الاثنين، يناير 09، 2012

تحالف الشياطين ...الطريق إلى جهنم



حازم ألعبيدي *

منذ أن نزل الوحي على صدر سيد الخلق والكائنات النبي العربي محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه تغير السلوك الإنساني العربي بعد أن كان لا قيمة له ..أصبح على ضوء دين الإسلام والقرآن الكريم وسنة نبيه الصادق الأمين ..سلوك ينادي بالفضيلة والأخلاق القويمة والصدق بالقول والعمل والابتعاد عن النفاق والانتهازية ..دين ختم به رب العرش العظيم رسائله السماوية فكان ألإسلام خاتم الأديان إلى البشرية ومنه انطلقت الرسالة الإسلامية الإنسانية ليبشر بها العرب حملة هذا الدين بعد أن وقع اختيار الله تعالى عليهم دون باقي ألأمم وذلك لأسباب عديدة لا تتوفر في تلك ألأمم .
وتمر السنون والقرون ودين ألإسلام يتقدم خطوات ويتعثر خطوة وهكذا هي سنن الحياة , فظهر المنافقين في زمن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وكان الوحي سلام الله عليه يخبر به حبيبه رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه لتنكشف ألاعيب هؤلاء المنافقين الذين يلبسون لباس دين الإسلام وفي قلوبهم زيغ ومرض (( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم ألآخر وماهم بمؤمنين يخادعون الله ورسوله وما يخدعون ألا أنفسهم )) صدق الله العظيم /سورة البقرة . هؤلاء استخدموا القرآن الكريم لأغراض دنيوية .
ولكن بعد أن أنتقل الحبيب المصطفى إلى الرفيق الأعلى ..ظهرت بوادر المنافقين والمرتدين ممن يدعون الإسلام زورا وبهتانا خاصة في فترة الخلفاء الراشدين وكلنا يعلم أسباب مقتل سيدنا عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب ومنذ تلك اللحظة ظهرت بوادر الانشقاق في صفوف المسلمين .... وكانت الخطوة الأولى نحو التمزق والتشرذم في العالم الإسلامي خاصة بعد انتقال الحكم من الخلافة إلى الوراثة في العهد ألأموي ومن بعده العباسي وتغلغل أمم وأقوام في زرع بذور الفتنة بين صفوف المسلمين فترك المسلمين الدعوة إلى الله تعالى وسعوا لتحقيق أهدافهم بالوصول إلى كرسي الحكم ومن ثم السلطة ويأتي الإسلام في الدرجة الثانية أن لم نقل في الدرجة الرابعة من اهتمامهم .

وفي عصرنا الحديث انتبهت الدوائر الغربية والاستعمارية إلى أن خير وسيلة لتمزيق صفوف المسلمين وبالأخص منهم المسلمين العرب كونهم الجمجمة والوعاء الذي نزلت عليهم الرسالة الإسلامية ..وكان لابد أن أن يجد الحلف الصليبي الغربي أدوات من نفس هذا الوعاء أو الجمجمة الحاضنة للإسلام , يكونون طوعهم في كل الأوقات والأزمان ويمكن تحريكهم واستنفارهم بيشيفرة ترسل لهم من أقبية دوائر الاستخبارات الغربية الصليبية ..
فوجدوا ضالتهم في الحركات والتيارات ذات الطابع الديني سواء ألإسلامي منها أو غيره لغرض السيطرة على الشعوب وسرقة ثرواتها الوطنية عن طريق تغييب العقل والتفكير السليم من خلال ألاستخدام الأمثل لهذه الحركات والجماعات والتيارات التي ترتدي لباس الدين ... وجميعنا يتذكر حركة الإخوان المسلمين التي ظهرت في مصر مطلع الأربعينيات من القرن الماضي على يد أحد عملاء المخابرات البريطانية حسن ألبنا الذي أستطاع أن يستخدم موهبته في التزييف والخداع وقلب الحقائق في وسط مجتمع كان يعاني العزلة والفقر والأمية التي كانت تضرب أطنابها في مصر في تلك الحقبة هنا تلقفته أجهزة المخابرات البريطانية واستطاعت أن تجنده وتموله بالمال لاستكمال بناء هرمه الشيطاني ليزرعه في قلب الوعاء العربي الحاضن للإسلام مصر قلب العالم ..ومنذ عام 1942 استطاعت أجهزة المخابرات العالمية بشكل عام والبريطانية بشكل خاص أن تتغلغل في الشبكة الشيطانية لتنظيمات حركة الإخوان المسلمين التي ترفع راية الإسلام زورا وبهتانا لتحقيق أهداف ومطامع غربية استعمارية في كافة أنحاء العالم((قبل أكثر من عامين، وبالتحديد في مارس عام 2008 فجر عمدة لندن السابق كين لفنجستون مفاجأة حين كشف عن أن جماعة الإخوان المسلمين كانت تتلقي تمويلاً مالياً من جهاز المخابرات الخارجية البريطانية MI6)) مؤكداً في تصريحات علنية تناقلتها العديد من وسائل الإعلام الغربية أن الجماعة "مثلت تهديداً وخطراً حقيقيين لنظام الرئيس جمال عبد الناصر في حقبتي الخمسينات والستينات بما تلقته من تمويل مالي من المخابرات البريطانية"..)).
وظهر مؤخرا دليل جديد يثبت تخطيط الإخوان المسلمين لاغتيال الرئيس الراحل جمال عبدا لناصر.. وثائق بريطانية سرية أزيح الستار عنها مؤخرا في لندن تفضح تفاصيل اتفاق خطير دار في الخفاء بين عناصر من المخابرات البريطانية وعدد من قادة الجماعة للتخلص من قائد ثورة يوليو مطلع الخمسينيات. الوثائق القنبلة تكشف أيضا أن بريطانيا دأبت علي تقديم تمويلات مالية منتظمة للإخوان ومرشدها المؤسس حسن ألبنا طيلة فترة الأربعينيات من القرن الماضي.. معلومات وحقائق خطيرة يزاح عنها الستار للمرة الأولي في الكتاب القنبلة "العلاقات السرية.. تواطؤ بريطانيا مع الإسلام المتشدد" للباحث والكاتب البريطاني الشهير مارك كيرتس، والذي صدر حديثاً بعد نحو أربع سنوات كاملة قضاها المؤلف داخل أروقة هيئة الأرشيف الوطني البريطاني من أجل البحث والتدقيق بين عشرات الآلاف من الوثائق والملفات السرية الخاصة بالحكومة البريطانية.
ونتيجة لازدياد عوامل التمويل ألمخابراتي البريطاني اتسعت أنشطة حركة الشيطان في نفوس أخوان الشيطان ليؤسسوا وبأمر مباشر من أسيادهم البريطانيين تنظيمهم المسلح السري داخل شبكتهم الشيطانية لتكون الذراع العسكري لتنفيذ مخططات وأجندات المخابرات البريطانية ..وهذا ظهر جليا وبوضوح حين قاموا بعمليتهم الفاشلة في منشية الإسكندرية عام 1954 وهي محاولة اغتيال الزعيم العربي جمال عبد الناصر بعد أن أستشعر الغرب ألاستعماري خطورة التوجهات القومية النهضوية لهذا الرجل على مصالح الغرب ألاستعماري في الوطن العربي بل في العالم الثالث أجمع ...هذه الحادثة التي طالما أنكرها أتباع هذه الحركة الشيطانية وأصروا على كذبهم وهروبهم من المسؤولية عن هذه الإعمال لتختفي أذرعها الشيطانية من الساحة المصرية بعد أن زج بهم الرئيس الشهيد جمال عبد الناصر في السجون لتخطوا مصر خطواتها النهضوية و التقدمية ولتقود العالمين العربي والثالث بعد أن تخلص الشعب العربي المصري من شرور هذه الحركات الشيطانية ليظهر مجتمعا متماسكا متعلما قويا ..إلى أن رحل عبد الناصر عن عالمنا ليأتي السادات ويخرج الأفاعي من جحورها لتعيث فسادا وأفسادا بين الشعب المصري لمواجهة المد القومي العروبي في الوطن العربي, ولكن هذه المرة أكثر ضراوة ولتفرخ عنها جماعات وحركات متشدد تؤدي بالنهاية إلى الانقلاب على الساحر السادات لينتقل إلى العالم الأخر برصاصات تلك الجماعات الظلامية التي ولدت من رحم حركة الإخوان المسلمين ...ويأتي بعده حسني مبارك الذي أعتقد أنه بملاعبتهم وعقد الاتفاقيات معهم سيكون حكمه آمنا منهم وخلال 30 عاما من حكم مبارك اختفت أذرع الاميبيا السرطانية الشيطانية من مصر لتنتقل إلى السودان من خلال الترابي وعصابته التي تربت في نفس الحضن البريطاني الدافئ ليتم تأهيله وإرساله إلى الخرطوم ليقود أكبر عملية في تأريخ السودان ليس نحو الجماعة والوحدة والتقدم بل إلى تقسيم السودان إلى ثلاث أقسام وأستطاع بمكره ودهاءه أن يؤدي القسم الأول من هذا المخطط حيث تم فصل السودان إلى قسمين جنوبي وشمالي وهو في طريقه إلى تقسم الشمالي أيضا إلى قسمين كل هذا يجري بسبب غياب الرؤية السياسة الإستراتيجية لدى القيادة السودانية التي تتصف بمواهب الغباء والعند وهي مجتمعة في رئيسها البشير ..العضو البارز في حركة الإخوان الشيطانية ولم يكتفي بهذا القدر بل أنه تمادى أكثر في غيه , ولأجل التمويه وإبعاد الشبهة عنه أصدرت الدوائر الغربية تعليماتها إلى محكمة الجنايات الدولية لتصدر أمرا بالقبض على البشير بحجة انه أرتكب جرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور السوداني , ليتفرغ للدور المنوط به من قبل الحلف الصليبي الكافر النيتو في التآمر على الشقيقة ليبيا من خلال تهريب العناصر الإجرامية عبر الحدود إلى ليبيا كذلك إرسال الأسلحة والمعدات الحربية ليس من مصانع السودان العسكرية فالسودان لايستطيع في ظل حكم الإخوان الشياطين أن يصنع علبة كبريت صغيرة , بل هي أسلحة ومعدات عسكرية أمريكية واسرائيلة لتعبر الحدود السودانية الليبية في جنح الظلام ترافقها وفود من الخبراء الأمنيين والعسكريين الصهاينة والغربيين ..كل هذا يجري في جنح الظلام من جهة ومن جهة أخرى كشفت حركة الإخوان المسلمين عن وجهها القبيح حين قامت بالتلاعب بمعاني الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة , فأصدر مفتي حلف النيتو القرضاوي وهو قيادي أخواني من القاعدة الأمريكية المسماة بقطر فتواه بجواز الاستعانة بالكفرة والصليبيين من الحلف الأطلسي لقتل الشعب الليبي المسلم واغتيال قيادته السياسية المسلمة .
ونفس هذه الاميبيا الشيطانية السرطانية تظهر مرة أخرى في غزة لتؤدي إلى تقسيم القضية الفلسطينية وتفتيتها بعد أن تغلغل إليها عملاء وجواسيس على مختلف المشارب والأهواء من أبو مازن إلى ياسر عبد ربه إلى هنية ومشعل ...لتضيع قضية العرب والمسلمين فلسطين في نفق مسدود لا طريق أمامهم سوى الحرب الأهلية .
أما في العراق جرح العرب الحديث ..فبعد أن كان العراق يحمل مشروعا قوميا نهضويا وبفضل وحكمة قيادته الوطنية والقومية وعلى رأسها الشهيد صدام حسين المجيد رضي الله عنه وأرضاه تصدى لجميع المشاريع الصهيونية والأمريكية التي كانت تحاول النيل من الأمتين العربية والإسلامية ,فلم تستطع هذه ألاميبيا من التغلغل إلى العراق فكلما تظهر لها أذرع يتم قطعها وتدفن في مزابل بلاد الرافدين فولوا وجوههم الكالحة الصفراء صوب عاصمة الشر بريطانية جحرهم الآمن ... ولم يستطيعوا دخول العراق ألا خلف دبابات المحتل الأمريكي الصهيوني الفارسي بعد أن قامت الولايات المتحدة ألأمريكية وبريطانية وبتحالف كبير بينهم وبين ألآيات الشيطانية في قم وطهران وذيولها في مدينتي النجف وكربلاء وما مذكرات وزير الدفاع الأمريكي المجرم رامسفيلد التي أعلن فيها قيامهم بدفع مبلغ 200 مليون دولار إلى المرجع الشيعي الإيراني علي سيستاني ليصدر فتوى لإتباعه بعدم قتال الغزاة المحتلين في مخالفة صريحة وواضحة لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبعد احتلال بغداد تحالف شياطين المسلمين من أخوان مسلمين ومعهم أقرانهم الشيعة الصفويين ليكونوا أداة مهمة من أدوات المحتل تمزيق المجتمع العراقي وقتل أكثر من مليوني عراقي من الضباط والمهندسين والأطباء وأساتذة الجامعات والصحفيين وأصحاب الكفاءات وتشريد 6 ملايين آخرين خارج العراق .
وفي تونس الخضراء استطاعت ألاميبيا الشيطانية أن تسرق انتفاضة شعبها على حاكمها المستبد لتحصد ما زرعه الآخرون وما قدموا من تضحيات ودماء زكية كما هو الحال في مصر في انتفاضة الجياع العربية التي هزت عروش حكام تونس ومصر ..لتجني ثمار جهود ألآخرين ليقفزوا إلى سدة الحكم وهذا كان هدفهم وديدنهم منذ البداية.
واليوم نشر الباحث البريطاني كريتس الذي أمضى أربع سنوات في البحث بالمركز الوطني البريطاني ليبحث بين الوثائق السرية التي سمحت بكشفها بريطانيا عن العلاقة الوثيقة بين المخابرات البريطانية وبين حركة الإخوان الشيطانية في مصر منذ تأسيسها لتكون هذه رصاصة الرحمة التي أطلقت عليهم لتفضح كذبهم ودجلهم وتحالف الشياطين باسم الدين الإسلامي ليقودوا أنفسهم لتبوء كراسي الحكم في جهنم الله على الأرض .
ولم يقتصر انتشار أذرع هذه الاميبيا الشيطانية على تلك الدول المذكورة في مقالنا هذا بل إن من ثمرات التفريخ لحركة الإخوان الشيطانية هو ظهور الحركات والجماعات الإسلامية المتشدد العنيفة والتي وصلت إلى الصومال فأصبح بفضلها هباء منثورا ...واليوم تحاول الحركات الشيطانية وباسم الدين الإسلامي أيضا أن تحصد ثمار انتفاضات البطون العربية الخاوية في اليمن وسورية يقابلها في الطرف الأخر من حركات الشيطان الصفوية التي خرجت من تحت عباءات معممي إيران الشيطانية ((وكلاء الله على الأرض)).. صنيعة الاستخبارات الفرنسية والأمريكية الصهيونية , هذه الحركات الشيطانية الصفوية تغلغلت إلى العراق مع دخول أول دبابة للمحتل الأمريكي وسبقتها إلى لبنان وتحديدا في جنوبه فأصبح ولاية إيرانية تطل على البحر الأبيض المتوسط وألان تحاول أن تمد اذرعها الأخطبوطية الشيطانية إلى مملكة البحرين في الخليج العربي لتلتهمه كما أنها لاتمل في محاولة التغلغل إلى المنطقة الرخوة في الجهة الشرقية من المملكة العربية السعودية وهو هدف كبير لدوائر الغرب الاستعماري بالوصول إلى أقدس مقدسات المسلمين بالعالم ألا وهي بيت الله الحرام ليكون بيد أتباعها من الحركات الشيطانية الصفوية وهو الهدف العظيم في التلمود الصهيوني قد تتحقق بغطاء أسلامي .
المتفحص برؤية علمية تحليلية لهذا الواقع العربي والإسلامي المزري يجد أن نظرية المستشار الأمريكي ألأسبق بريجنسكي التي طالب فيها إلى قيام حروب متفرقة في مناطق عديدة من العالم الإسلامي يكون مسيطرا عليها قد تم تحقيقها بفضل هذه الحركات الشيطانية باسم الآسلام .
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم كيف ستتعامل الشعوب العربية والإسلامية على هذا الانحراف في معاني الدين الإسلامي الحنيف الذي تحمله مشاعل تحالف الحركات الشيطانية في العالم العربي والإسلامي والتي تسير بهم إلى جهنم وأقصد هنا الاقتتال الطائفي بي أصحاب الدين الواحد والنبي الواحد والقبلة الواحدة هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

* باحث بالمركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية/مصر

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية