الثلاثاء، أبريل 03، 2012

كرم: العمالة ترتقي بين عميل رخيص وآخر يضع التعامل بخانة الصداقات.. والاتصال باسرائيل اصبح متوفرا شرط توفير الغطاء السياسي والسيارات الفارهة

اوردت محطة "الجديد" في مقدمة نشرتها الإخبارية بشأن الافراج عن القيادي في التيار الوطني الحر العميد المتقاعدة المدان بالتعامل مع اسرائيل فايز كرم الآتي: "من كان يراقبُ ردَّ فعلِ حزبِ الله عندما أُخليَ سبيلُ خمسةِ عملاءَ من المحكمةِ العسكرية سيتوقع افتراضياً ردَّ فعلٍ مماثلاً معَ إطلاق العميد فايز كرم الذي استفادَ من الـoffer التشريعيّ والحسومِ الظرفيةِ على السنةِ السَّجنية ولكنْ لا الحزبُ علّق وهو القومُ الذي لا يتركُ أسراه ولا التيارُ الوطنيُّ احتَفى بالحرية وتَركَ سجينَه المفترضَ أنه سياسيٌّ يرتِّبُ حفلَ خروجِه من السِّجنِ بلا استقبالٍ أو أعلامٍ برتقاليةٍ ترفرفُ فوقَ مقرِّ الشرطةِ العسكرية.

لغايةِ هنا والجماهيرُ تعتقدُ أنّ الرايةَ سترتفعُ في الرابية وإذ بالجنرال يَعتلي مِنصةَ التصريحِ الأسبوعيةَ ويبدأُ بالحديثِ عن تفاصيلَ فَرعيةٍ في المتن وعن السَّرِقاتِ والمياهِ المقطوعةِ في وطنِ صِنين والأرز ولولا سؤالٌ لمراسلةِ الجديد عن لقائه العميدَ لَما كان فايز كرم قد أُطلقَ سراحُه في العُرفِ العوني. السؤالُ كان ثقيلاً على قلبِ الجنرال فأجاب باختصارٍ شديد: "طلع من السجن.. نفذ عقوبتو.. مرق من هون.. وراح ع بيتو". عِشرون شهراً من حملةِ الدفاع العونية عن فايز كرم لم تُستثمر لحظةَ إخلاء السبيل لكنَّ العميد دافعَ عن نفسِه بنفسِه وأعلن أنه سيُقاضي كلَّ مَن اتّهمه بالعِمالة وفي طليعتِهم العميد وسام الحسن ونفى كرم الاتهاماتِ التي سِيقت ضدَّه في مدّةِ توقيفِه غيرَ أنَّ كلامَ عون عن تنفيذِ عقوبتِه جاء ليرسُمَ علاماتِ استفهام حول رأيِ التيار في أحدِ قيادييه الذين وضعوا يوماً ما يدَهم في اليدِ الإسرائيلية.

على الأرجح فإنَّ العِمالةَ في لبنان أصبحت وُجهةَ نظر وترتقي سُلّماً ودرجاتٍ بين عميلٍ رخيصٍ يبيعُ المعلومة وآخرَ يضعُ التعاملَ في خانةِ الصداقاتِ معَ الإسرائيلي. قد نجدُ للتيارِ ما يبرّرُ دفاعَه عن عميدِه لكن ما لا يمكنُ تبريرُه هو موقفُ حزبِ الله الذي صمَت من الدخولِ إلى الخروج وكأنّ في فمِه ماء أهلُ المقاومة وروادُ الحربِ على شبَكاتِ العملاء وجدوا أن الحِلفَ مع الجنرال ميشال عون أولويةٌ مقدسةٌ لا يعكّرُ صفوَها عميلٌ عابر فاشتملت مبادئُ الحزبِ على استثناءات قضت بغضِ الطرْف عن عميدٍ منعاً لخَسارةِ الجنرال ومن اليوم فصاعداً أصبحَ الاتصالُ بالعدوِّ الاسرائيليّ متوافراً في الخدمةِ وبعقوبةٍ لا تتجاوزُ عِشرينَ شهراً في أقصى الحالات شرطَ توفيرِ الغِطاءِ السياسيّ أولاً وتوفيرِ السياراتِ الفارهةِ للاستقبال وإذا لم تَستقبِلْكم الرابية فستقومُ زغرتا بالواجب وهي المدينةُ التي ازدانت هذا المساءَ للاحتفاءِ بعودةِ العميدِ غيرِ الضال".

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية