الثلاثاء، يناير 10، 2012

باريس:أن الأيام العشرة المقبلة يجب أن تكون حاسمة في الأزمة السورية




رأت فرنسا أمس أن الأيام العشرة المقبلة يجب أن تكون حاسمة في الأزمة السورية مع انتهاء مهمة بعثة المراقبين العرب بناء على البروتوكول الموقع بين جامعة الدول العربية والنظام السوري في التاسع عشر من شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي.
وحذرت أنقرة أمس من نشوب "حرب أهلية وحرب دينية" في سوريا "تضع تركيا تحت التهديد" حسبما أعلن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الذي قال إن "على أنقرة أن تؤدي دوراً"، تزامناً مع دعوة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو المعارضة السورية التي جددت انتقاداتها للتقرير الأولي لبعثة المراقبين العرب، إلى مواصلة تحركها السلمي.
فرنسا دانت امس بشدة استمرار النظام السوري بقمع معارضيه وقتلهم واعتقالهم واعتبرت ان المبادرة العربية لم تنفذ ميدانياً على الاطلاق. وشددت على ان هذه المهلة التي منحتها الجامعة العربية للنظام حتى 19 كانون الثاني (يناير) الجاري يجب ان تكون الاخيرة وأن تحسم الامور بعدها.
جاءت هذه التصريحات من السلك الديبلوماسي الفرنسي قبل ساعات على لقاء يستضيف فيه وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه اليوم نظيره الايطالي جيوليو ترسي دي سانتاغاتا وسيكون للملف السوري فيه حصة بارزة.
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال امس إن "فرنسا تدين استمرار الملاحقات والاعتقالات وتواصل القمع في سوريا الذي ادى الى سقوط المزيد من الضحايا خلال الايام الاخيرة. وتعبر فرنسا عن بالغ قلقها تجاه الاعتقالات الجديدة التي قامت بها السلطات السورية في الوقت عينه الذي اعلنت فيه اطلاق سراح بعض السجناء، ولا سيما اعتقال الممثل جلال الطويل الاسبوع الفائت عند الحدود الاردنية - السورية. على النظام السوري وقف القمع وانهاء اسلوب الخداع الذي ينتهجه وأن يطبق فورا الاتفاقيات التي التزم بها، وهذا ما طالبته به اللجنة الوزارية العربية في الثامن من الشهر الجاري (اول من امس)".
وتابع نادال "تدين فرنسا ايضا الاعتداء الذي حصل في دمشق في السادس من الشهر الجاري وتتوجه بالتعازي لأهالي الضحايا. مثل هذه الاعمال الموجهة ضد المدنيين لا تحتمل بغض النظر عن هوية من يقف وراءها".
وتعليقاً على تقرير لجنة المراقبين وآخر مقررات الجامعة العربية قال نادال "نود التشديد على اهمية واولوية ان تطبق الحكومة السورية فورا النقاط الاربع الرئيسية في خطة العمل العربية اي وقف القمع وإطلاق المعتقلين واعادة الجيش الى الثكنات وفتح الاراضي السورية امام وسائل الاعلام الدولية. وهذا كله لم ينفذ شيء منه حتى الآن".
اضاف "وفي ما يتعلق بظروف تنفيذ المراقبين المهمات المنوطة بهم ومدى صدقية البعثة، تواصل فرنسا دعمها مبادرة الجامعة العربية. ولكن من الواضح طبعا ضرورة تعزيز قدرات هذه البعثة سواء لجهة فعاليتها وكذلك مدى قدرتها على تقييم الوقائع بشكل كامل ومراقبة تطبيق النقاط الرئيسية الاربع للمبادرة العربية دون افساح المجال للنظام السوري بالتدخل لتغطية الحقائق وتجميل الاوضاع".
وختم نادال مشددا على ان "الجامعة العربية ستتخذ قرارا نهائيا في التاسع عشر من كانون الثاني (يناير) الجاري. من هذا المنطلق يجب ان تكون الايام العشرة المقبلة حاسمة".
وفي موقف لافت، حذر رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أمس من نشوب "حرب اهلية وحرب دينية" في سوريا. وقال في مؤتمر صحافي ان "تطورات الوضع هناك تدفع في اتجاه حرب اهلية، حرب عنصرية، وحرب ديانات ومجموعات. لا بد لهذا ان يتوقف".
وأضاف "على تركيا ان تؤدي دوراً. ان اندلاع حرب اهلية سيجعلنا في وضع صعب(...) ويضعنا تحت تهديد".
وفي أنقرة، دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو المعارضة السورية الى مواصلة تحركاتها ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد "بالسبل السلمية" خلال لقاء عقده أول من أمس مع وفد من المجلس الوطني السوري حسبما قال متحدث باسم الخارجية التركية امس.
وقال المصدر لوكالة "فرانس برس" ان "المعارضة السورية تطالب بالديموقراطية، وقلنا لهم خلال لقاء امس (الاحد) انه ينبغي القيام بذلك بالسبل السلمية"، مشيراً الى ان رئيس المجلس الوطني برهان غليون كان من بين اعضاء الوفد العشرة الذين شاركوا في الاجتماع.
ووجهت المعارضة السورية أمس انتقادات حادة الى عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا واتهمتها بـ"التغطية على جرائم النظام السوري"، وذلك غداة قرار اللجنة الوزارية العربية مواصلة مهمة المراقبين وطلب تقديم الدعم لها وإعطائها الوقت الكافي لإنجاز مهامها.
وقالت جماعة "الاخوان المسلمين" في بيان يحمل عنوان "بعثتهم لم تعد تعنينا"، انه "غدا واضحاً سعي بعثة المراقبين العرب الى التغطية على جرائم النظام السوري، ومنحه المزيد من الوقت والفرص لقتل شعبنا وكسر ارادته"، متهمة البعثة بـ"حماية هذا النظام من أي موقف جاد للمجتمع الدولي".
ووصف عضو الأمانة العامة لـ"المجلس الوطني السوري" أنس العبدة تقرير بعثة المراقبين بأنه "منحاز وغير موضوعي ويفتقر إلى المهنية وسيشجع النظام السوري على المزيد من القتل".
وحضت الهيئة العامة للثورة السورية الامين العام للجامعة العربية والوزراء العرب، في نداء "نعت" فيه مبادرة الجامعة العربية، على احالة الملف السوري الى مجلس الامن.
وجاء في النداء "اننا في الهيئة العامة للثورة السورية اذ لم نلاحظ انخفاضا في اعداد شهدائنا ولا في مستوى عنف النظام منذ زيارة لجنتكم لسوريا، فإننا ننعى لكم وللعالم أجمع مبادرة الجامعة العربية بعدما عجزت لجنتها عن وضع الامور في نصابها وتسميتها بمسمياتها الحقيقية".
وطالبت الهيئة الجامعة العربية بـ"اعلان فشل" المبادرة العربية و"تحويل الملف السوري الى مجلس الامن ليأخذ القانون الدولي مجراه في حماية المدنيين".
واعتبر مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبدالرحمن في تصريح لوكالة "فرانس برس" ان "وجود المراقبين بالشكل والطريقة الموجودين فيها حاليا هو خدمة للنظام السوري".
وأكد رئيس غرفة العمليات الخاصة ببعثة المراقبين العرب السفير عدنان عيسى الخضير استمرار الأمانة العامة للجامعة العربية بتزويد بعثة المراقبين العرب بمزيد من الخبرات العربية، مؤكدا أن الدول العربية لديها الكفاءات والمهارات اللازمة لقيام البعثة بتأدية المهام الموكلة إليها.
وقال الخضير في تصريحات للصحافيين امس "وفقا للبروتوكول الذي وقعته الحكومة السورية مع الجامعة العربية يمكن للامين العام أن يستعين وينسق مع جميع المنظمات لكن نحن لدينا خبراتنا العربية، والتوجه الأساسي هو لاختيار مراقبين لهم القدرة على القيام بالعمل الميداني".
وأضاف أن "عدد المراقبين العرب الحاليين بسوريا وصل إلى 165 مراقبا"، موضحا أنه "سيتم زيادة عدد المراقبين نهاية الأسبوع الجاري إلى 200 مراقب حيث يتم تجهيز وفد من المراقبين للسفر الى سوريا قريبا". وأشار إلى أن "البعثة لم تمارس عملها الا لأيام معدودة في الميدان وبزيادة أعداد المراقبين العرب زادت المناطق التي انتشروا فيها مثل حلب ودير الزور والقاملشي. وبخصوص تقرير البعثة، فسيتم تقديمه من قبل الفريق أول محمد الدابي رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا إلى اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا التي ستنعقد في 19 كانون الثاني (يناير) الجاري".
ميدانياً، اسفرت اعمال القمع امس عن سقوط قتلى وجرحى في حماه (وسط) وفي ريف دمشق وفي ادلب في شمال غرب البلاد، كما افاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" أن الدبابات "لا تزال تنتشر في ريف حماة الشمالي على الحواجز بين الحواش وقرية قسطون حيث يوجد 12 دبابة وناقلة جند مدرعة والمطلوب من لجنة المراقبين العرب التوجه الى المنطقة فورا من اجل تسجيل هذا الانتهاك لبروتوكول الجامعة العربية".
وأعلنت "لجان التنسيق المحلية" في سوريا ارتفاع عدد شهداء سوريا أمس إلى ثلاثة وعشرين شخصاً بينهم سيدتان وطفل وثلاثة جنود منشقين، وقضى تسعة من هؤلاء الشهداء تحت التعذيب. ويتوزع الشهداء على حمص (ثلاثة عشر شهيدا)، وادلب (سبعة شهداء) وشهيد واحد في كل من دوما بريف دمشق وحماة ودير الزور.
وبينت اللجان في صفحتها على موقع "فيسبوك" أن تظاهرات عمت مختلف المحافظات السورية أمس، إحداها في السويداء، للمطالبة باسقاط النظام وتضامنا مع المدن المحاصرة، حيث جبهت باعتداءات "قام بها اعداد كبيرة من الأمن والشبيحة".
ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) في برقية مقتضبة ان "الرئيس بشار الاسد يلقي قبل ظهر (اليوم) الثلاثاء خطاباً يتناول فيه القضايا الداخلية في سوريا وتطورات الاوضاع محلياً واقليمياً

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية