ويؤكد موقع "كلنا شركاء" السوري انتشار ظاهرة رفع علم "الدولة العلوية" في عدد من القرى ذات الأغلبية العلوية في الساحل السوري.
وينقل الموقع عن أحد زوار مدينة "دريكيش" التابعة لمحافظة طرطوس الساحلية مشاهدته لعلم "الدولة العلوية" بعد حذف الزاوية اليسرى التي تمثل علم فرنسا.
وتشير وثيقة عمرها 75 عاما نشرها ميدل إيست أونلاين طموح العلويين الممثلين بـ'حكومة اللاذقية' إلى الوحدة مع لبنان خلال فترة الاحتلال الفرنسي لسوريا.
ويبدو أن علويي اليوم لم يختلفوا عنهم بالأمس في نزوعهم نحو الانفصال وتشكيل "دولة مستقلة" في وقت يتداعى فيه حكم ابن الطائفة (الأسد) وتتجه البلاد نحو مصير مجهول.
ووجه رئيس المجلس التمثيلي لحكومة اللاذقية رسالة إلى رئيس الجمهورية اللبنانية بتاريخ 13 آب/ أغسطس عام 1936 يطلب فيها مساندة العلويين في الحصول على الاستقلال عن سوريا أو الاتحاد مع لبنان في إطار من الحكم الذاتي.
وجاء في الوثيقة "إن سوريا في نظر (اللاذقية) محيط مناوئ لها من الوجهة الدينية ولم تربطها بدمشق أو بحلب سواء في الحاضر أو الماضي رابطة سياسية أو إدارية فضلا عن أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تكاد تكون معدومة".
ورأى العلويون في ذلك الحين انهم امتداد للواقع الجيوسياسي والاقتصادي والثقافي والتاريخي السائد في لبنان، في حين أن هذا البلد كان يُنظر إليه على أنه "وطن الأقليات".
وتتناقض هذه الدعوات "الانفصالية مع رؤية بعض المثقفين العلويين في دعوتهم إلى وحدة الشعب السوري بعد إدراكم اللعبة الطائفية التي يديرها النظام لتشويه صورة الطائفة وتوريطها في أعمال التصفية الطائفية تمهيدا للحرب الأهلية.
وكان عدد من المثقفين السوريين (علويو المولد) أصدروا مؤخرا بيانا على موقع فيسبوك يدينون فيه الأعمال الوحشية لنظام الأسد ويدعون إلى وحدة الشعب السوري بكل أطيافه الدينية والقومية.
ودعا البيان "المواطنين السوريين العلويين وأبناء الأقليات الدينية والقومية المتخوفين مما سيلي انهيار النظام إلى المشاركة في إسقاط النظام القمعي والمساهمة في بناء الجمهورية السورية الجديدة، دولة القانون والمواطنة".
والعلويون طائفة من الشيعة الإمامية يسكن معظمهم سلسلة الجبال الممتدة من عكار (جنوب) جنوباً إلى طوروس شمالاً، ويتوزع بعضهم في محافظات حمص وحماة ودمشق وحوران، ويمثلون بين 10 إلى 15 بالمئة من السوريين.
وكانت الفترة الممتدة من ثلاثينيات إلى ستينيات القرن الماضي حافلة بالاحداث الكبيرة التي أثرت على تشكيل الخارطة السياسية للشرق الأوسط بصفة خاصة، والحروب والتغيرات في موازين القوى على الصعيد العالمي.
وقد أثرت بشكل مباشر على دعوة العلويين للاستقلال أو الانضمام إلى لبنان سلسلة الانقلابات في سوريا والوحدة السورية مع مصر فيما كان يعرف بـ"الجمهورية العربية المتحدة"، فضلا عن حربي 1948 و1967 بين العرب وإسرائيل.
وانتهت دوامة الانقلابات في سوريا وتلاشت معها مطالب العلويين تلك في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1970.
ففي ذلك اليوم قاد الجنرال العلوي حافظ الأسد (والد الرئيس الحالي بشار الأسد) انقلابا عسكريا استولى بموجبه على السلطة وتولى زعامة حزب البعث في سوريا بالاطاحة بالرئيس نور الدين الأتاسي ووزير الدفاع صلاح جديد، الذي ظل حتى هذا التاريخ المنافس الرئيسي للأسد وأودعهما السجن مع عدد من كبار القادة والمسؤولين، فيما يُعرف بـ"الحركة التصحيحية".
ومنذ ذلك التاريخ، يبدو أن القيادة السورية رأت أن من مصلحة الأقلية العلوية إسناد مناصب الدولة العليا ومواقع القيادة في الجيش والأجهزة الأمنية إلى أبناء هذه الطائفة.
وهكذا، صمتت أو سكتت الأصوات العلوية المطالبة بالاستقلال عن سوريا لأربعة عقود.
0 comments:
إرسال تعليق