الاثنين، يناير 16، 2012
«حزب الله» عَجز عن تعطيل زيارة بان كي مون
الاثنين, يناير 16, 2012
اضف تعليق
تراءى لأذهان البعض أن إعلان «حزب الله» زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للبنان أمراً غير مرغوب فيه، سيستتبع بخطوات عملية تمنع حصول هذه الزيارة، ذلك أسوَة بياسر عرفات الذي منع في العام 1973 هبوط طائرة وزير الخارجية الاميركية هنري كيسنجر في مطار بيروت، علما انّ عرفات لم يكن من أهل البيت، ولم يكن عمليّا قادرا على التحكم بالأرض بنفس القدرة والتنظيم اللذين يمتلكهما «حزب الله»
وقد اقتصرت معارضة "حزب الله" للزيارة على مواقف إعلامية وتظاهرة خجولة، ووصفة من طبيب حليف موجهة للامين العام للأمم المتحدة، طبيب لم يقصد أن يقع في التباس بالنسبة لتحديد من يمكن أن يستفيد اكثر من هذه الوصفة.
واذا كان من الطبيعي ان يعترض الحزب على الزيارة، فإنّ من المستغرب ان تتظاهر اكثرية داخل السلطة التنفيذية اعتراضا على الزيارة، في حين كان بمقدور الحزب وحلفائه أن يسحبوا الثقة من رئيس الحكومة وان يتجهوا حتى للاستقالة، فلا تعود هناك زيارة ولا لقاءات رسمية، تماما كما فعل الحزب قبل لقاء الرئيس سعد الحريري الرئيس الاميركي في البيت الابيض. ولكن الحزب لم يفعل، وبقي الرد على بان كي مون مجرّد وصفة طبية.
تِبعاً لمجريات الزيارة الاممية، فإنّ ما يمكن استخلاصه يتعدّى بكثير رمزية حضور أعلى مرجعية دولية الى لبنان، مع ما رافقها من كلام استثنائي قيل في الملفين السوري واللبناني وما بينهما، الى تسليط الضوء على بداية البحث الفعلي في تطبيق القرارات الدولية الاربعة التي كانت محور مباحثات بان كي مون، وهي القرارات 1559 و160 و1701 و157. وللمصادفة فقط، فإن هذه القرارات هي على تماس مع "حزب الله" في مسائل السلاح وضبط الحدود والمحكمة الدولية، وهو ما حدا بالأمين العام للحزب الى إبداء الشعور بالسعادة جرّاء قلق المجتمع الدولي الذي عبّر عنه بان كي مون، من استمرار تفَلّت السلاح خارج الدولة.
ولكن في مقابل المشهد المُفعم بالسعادة والممزوج بالقلق الدفين الذي صدر عن "حزب الله"، فإنّ مشهد زيارة بان كي مون لبيروت كان ناطقا بعلامات تزيد إلى هواجس الحزب هواجس، ابتداء من الاحتضان الرسمي العالي المستوى الذي قوبل به من رئيسي الجمهورية والحكومة، ومرورا بالمواكبة الأمنية والعسكرية التي أظهرت ان الجيش اللبناني (وقائده تحديدا) لم يترك أية شكوك في ما خص الإحاطة الأمنية للزيارة من مطار بيروت الى الناقورة، وانتهاء بمضمون الكلام الذي قاله بان كي مون في موضوعي السلاح والملف السوري.
لقد بدا أنّ عجز "حزب الله" عن منع حصول الزيارة، كان أشبه بالعجز عن منع الرئيس ميقاتي من تمويل المحكمة الدولية، كما انه يمكن أن يصبح مادة للتساؤل عن طبيعة المنازلة المقبلة التي ستشهدها الحكومة في التجديد لبروتوكول التعاون مع المحكمة الدولية، هذه المنازلة التي بدأت تجري على إيقاع إنذارات مبكرة اطلقها الحزب، وهي لا تبدو أنها تتلاءم مع تراجعه عن عرقلة الزيارة الاممية، وعن تعطيل إصرار رئيسي الحكومة والجمهورية على عدم الدخول في مواجهة مع الشرعية الدولية.
أسعد بشارة - الجمهورية
0 comments:
إرسال تعليق