الجمعة، أبريل 13، 2012

هؤلاء أضاعوا فلسطين -الأمير محمد الزناتي شيخ قبيلة الغزاوية

محمد الوليدي

لم تقم هذه القبيلة البدوية على أرض فلسطين سوى مئة سنة وربما أكثر قليلا، وقدومها كان شرا على أهالي الجليل ورحيلها كان غدرا وخيانة لفلسطين، فعندما جاؤوا فلسطين أحتلوا عشرات الآلاف من الدونمات في وادي بيسان بعد أن طردت أصحاب الأرض منها والذين التجأوا الى المدن والقرى خوفا منهم فلم يسبق وأن عهدوا بعرب يقطعون الطرق ويسلبون وينهبون بهذه الطريقة، حتى أن الدولة العثمانية والمصريين واجهوا مشاكل عدة في السيطرة عليهم.
في العشرينات من القرن الماضي تعاونت هذه القبيلة مع الحركة الصهيونية وباعت لهم الأراضي تلو الأراضي كما وعملوا كسماسرة لبيع الأراضي لليهود وفي العلن دون خوف من أحد.
كما استقبلوا المندوب السامي الصهيوني على فلسطين هربرت صموئيل في مضاربهم والذين قالوا له: أن الفلسطينيين لا يمثلونا ولا لنا علاقة بسياستهم ولا حركتهم الوطنية. لم يكن أمير هذه القبيلة محمد الزناتي بائع أرض وسمسار فحسب بل كان يضع خطط للشركات الصهيونية التي تشتري الأراضي الفلسطينة كالصندوق القومي اليهودي وشركة تطوير الأراضي الفلسطينية وهي شركة صهيونية، والتي كانت تمنحه راتبا شهريا مقابل تعاونه معهم، قال عنه مندوب الصندوق القومي اليهودي بأنه (الزناتي) خدمنا إستخباراتيا كما خدمنا في الحصول على المزيد من الأراضي في وادي بيسان وغيرها.
وعندما زار اللورد بلفور فلسطين في إبريل 1925 حيث اعتبر الشعب الفلسطيني يوم وصوله يوم حداد وشؤم وإضراب شامل، لكن الأمير محمد الزناتي أستقبله إستقبالا مهيبا في مضارب قبيلته.
وبعد ثورة 1929 اتفق محمد الزناتي مع الحركة الصهيونية ليس على حماية المستوطنات اليهودية في الجليل فحسب بل البحث عن كل من يفكر بإيذاء الصهاينة وممتلكاتهم في منطقتهم وذلك عبر إنشاء فرق إستخباراتية من أبناء القبيلة تكون على إتصال دائم مع عصابات الهاجناه.
يقول أحد مندوبي الحركة الصهيونية في الجليل عن هذه القبيلة "ماؤوز حاييم " أن الثروة هبطت عليهم فجأة فتغيرت أساليب حياتهم كليا، رحلات الى يافا وحيفا وتل أبيب وفنادق فخمة ومقاهي وضعوا الراديو في خيامهم وبدلوا خيلوهم بالسيارات وبدلوا حتى دينهم!!!" نعم هذا ما قاله الصهيوني .. بدلوا دينهم!.
وكانت تأخذ هذه القبيلة أموالا من الصهاينة بحجة تعويض الفلاحين عن محاصيلهم التي يجبرون على تركها بعد بيع أرضهم من قبل هذه القبيلة لليهود إلا أنهم كانوا يضعون هذه الأموال في جيوبهم ويطردون الفلاحين بالقوة ودون تعويض.
كما باع أحمد السويركي مختار عشيرة البواطي من قبيلة الغزاوية أراضيه وأراضي قبيلته في غور بيسان.
أيضا أمير آخر من قبيلة الغزاوية الأمير بشير الحسن وهو منافس للأمير محمد الزناتي فعل نفس الشيء، كان في عام 1920 قد رفض التعاون مع الصهاينة، لكنه في عام 1939 طلب مقابلة أحد المسؤولين الصهاينة للتعاون معهم وقال له:" أن اليهود رفضوا التعاون معي حماية لعلاقتهم مع محمد الزناتي.. لقد كبرت في العمر لكني أستطيع أن أكون تحت خدمتكم وأقدم ما أستطيع تقديمه"
كما طلب محمد الزناتي من قيادة عصابات الهاجناه مالا لأنه أستطاع تبديد جهود الثوار في محاولتهم لم شمل أهالي الجليل تحت قيادة الثورة في نهاية الثلاثينات من القرن الماضي.
في صيف 1940 اجتمع الأمير محمد الزناتي وفخري عبد الهادي وفريد إرشيد وكامل حسين أفندي كنفاني ومحمود الماضي ومدحت أبو هنطش; حيث قرروا " يجب أن نمشي مع اليهود يدا بيد فظرفنا كظرفهم فعلينا محاربة العصابات (يقصدون الثوار) التي تسعى لتخريب الوطن، وعلى كل واحد منا أن يتابع كل شيء يجري من حوله وعلينا تحطيم قوة هذه العصابات من البداية حتى لا نسمح لها بأن تستقوي".
تعرض للعديد من محاولات الإغتيال إلا أنه نجا منها.
في عام 1946 اتفق مع الحركة الصهيونية على بيع كل ما يملك من أراضي وتملكه قبيلته في وادي بيسان للشركات اليهودية، وقبض الثمن، كما قبض ثمن ترحيل القبيلة طوعيا بأكملها الى شرق الأردن شرط حصولهم على جنسيات شرق أردنية، وذلك في أول عملية ترحيل جماعي تجري من فلسطين دون حرب، حيث تم ترحيل آخر فلول هذه القبيلة عام 1947 حيث يقطنون الآن منطقة الأغوار.
في نهاية عام 1946 وفي أثناء خروج الأمير محمد الزناتي من أحد محلات الحلاقة في حيفا تلقاه أحد الثوار الأبطال وهو بين حراسه وأطلق عليه عدة رصاصات قتلته في الحال. اكمل أخوته الإتفاق مع الحركة الصهيونية كما كان مخططا له.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية