من لهجة تدخل نصر الله التي وصفها على أنها رؤية لبنان التي تتعارض مع رؤية عون.

وتصدى عون للملاحظة حول ناخبيه، ولكنه اتفق مع العرض الذي قدمه السفير. ورداً على كلام السفير حيال موقف نصر الله، قال: "لديك مصادر جيدة". وأوضح السفير أن الحكومة الأميركية تتفهم أن الشيعة في الجنوب شعروا بالإهمال أو بالإساءة لأجيال عديدة، على أيدي اللبنانيين السنّة والمسيحيين والفلسطينيين والاسرائيليين. إننا ندرك أن الكثير من الناس يشعرون بالامتنان لدور "حزب الله" في فرض الانسحاب الاسرائيليّ وتعزيز الدورين السياسي والاقتصادي للشيعة في لبنان. إلا أن نصر الله يستخدم مشاعر الامتنان هذه للحفاظ على أسلحته وإقناع الناس بوجود التهديد الاسرائيلي فقط لأن الحزب يثير ذلك.

ووصف عون عرض نصر الله بأنه كان "متماسكاً" (وهي كلمة يستخدمها مراراً) ومعداً جيداً. واعتقد عون أن نصرالله تراجع عن موقفه الدفاعيّ الاستراتيجي ضد اسرائيل، مصرّاً على أن نصرالله لم يأت على ذكر العمليات الهجومية ضد اسرائيل، وربط مقترحاته بالسبل الفضلى للدفاع عن لبنان في حالة الهجوم الاسرائيلي. إن المنطق الذي يتبعه نصرالله: نقبل إسرائيل كعدو، والآن كيف يمكننا الجمع بين عملياتنا الدفاعية لحماية أراضينا من هذا العدو؟. ونفى أن يكون نصر الله هدد بنشر أسلحة الحزب رداً على "الأوضاع الاقليمية". وتبنى عون ملاحظة أكد أن نصرالله أدلى بها، تعني أنه من المحتمل أن تستخدم إسرائيل الوضع الاقليمي كذريعة لمهاجمة لبنان، وفي هذه الحالة "حزب الله" سيرد. وقال عون إن خطة نصر الله كانت غامضة في ما يتعلق بقيادة وحدات دفاعية".

وأضافت البرقية "كرر السفير أن موقف نصرالله فيه تحريف للحقيقة. ووافقه عون على ذلك، قائلاً: "إن نصرالله كان يتلاعب بالشيعة في لبنان. ومع ذلك، افترض أن الوقت وحده كفيل بتقليل النوايا الحسنة التي راكمها "حزب الله" خلال صراعه مع اسرائيل. وأشار إلى أن الناس يبنون المنازل، ويستصلحون الأراضي حول الحدود الآن. وبمجرد أن تصبح حياتهم أكثر طبيعية، سوف يتضاءل وجود "حزب الله" في حياتهم. وقال عون انه حتى يأتي ذلك اليوم، يجب أن تبقى الحدود سلمية. ووعد ببذل كل ما في وسعه للحفاظ على الهدوء على الحدود. وقال إنه شخصياً مطمئن لأنه كان يعرف نصرالله الذي لم يكن مجنوناً، ولن يهاجم اسرائيل. وأصر السفير على أن "حزب الله" اتخذ موقفاً عدوانياً متزايداً في المنطقة الحدودية. ويتم حالياً بناء مراكز جديدة، وتحصينها وتجهيزها بوصلات للاتصالات. وأشار السفير إلى أن ايران تدفع ثمن الأسلحة والخدمات الاجتماعية التي يقدمها "حزب الله"، سأل عما إذا كان "حزب الله" يملك الحرية في رفض التصرف بعدوانية بعيداً عن التأثير الايراني الذي دفعت ايران ثمنه بأموالها؟".

عسكرياً "حزب الله" لا يتسم بالصدقية

وتابعت البرقية "كان عون مطمئناً، وقال: الحقيقة هي أن نصرالله لا يمكنه الهجوم على إسرائيل على نحو فاعل. نصر الله ليس غبياً ولا انتحارياً. وأشار إلى أنه يعتقد أن مسؤولي "حزب الله" زعموا أن ايران لم تكن في حاجة إلى الأسلحة الإيرانية التي قدمتها للحزب للدفاع عن ايران. ولفت إلى أن أعضاء "حزب الله" قالوا له في كثير من الأحيان إنهم مهتمون فقط في الدفاع عن لبنان، معترفاً أنه قد يكون نصرالله مخادعاً في تعليقاته. وقال إذا استخدم "حزب الله" سلاحه في خدمة إيران، فسيفقد صدقيته المحلية، والحزب لا يثق بالدول العربية، والضمانات الدولية لسيادة لبنان، أو في قيمة الدفاع عن الآخرين، إنه يؤمن بالاعتماد على الذات وقيمة قدراته الذاتية.

ورداً على سؤال، لفت عون إلى أن الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا يمكنه طمأنة اللبنانيين، وبالتالي تقويض الدعم الشعبي لأسلحة "حزب الله". وأوضح السفير أن الحكومة الأميركية لا تعتقد أن مزارع شبعا ستكون المفتاح لسلاح "حزب الله". وتعليقاً على كلام عون عن الحاجة الى طمأنة اللبنانيين، سأل السفير إذا كان لبنان على استعداد لإلزام نفسه بعقد هدنة مع إسرائيل على طول الحدود المتنازع عليها التي تمتد من قرية الغجر إلى البحر المتوسط. إن هذا الاتفاق الجزئي سوف يبيّن أن إسرائيل لا تشكل تهديداً محلياً للبنان، ويتعارض مع موقف "حزب الله".

واعترف عون بأنه شخصياً لا يعتقد ان اسرائيل ستغزو لبنان اذا نُزع سلاح "حزب الله"، لكن نصرالله وأتباعه يؤمنون بوجود تهديد اسرائيلي، وإنهم يعتقدون أن الولايات المتحدة لا تستطيع أو لا تريد أن تردع هذا التهديد. وسأل السفير ماذا تستطيع الحكومة الاميركية أو آخرون أن يفعلوا قبل انعقاد الجلسة القادمة من الحوار لرفض ادعاء "حزب الله" عن وجود تهديد الغزو الإسرائيلي. فأعرب عون عن أمله في أن يساعد الحوار الوطني في كشف الموقف التفاوضي الحقيقي لنصر الله. وقال "نحن نعرف ما هو الحد الأقصى له الآن، لكننا في حاجة إلى إيجاد الحد الأدنى لمطالبه، علينا أن نفرض تفكيرنا؛ فالحرب انتهت".

على الحكومة اللبنانية مراقبة أسلحة "حزب الله"

وبحسب البرقية "قال السفير إن بيان نصر الله، مهما كان متماسكاً، إلا أنه لا يقدم أي شيء ايجابي في لبنان. ما دام "حزب الله" حراً في التصرف بشكل مستقل، فإن إسرائيل سوف تبقى في حالة تأهب، متخوفة مثل أي دولة على أمنها، وسوف تستمر في انتهاك الأجواء اللبنانية. إن الدولة اللبنانية أجبرت على قبول قوة متفوقة خارجة عن سيطرتها، وسوف تستمر بأن تكون ضعيفة. إن مؤسسات الدولة التي تم إضعافها لن تكون قادرة على تلبية المطالب الأساسية للشعب. وحذر السفير من أن التعاون بين الدولة و"حزب الله" يمكن أن يؤدي إلى تساؤل الناس عن السبب الذي منع الحكومة الأميركية من اعتبار لبنان دولة راعية للارهاب. وتساءل إذا كان عون يستطيع إيجاد وسيلة لبناء بعض الجسور مع قوى 14 آذار للتوصل الى ردود متضامنة توجه إلى نصر الله. لم يرد عون على هذا الاقتراح. فتابع السفير بمزيد من الضغط قائلا ان الحكومة الأميركية تود أن ترى عون وقوى 14 آذار معاً لبذل جهود متضافرة لحشر "حزب الله" في الزاوية. وشدد على أن مسألة السيادة على الأراضي اللبنانية أمر أساسي لمستقبل الدولة، والأهمية الكبرى تكمن في أي دولة هو لبنان أكثر من مسألة من سيصبح رئيساً للبلاد؟

وعرض عون موقفه الذي يعتزم اعتماده في 8 حزيران رداً على نصر الله. على الأسلحة التي يسيطر عليها "حزب الله" أن تقع تحت سيطرة الحكومة اللبنانية. ويمكن أن تتخذ السيطرة أشكالا عديدة، بما في ذلك تجميع أسلحته في الاحتياط. إلا أن قرار القيام بأي عمل عسكري يجب أن يكون متخذاً من قبل الحكومة. لا يمكن للأفراد المقاتلين أو القادة الإعتداء على سلطة الدولة. وقال عون بوضوح إن "حزب الله" لا يمكنه أن يدمج مع الجيش اللبناني اذا لم تكن القوتان متجانستين بما فيه الكفاية. وأعرب عن تأييده إنشاء وحدة خاصة، اما الحرس الوطني أو وحدة حرس الحدود، والتي من شأنها أن تضم مقاتلي "حزب الله"".

واختتمت البرقية بتعليق جاء فيه "على الرغم من الأجزاء غير المريحة في المناقشة، بدا ان عون لا يزال مقتنعاً بأنه يستطيع التفاوض مع نصر الله. لكن عون يبدو أنه يعترف بأن لديه نفوذاً كافياً وثميناً مع الشيعة عندما راهن بأن الوقت سوف يقلّل من أهمية "حزب الله". وانضم صهر عون جبران باسيل إلى الاجتماع. وتململ باسيل، واعرب عن انزعاجه الشديد في كل مرة اقترح فيها السفير على عون التعاون مع قوى 14 آذار، أو عزل "حزب الله". وكان الاتفاق بين "حزب الله" وعون انجاز باسيل، كما انه احد الاشخاص الرئيسيين الذين يقفون وراء العداء بين عون والحريري. وفي إطار حثّ السفير على ضرورة أن تسيطر الحكومة على كامل لبنان، أجاب "اذا كانت هذه الحكومة ستسيطر على لبنان، فمن الذي سيسيطر على الحكومة؟" في حين أن عون قد يقبل بإقامة بعض العلاقات بقوى 14 آذار لتحقيق الرئاسة، يبدو باسيل أكثر استعداداً للمراهنة على دعم "حزب الله" ومساعدة شخصيات سياسية، إلا أنه سينتهي به الأمر متروكاً من قبل سوريا

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية