الخميس، يناير 12، 2012

لا طرابلس ليست مدينة الارهاب


ليلى شحود - تيشوري

الاعلام شريك اساسي في عملية التنمية كما الدولة ، كما المجتمع المدني ، وله دور رسولي في كافة المراحل التي تمر بها الاوطان في زمن السلم والاستقرار وفي زمن الازمات والمحن ومحاولات الاستهداف ، ويتجلى هذا الدور عبر تبني القضايا العامة المحقة ، والمساهمة في وأد الفتن واشاعة ثقافة السلام ، ويتبلور ايضا هذا الدور في عدم الاساءة الى ي طرف او التجني عليه ، او تشويه صورة منطقة او مدينة او طائفة على خلفية احداث معينة او ظاهرة دخيلة ، غريبة ، ومتطفلة تتناقض مع عادات شعبها وسلوكياته كالارهاب والتطرف والانحياز والتعصب ، وغير ذلك كثير من الصفات التي تنعكس سلبا على مسيرة التنمية ، ويتبدى هذا الدور ايضا في تسليط الاعلام على الايجابيات دون اغفال الحقيقة ، وفي تشكيل رافعة لكل اجزاء الوطن التي تعرضت الى نكبات او ملمات او أحداث مفتعلة ومخطط لها ، او اعمال شغب او تخريب او غير ذلك ، وتزداد فعالية هذا الدور في نشر الادراك والمعرفة وابداء الرأي المحايد وابراز الممارسات الناجحة لايجاد رأي عام واع يستطيع التصدي لمختلف المشكلات ويزداد تألقا عندما يستخدم مبدأ التحفيز الاعلامي المرتكز على فكرة "الاعلام بالمشاركة " والذي ينطوي على الاستخدام الافضل لوسائل الاتصال ، وذلك بغية تفعيل مبادرات الاصلاح التي تؤكد الاحساس بالمسؤولية لدى جميع افراد المجتمع ،
وفي هذا الصدد اذا القينا الضوء على حرية الاعلام اللبناني كتعبير عن حرية الرأي العام سواء بالقول او بالكتابة او بالتصوير عبر كافة وسائل الاتصال ، او كمتبن لطرح الرؤى والافكار ونفد السلبيات في اطار من الموضوعية والشفافية ، والحرص على الصالح العام ، فاننا لابد وان نعترف ان بعض مايبث عبر وسائل الاعلام قد يفتقر الى المعلومة الدقيقة ، او المعلومة الكاملة ، او الحس بالمسؤولية الوطنية .
وتوخيا للموضوعية لابدن القول ان وسائل اعلامية لبنانية قد اثبتت بجدارة مدى قدرتها على الالتزام بهذه القضايا الوطنية باستثناء بعض الاقلام المأجورة التي تتحرك على وقع المكاسب والاهواء ، فاعتمدت نهجا مغاليا الى حد الارتهان، واذا كان الاعلام هو الناقل للحدث صوتا صورة وكلمة ، فانه ليس هو المسؤول عن وقوع الحدث ، الا بما مهد له في بعض الاحيان لحصول لحدث او بما أتى به بعد جدوثه من تأجيج لدور الحدث ، دون الاكتراث بالمصلحة الوطنية العليا ، وبما ساهم به من تضحيم وتشويش ومن صب الزيت على النار ،ومن اشعال جذوة الطائفية والمناطقية .واذا كان الواجب الاعلامي يقضي بتجسيد الواقع كما هو بموضوعية وحيادية في لحظة معينة وزمن محدد - وهذا لااعتراض عليه - فان هذا الواجب يقضي ايضا بالتحلي بروح المسؤولية الاخلاقية والوطنية تجاه مكان الحدث كجزء من الوطن يحتاج الى الرعاية والى بلسمة الجراح ، وتتطلب هذه المسؤولية الاضاءة على الجوانب الايجابية للمنطقة التي كانت ضحية ازمات او احداث معينة لترجيح كفة المميزات التي تتمتع بها بغية عدم الاساءة اليها والى شعبها ، وبالتالي الى الوطن برمته ,
وهنا نشير الى ما يعتقد به الباحثون في حياة المجتمعات والامم ، حيث يؤكدون ان بطء تقدم الشعوب ليس من الضروري ان يكون راجعا لاسباب سياسية واقتصادية فحسب ، ولكن قد يكون بسبب السلبيات الفكرية التي يصاب بها المجتمع ، والتي تدفع به الى طريق مسدود ، مع التأكيد بأن الاعلام هو عنصر اساسي من عناصر خلق رأي عام واع او مضلل ، والاعلام الناضج المتطور هو الذي يوظف في خدمة المجتمع كشريك وليس كوسيلة للاطلاع او لاثارة الفتن ، واعتماد المغالطات ، باعتبار ان خطورة الاعلام تكمن في نوع من التغطيات السطحية او المدسوسة الضارة كلها على الجمهور والتي يدركها المتلقي وفق معتقداته وتفكيره ومستواه الثقافي .
انني اذ اوجه تحية اجلال واكبار للاعلام المحلي الطرابلس الذي دافع بقوة عن طرابلس وابرز الوجه الحضاري للمدينة ، بالرغم من كل الظروف القاسية والمحطات المؤلمة التي عاشتها المدينة خلال السنوات السابقة والتي تستعمل في كل مرة صندوق بريد لتمرير رسائل سياسة ، ، واذ اوجه نفس مستوى التحية الى كل الاقلام الشريفة في لبنان والى كل وسائل الاعلام الحرة ، التي احتضنت طرابلس اعلاميا بكل المعاني الوطنية السامية ، فانني ومن طرابلس اؤكد ان هذه المدينة بشعبها الطيب المضياف، بتراثها العريق ، وبشاطئها اللازوردي الحالم ، هي مدينة الانفتاح والمحبة والسلام ، وهي مدينة الاعتدال والتسامح والعيش الواحد ، وهي الملتزمة ابدا بمشروع الدولة بكل المضامين الراقية ، والحاضنة لكل ابناء الوطن على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم ، كيف لا وهي مدينة العلم والعلماء واشعاع حضارة لاينطفيء في العالم وفي المشرق العربي ، شاء من شاء وأبى من أبي

الكاتبة عضو مجلس بلدية مدينة طرابلس - رئيسة لجنة انماء السياحة

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية